يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

بعد طرد «سويفت».. طهران تتعلق بقشة «سيبام» الروسي لإنقاذ اقتصادها الغريق

الثلاثاء 17/سبتمبر/2019 - 10:41 م
محافظ البنك المركزي
محافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي
علي رجب
طباعة

في التفاف على العقوبات الأمريكية، ودعم جديد من قبل روسيا للنظام الإيراني ضد سياسة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن محافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي، الارتباط المصرفي بين البنوك الإيرانية ونظيرتها الروسية بعيدًا عن منظومة الاتصالات المالية العالمية بين البنوك «سويف».


 حسن روحاني
حسن روحاني

«سيبام» بديلًا لـ«سويفت»

وأوضح همتي، أن الارتباط تم عبر نظامي الرسائل الروسي والإيراني «سيبام» التابع للمركزي الإيراني، لافتًا إلى أن انضمام إيران إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي «روسيا، بيلاروس، كازاخستان، أرمينيا، وقرجيزستان»، سيساهم في تحفيز التجارة  الخارجية الإيرانية.


وأضاف أن اجتماع الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في أنقرة، بحثا القضايا المصرفية وسبل تطويرها؛ حيث أشارا إلى التراجع التدريجي لدور الدولار في العلاقات الاقتصادية الدولية، ولضرورة تنفيذ التبادل التجاري بين البلدين بواسطة الروبل والريال.


وكانت قد نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إيرنا» عن يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية، أن موسكو تسعى للتعاون مع طهران؛ بهدف إيجاد بديل لنظام سويفت، بحيث يوسع التفاعل المباشر في المدفوعات المالية بين النظام المصرفي الروسي ونظيره الإيراني المعروف باسم «سيبام»، وفق قوله.


وفي نوفمبر، أكد وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، أن شبكة «سويفت» SWIFT   للتحويلات المالية العالمية (مقرها بلجيكا)، قد تُفرض عليها عقوبات أمريكية إذا قدمت خدمات لمؤسسات ماليَّة إيرانيَّة تضعها واشنطن في قائمة سوداء.


حيث قال وزير الخزانة، ستيفن منوشن: إن على «سويفت»، أن تُوقف التعاملات المالية جميعها مع المصارف الإيرانية مع بدء تطبيق العقوبات الأمريكية ضد طهران، أسوة بالمؤسسات المالية الأخرى، مضيفًا أن سويفت قد تكون عرضة للعقوبات، إذا قدمت خدمات للمؤسسات المالية في إيران، التي تم تصنيفها إرهابية سابقًا.


ما هو نظام سويفت؟
في عام 1973، وبمبادرة من 239 مؤسسة مصرفية، بدأ تأسيس جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك «سويفت»، واتخذت من العاصمة البلجيكية بروكسل مقرًّا لها؛ بهدف توفير شبكة عالمية موحدة للاتصالات المالية الآمنة بين المؤسسات المصرفية.

ويهدف هذا النظام إلى تقديم أحدث الوسائل العلمية في مجال ربط وتبادل الرسائل والمعلومات بين جميع أسواق المال، من خلال البنوك المسؤولة عن تنفيذ ذلك بمختلف الدول، وبذلك يتمكن المشترك من مقابلة احتياجات العملاء الأجانب والمحليين أيضًا.

ولـ«سويفت» مكاتب في دول عدة أهمها فرنسا، وألمانيا، وسويسرا، وإيطاليا، وإسبانيا، والمملكة المتحدة، والنمسا، والسويد، وروسيا، وأستراليا، واليابان، والصين، وكوريا الجنوبية، وماليزيا، وسنغافورة، والهند، والإمارات العربية المتحدة، والبرازيل، والمكسيك، والولايات المتحدة، وأفريقيا الجنوبية.

ويبلغ عدد الدول المشتركة في تأسيس جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك أكثر من 209 دول، من بينها معظم الدول العربية، ونحو 10.800 مؤسسة مصرفية.

وتقوم هذه المؤسسات الأعضاء في «سويفت»، بمعالجة ونقل أكثر من 24 مليون رسالة كمعدل يومي.
بعد طرد «سويفت»..
سيبام.. وفشل إيراني جديد
يرى الخبير في الشأن الإيراني الدكتور محمد بناية، أن انضمام إيران الى نظام «سيبام» المصرفي الروسي، بعد إقصائها من نظام «سويفت»، لن ينقذ الاقتصاد الإيراني من التراجع والتدهور.


وأضاف «بناية» في تصريح للمرجع، أن نظام «سيبام»، نظام محدود وعدد الدول والبنوك التي تتعامل معه محدودة مقارنة بنظام«سويفت» المصرفي العالمي  الذي تتعامل به أغلب البنوك في العالم، مؤكدًا أن إيران بإقدامها على هذه الخطوة تضع اقتصاد إيران المأزوم.


وتابع الخبير في الشأن الإيراني، أن النظام الروسي ليس بالديناميكية نفسها، والقوة الاقتصادية التي تتمتع بها الدول المشاركة في نظام «سويفت»، وهو ما يعني أن الاعتماد على النظام الروسي كبديل لن يكون بحجم القوة الاقتصادية نفسها، مضيفًا أن طهران ستخسر التعامل مع أكثر من 200 بنك حول العالم، كما ستفقد ثقة المستثمرين في البقاء على أراضيها.


وأكد «بناية»، أن غالبية بنوك العالم ستحجم عن التعامل مع النظام المصرفي الإيراني؛ خوفًا من فرض عقوبات أمريكية عليها، مشيرًا إلى أن إيران ستواجه صعوبة في إجراء عمليات التبادل التجاري، وتلبية احتياجات سوقها المحلية من الواردات.


تداعيات سلبية
من جانبه، توقع المحلل الاقتصادي الإيراني، أحمد علوي، فشل خطوة الحكومة الإيرانية، لافتًا إلى أن النظام المالي البديل المقترح تدشينه بين موسكو وطهران، لا يوجد إجماع عليه من قبل اللاعبين في سوق التجارة العالمي، إلى جانب افتقاره لسهولة الاستخدام مقارنة بسويفت.


وربط «علوي» بين غياب الاستثمارات الأجنبية ودوران الأصول المالية، فضلًا عن النمو الاقتصادي والربحية داخل نظام إيران البنكي وفصلها عن شبكة التراسل المالي الدولية «سويفت»، التي تعتبر من أهم البنى التحتية العالمية للتبادل المالي تحت مظلة التجارة الدولية.


وأشار «علوي»، إلى أن واردات البضائع غير المشمولة بالعقوبات الأمريكية، تأثرت كذلك بفعل فصل إيران عن «سويفت» إلى جانب حدوث تداعيات اقتصادية سلبية مختلفة، وفقًا لإذاعة فردا الإيرانية.
"