رغم تعهدات الحركة في «الدوحة».. «طالبان» تستهدف المدنيين
الخميس 18/يوليو/2019 - 09:27 م
«طالبان»
نهلة عبدالمنعم
تحتدم الصراعات على أرض أفغانستان، وسط تصاعد العمليات العسكرية المتبادلة بين السلطات وحركة طالبان، وفي ضوء ذلك أصدرت القوات المسلحة بالبلاد بيانًا أكدت فيه أن وحدات المدفعية شنت، اليوم الخميس، عددًا من الغارات المكثفة على مواقع طالبان في منطقة نوغا في مدينة غزنة بجنوب غرب العاصمة كابول.
نشاط رسمي
كما أفاد البيان الذي أصدره فيلق الرعد 203، بأن مسلحي طالبان فقدوا الكثير من رجالهم على إثر تلك الغارات، إلى جانب عمليات عسكرية أخرى في وسط مقاطعة لوكر جنوب شرق العاصمة؛ إذ أشارت القوات إلى قتل وإصابة ما لا يقل عن 19 عنصرًا من الحركة، مع تأكيدات بمقتل أربعة منهم.
علاوة على التعامل بالمدفعية شن سلاح الجو الأفغاني بعض الغارات على منطقة الروضة بمدينة غزنة؛ ما أسفر عن مقتل 4 من عناصر حركة طالبان، وإصابة اثنين آخرين.
فيما تمكنت القوات الخاصة الأفغانية من الإفراج عن ناقلتين نفطيتين احتجزهما مسلحو طالبان في مقاطعة فارياب بشمال البلاد، بالإضافة إلى تحرير سائقي صهاريج النفط المحتجزين، وقتل العناصر الإرهابية التي اشتبكت مع القوات، وفي بيان آخر خاص بـ« فيلق العمليات الخاصة» تم التأكيد على أن القوات أجرت عددًا من العمليات في منطقة شاشما شير بمقاطعة بغلان في شمال البلاد.
نشاط إرهابي
وعلى صعيد القتال الدائر في البلاد، أعلنت السلطات، اليوم الخميس تصاعد النشاط المسلح لحركة طالبان في إقليم بادجيس بغرب البلاد، والذي تسيطر عليه الجماعة المتطرفة بشكل كبير، إذ قتلت منذ يومين 34 مقاتلًا من القوات الخاصة الأفغانية التي استعدت لشنِّ هجوم مبدئي على عناصر الحركة، ولكنهم بادروا بالاشتباك مع القوات، وقتلوا عددًا كبيرًا منهم، واحتجزوا آخرين.
ومن الجدير بالذكر، أن التقارير الإعلامية الداخلية لفتت إلى أن أفراد القوات الخاصة هم من أفضل العناصر داخل الجيش الأفغاني، وتم تدريبهم على أحدث المناهج العسكرية والاستراتيجية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
إغلاق مقرات «اللجنة السويدية»
معاناة مدنية
تحت وطأة الحرب الدائرة، يظل المدنيون هم أكثر العناصر معاناة في أفغانستان، بالأمس تسببت هجمات طالبان في إغلاق مقرات «اللجنة السويدية» في البلاد، وهي منظمة تعمل في خدمة العمل المدني والخيري، وتهتم بمتابعة عدد من العيادات والمراكز الطبية داخل الأقاليم الأفغانية.
ولكن مدير اللجنة السويدية، سوني مانسون، أكد أن حركة طالبان هددت موظفي الهيئات غير الحكومية بالاستهداف هم وعائلاتهم إذا لم يمتثلوا لقرار غلق المنظمات المدنية، وسط أقاويل للحركة بأنها ستتفاوض مع مسؤولي اللجنة، ومن الجدير بالإشارة أن فروع اللجنة التي مازالت تعمل في البلاد هي من العاملين داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة فقط.
نقض العهد
من الطبيعي أن ترتكز الجماعات الإرهابية على مضامين وحشية وغير إنسانية؛ حتى تبرر لنفسها ما تنفذه من أعمال إجرامية، مثل غلق طالبان للمراكز الصحية، ولكن المتابع لملف الحركة سيجد أن الجماعة لديها متغير آخر يتنافى تمامًا مع تعاليم الدين الصحيح، وهو «نقض العهد».
في 9 يوليو 2019 أي منذ عدة أيام اتفقت المجموعة مع جميع الأطراف الأفغانية من خلال «المؤتمر الأفغاني للسلام» الذي عُقد في الدوحة برعاية ألمانية أمريكية على عدم استهداف المدنيين، وتجنب إيذائهم، والتوقف تمامًا عن مهاجمة المستشفيات، ودور الرعاية الصحية، والمدارس والمعاهد التعليمية، إلى جانب جميع المؤسسات غير الحكومية، ولكن يبدو أن طالبان اختارت عدم الالتزام مبكرًا.
للمزيد حول الاتفاق الأفغاني الأخير.. اضغط هنا





