ad a b
ad ad ad

«مؤتمر ميونيخ للأمن».. توقعات الصراعات الدولية في «2020»

السبت 15/فبراير/2020 - 03:11 م
مؤتمر ميونيخ للأمن
مؤتمر ميونيخ للأمن
نورا بنداري
طباعة

تستضيف مدينة «ميونيخ» الألمانية؛ زعماء دول وحكومات البلدان المشاركة في «مؤتمر ميونخ للأمن» في دورته الـ56، وذلك في الفترة من 14-16 فبراير الجارى؛ لمناقشة التهديدات المؤثرة على أمن واستقرار دول العالم وأبرزها «مكافحة الإرهاب»، ومراجعة الإستراتيجية الأوروبية حيالها.

 

ومن أبرز الملفات المقرر أن يناقشها الساسة، إشكالية تدخل بعض الدول في شؤون غيرها، وتقديمها الدعم للجماعات الإرهابية؛ حتى تستطيع تنفيذ مخططاتها الرامية للتوسع في العديد من بلدان العالم الغربي والعربي، ومن ثم تغير موازين القوة في العالم، وهذا ما تجلى واضحًا في التدخل العسكري التركي في ليبيا ودعم أنقرة للميليشيا الإرهابية، واستمرار العون الإيراني للميليشيات باليمن والعراق، إضافةً إلى دعم قطر لأذرع جماعة الإخوان في العديد من البلدان العربية؛ للسيطرة على دول المنطقة، ويتضح ذلك في ما تعانيه السودان في المرحلة الانتقالية.

 

ومن المتوقع، حضور كل من الرئيس الألماني «فرانك فالتر شتاينماير»، والفرنسي «إيمانويل ماكرون»، والأفغاني «محمد أشرف غني»، إضافةً إلى رؤساء بوركينا فاسو والنيجر وتشاد، ورئيس الوزراء الكندي «جاستن ترودو»، إضافةً إلى مشاركة وزراء خارجية الولايات المتحدة، وروسيا والصين واليابان والهند وإيران واليمن، والعراق، إضافةً إلى وزراء الدفاع من تركيا، كندا، سنغافورة.

 

للمزيد.. مصر تتصدى للإرهاب بتشريع قانوني.. والسيسي يدعو لقمة أفريقية

جواد ظريف
جواد ظريف

إيران.. أبرز تحديات المؤتمر

وعلى الرغم من إعلان حضور وزير خارجية إيران «محمد جواد ظريف» المؤتمر، فإن رئيس المؤتمر «فولفجانج إيشينجر»، طالب في 10 فبراير 2020، بوقف تهديدات إيران للمنطقة، مشيرًا في مقابلة  مع صحيفة «تاجس شبيجل» الألمانية، أن إمكانية إعادة الولايات المتحدة لطاولة المفاوضات مع إيران، لن تتم إلا بتخلي طهران عن تهديداتها في المنطقة والتفاوض من جديد حول برنامجها النووي، وتجاوز الاتفاق القديم،  مشددًا على ضرورة التفاوض مع إيران بشأن الصواريخ الباليستية والأمن الإقليمي وأعمال حزب الله الإرهابية، وأعلن أنه من غير المرجح أيضًا، أن يقترح وزير الخارجية الإيراني صفقة نووية منقحة أو موسعة خلال أعمال المؤتمر.

مرتزقة سوريين إلى
مرتزقة سوريين إلى ليبيا

ماذا عن تركيا؟

تنشط تركيا في دعم ميليشياتها فى ليبيا وإرسال مرتزقة سوريين إلى ليبيا، الأمر الذي رفضه المجتمع الدولي مطالبين بانسحابها، ولذلك ستكون الأزمة الليبية على جدول أعمال المؤتمر العالمي، وسيناقش المؤتمر التهديدات التركية، وهذا ما أوضحه «إشينجر»، مبينًا أن الاتحاد الأوروبي، الذي يملك المصلحة الأكبر في استقرار ليبيا؛ لأنه الجار الأقرب، يتعين عليه تعيين مفاوض مشهور لليبيا يتولى الوساطة، وأضاف أنه لن يتنافس المفاوض المقترح مع الممثل السامي للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي «جوزيب بوريل»، أو بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ولكن يدعمهما، ويعملان ككيان واحد.

حمدوك
حمدوك

السودان

ومن المقرر، أن يترأس رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، وفد بلاده في المؤتمر، وسيلتقي بعدد من رؤساء الدول؛ لمناقشة التحديات التي تواجه الخرطوم وسبل تطوير العلاقات مع العديد من الدول، وفقًا لما أعلنته وكالة السودان للأنباء «سونا».

 

ويشهد السودان منذ عزل «البشير» تدخل قطري في شؤونها واستمرار تنظيم الحمدين في تقديم الدعم لجماعة الإخوان لنشر التوتر داخل الخرطوم، حتى يتمكن من الوصول إلي السلطة، بعد أن تم انتزاعها بإرداة شعبية.

 

للمزيد.. محلل: مؤتمر برلين كرس موقفًا دوليًّا شاملًا ضد التدخل التركي في ليبيا (حوار)

أبي أحمد
أبي أحمد

أفغانستان واليمن وتوقعات المؤتمر

اعتاد الموقع الرسمي لمؤتمر ميونج للأمن، إعداد تقرير سنوي، عن حالة الأمن العالمي، إلا أن التقرير الجديد وردت به توقعات باندلاع 10 صراعات دولية خلال «2020»؛  مستندًا إلى تقديرات مجموعة الأزمات الدولية، ومبينًا أن هذه الصراعات تأتي لأسباب مختلفة، أهمها الأوضاع الاقتصادية السيئة، والتحولات بين القوى العظمى.

 

وأشار التقرير إلى أن أول تلك الدول المتوقع اندلاع صراع فيها «أفغانستان»، والسبب في ذلك استمرار توغل الإرهاب داخل الساحة الأفغانية، إلا أن هناك توقعًا، بأن يشهد الصراع في أفغانستان عام 2020، انطلاق عملية السلام، من خلال اتفاق محتمل بين الولايات المتحدة وحركة طالبان.

 

أما ثاني تلك الدول فهو «اليمن»، وجاء في تقرير المؤتمر، أن الصراع في اليمن من أشد الصراعات المحتدمة في الشرق الأوسط، وأن فرصة السلام الأخيرة قد تتبخر قريبًا، إضافةً إلى تصاعد الصراع العرقي داخل «إثيوبيا»، ولذلك تأمل أديس أبابا أن يحل رئيس وزرائها الجديد «أبي أحمد» هذه الصراعات، كما تشهد «بوركينا فاسو» حالة من عدم الاستقرار في البلاد؛  بسبب انتشار حركات التمرد المتطرفة، وانتشار أعمال العنف والإرهاب في المناطق والمدن هناك.

 

ويرشح التقرير ليبيا لأن تكون من الدول التي ستشهد صراعًا؛ بسبب اشتداد المنافسة الخارجية على الثروات، كما توقع اندلاع صراع بين واشنطن وطهران، وبالأخص عقب استهداف «قاسم سليماني» قائد فيلق القدس الإيراني، مرجحًا «تأرجح» الحل الدبلوماسي، إضافةً إلى تأجج الصراع في «كشمير»؛ بسبب تزايد الخلافات بين الهند وباكستان، وقد ينفجر الوضع بين الدولتين، في حال أي هجوم من جماعات مسلحة في هذه المنطقة.

 

ومن الجدير بالذكر، أن مؤتمر ميونيخ للأمن، يمنح الفاعلين السياسيين فرصة التواصل بشكل غير رسمي على مدار 3 أيام، وقد تم تصنيف هذا المؤتمر، وفقًا لجامعة «بنسيلفانيا» الأمريكية، في مرتبة أهم مؤتمر من نوعه في العالم، ويكتسب المؤتمر الذي عقدت دورته الأولى في 1963 أهميته هذا العام؛ كونه يأتي في ظل اضطرابات يشهدها الشرق الأوسط، والأوضاع في العراق وسوريا وليبيا ولبنان، والتهديد النووي الإيراني، مرورًا بصعود اليمين المتطرف في أوروبا والتحديات العالمية الملحة، خاصةً آثار السياسة الأمنية لتغير المناخ.

 

للمزيد.. تركيا وقطر.. «شركاء التخريب» في ليبيا

"