ad a b
ad ad ad

«استراتيجية الصبر».. هل يعيد «القاعدة» بناء نفسه محتميًا بـ«داعش»؟

الثلاثاء 10/سبتمبر/2019 - 11:20 ص
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

سلطت دراسة نشرتها مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، الضوء على إمكانيات تنظيم «القاعدة»، والذي ربما سنحت له فرصة كبيرة لإعادة بناء نفسه واستعادة استراتيجيته الأصلية والمتمثلة في مهاجمة الغرب.


وتقول الدراسة: إنه بعد وفاة مؤسس التنظيم أسامة بن لادن في عام 2011، وبداية ما يسمى بانتفاضات الربيع العربي، بدأت جماعة «القاعدة» تتبنى استراتيجية متغيرة، ولاحظ خبراء الإرهاب أن تنظيم القاعدة يسعى على نطاق واسع إلى تحقيق أهداف استراتيجية أكثر محدودية مع التركيز على اتساع تأثيرها المحلي.


«استراتيجية الصبر»..

هذا التحول الاستراتيجي كان يطلق عليه على نطاق واسع «البراجماتية الخاضعة للرقابة» أو الصبر الاستراتيجي، وبدا من هذه الاستراتيجية أن تنظيم «القاعدة» يعيد بناء نفسه بهدوء وصبر، بينما يترك عن عمد تنظيم «داعش»؛ ليتحمل العبء الأكبر لمواجهة  حملة الغرب لمكافحة الإرهاب، بحسب الدراسة.


ويشير الكاتبان، كولين ب. كلارك، وتشارلز ليستر، إلى أن هذه الاستراتيجية المحلية البراجماتية كانت أكثر وضوحًا في كيفية عمل المجموعة في سوريا، فكانت هناك مجموعة معروفة باسم جبهة النصرة، نفذت بشكل أكثر فاعلية مقاربة الجهاد التي أظهرت بعض النجاح السابق في اليمن ومالي.


وعلى الرغم من فشل جبهة النصرة في النهاية، إلا أنها بنت مستوى من المصداقية الشعبية التي لم تكن لأي جهة أخرى تابعة لتنظيم «القاعدة».

«استراتيجية الصبر»..

وعلى مدار سنوات طويلة ماضية، منذ أحداث 11 سبتمبر2001، خلّف الضغط المكثف لمكافحة الإرهاب في أفغانستان وباكستان ظهور منافس قوي وهو تنظيم «داعش»؛ ما جعل الجماعتين الإرهابيتين تتنافسان على الأسبقية الجهادية العالمية.


في الوقت الذي تستمر فيه جماعة «القاعدة» في التغيير كمنظمة عالمية، فإن أحد أكثر الأسئلة إلحاحًا لصانعي السياسات والمسؤولين الحكوميين – والذي طرحته الدراسة - هو إلى أي مدى لا تزال المجموعة تركز على مهاجمة الغرب، هل يمثل غياب الهجمات المنسوبة إلى تنظيم القاعدة خلال هذه المرحلة نقص القدرة أو مجرد تحول في الأولويات؟.


في مقابلة مع قناة «الجزيرة» من مايو 2015، أوضح أبو جبهة الجيلاني، زعيم جبهة النصرة آنذاك، إن أيمن الظواهري زعيم التنظيم أمره بعدم استخدام سوريا كملاذ يهاجم الغرب منه، وجاءت هذه التعليمات التي وصلت في رسالة سرية، ردًّا على الضربات التي شنتها الحكومة الأمريكية ضد مجموعة خراسان- كادر صغير من عناصر القاعدة يعملون في شمال سوريا بنية صريحة لمهاجمة الغرب- التى بدأت في سبتمبر 2014.


لكن الدراسة وضعت عدد من النقاط التي ربما تجيب على هذه التساؤلات، إذ أصدر التنظيم سلسلة من الرسائل على مدى السنوات القليلة المقبلة، بينها واحدة في أبريل 2017، أكد فيها  «الظواهري» أهمية الكفاح العالمي للقاعدة، وفي الشهر التالي حثت رسائل من كل من حمزة بن لادن وأمير القاعدة في اليمن قاسم الريمي أتباع القاعدة على شن هجمات في الغرب.

وفي مايو 2017، اختتم مدير الاستخبارات القومية الأمريكية آنذاك «دان كوتسفي» شهادة للكونجرس، بأن أوروبا ستظل عرضة للهجمات الإرهابية، ومن المرجح أن تستمر عناصر من تنظيمى داعش والقاعدة في توجيه وتمكين المؤامرات ضد أهداف في أوروبا.


ومع آخر كلمة من «الظواهري»، في مارس 2018، لوحت مقولة «أمريكا هي العدو الأول للمسلمين»؛ لتحريض أتباع القاعدة على ضرب الولايات المتحدة – ما لا يعد مفاجئًا - لأن الرواية الشاملة للقاعدة كانت دائمًا أن الغرب في حالة حرب مع الإسلام.

"