ماضي أبوالعزائم.. وجه التقارب «الصوفي ــ الإخواني»
السبت 04/أغسطس/2018 - 03:18 م
ماضي أبوالعزائم
سارة رشاد
كلما سُئل الشيخ الحالي للطريقة العزمية، علاء أبوالعزائم، عن رأيه في جماعة الإخوان (1928) قال: «منافقة أسسها يهودي»، في إشارة إلى حسن البنّا (1906:1949)، ورغم ما يحمله التصريح من ملامح الرفض الصوفي لجماعة الإخوان، فإن العلاقة بين الطريقة العزمية تحديدًا، وجماعة الإخوان تحظى بنوع من الخصوصية.
وتعود القصة إلى ما قبل تأسيس جماعة الإخوان، عندما انتهى حكم الدولة العثمانية (1299: 1924) بتركيا، في هذه الآوان كان العالمان العربي والإسلامي يموجان بصدمة دفعت للبحث عن سبل لإحياء الخلافة، فكانت مساعي مؤسس جماعة الإخوان «حسن البنّا» للبحث عن داعمين لمشروعه الممثل في جماعته.
ومن بين هؤلاء الداعمين كان الشيخ الصوفي، «محمد ماضي أبو العزائم» (1869: 1937)، مؤسس الطريقة «العزمية»، الذي حاول «البنّا» استقطابه لإقناعه بأهمية استعادة الخلافة، فلخص الأول شعار طريقته الصوفية في «الله معبودنا، والجهاد حلقتنا، والرسول مقصدنا، والخلافة غايتنا»، وهو الشعار القريب من الشعار الإخواني «الله غايتنا والرسول زعيمنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا».
والطريقة «العزمية»، هي طريقة متفرعة عن الطريقة الشاذلية (إحدى الطرق الصوفية الكبرى على المستوى العربي)، شأنها شأن باقي الطرق الصوفية، تدعو إلى أن يصبح الإسلام المنهج والمرجعية الأولى والأخيرة.
وتختص «العزمية» عن باقي الطرق، بمنهج إمامها الأكبر محمد ماضي أبو العزائم، الذي كان يتبنى قضية الخلافة الإسلامية، التي اعتبرها أهم الركائز التي يدعو إليها.
إلا أنه سرعان ما حدث الفراق بين العزمية والإخوان، سريعًا رغم التوافق الملحوظ على قضية الخلافة، إذ اتجه مؤسس جماعة الإخوان إلى مهاجمة الصوفية في خطاباته.
ووفقًا للرواية الصوفية، فالعزمي يعتبر أبرز مشايخ التصوف الذين عاصروا إنهاء الخلافة العثمانية، وشارك في قضية إحيائها ؛ إذ كان الشيخ «ينظر إلى الخلافة العثمانية على أنها مركز لتجميع المسلمين، وأنها في ذلك الحين هي التي يمكنها صد التيار الغربي الزاحف عليهم وإنقاذ مجد الإسلام وتراثه من عبث الغرب به».
ولهذا المنطق، كوّن العزمي جمعية «إحياء الأخلاق المحمدية»، التي اتخذ من بيته مقرًا لها، فيما فتح اتصالات مع رموز العالم الإسلامي، تمهيدًا لعقد مؤتمر يناقش سبل عودة الخلافة.
وكان أول المستجيبين أخوة الهند وعلى رأسهم، الأميران شوكت علي ومحمد علي، والدكتور أجمل خان والدكتور محمد إقبال والشيخ كفاية الله الذين تعاونوا على تأسيس جماعة تدعى«الخلافة الإسلامية».
فيما عُقد أول اجتماع لجمعية الشيخ بمنزله، في 23 من مارس 1924، ليسفر عن تشكيل قيادة لهذه الهيئة سماها (اللجنة التنفيذية لجماعة الخلافة الإسلامية بوادي النيل)، علاوة على التحضير لمؤتمر عالمي يحضره مندوبون عن الدول الإسلامية.
وفي حوار صحفي أجراه محرر جريدة «الوطنية» مع محمد ماضي أبي العزائم، باعتباره رئيس لجنة الخلافة المركزية الكبرى في مصر، بعددها رقم 246 الصـادر فـي 5 يناير 1925، فسّر الشيخ تحمسه لقضية الخلافة، فقال: «الخلافة منصب نبوي، لا دين ولا دنيا إلا به، وكل مسلم متعين عليه المسارعة إلى هذا العمل، وحضرتكم تعلمون أن الأمة تنال بالخليفة الممثل لمقام النبوة مجدها الذي كان لسلفنا الصالح من التمكن في الأرض بالحق، ومن نيل الحرية والاستقلال، والسلامة من التفرقة وإهراق الدم، ومن تسليط العدو علينا».





