قطر و«طالبان».. وجهان لعملة الإرهاب الواحدة
الأحد 29/يوليو/2018 - 06:18 م
مكتب طالبان في قطر
عبدالهادي ربيع
لم تعد خافية تلك العلاقة التي تربط دولة قطر بالتنظيمات المتطرفة المختلفة في دول العالم، من جماعة الإخوان، إلى تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، ما دفع العديد من دول العالم العربي لفرض حصار عليها، وهو ما برز جليًّا في دور الدول الأربع المقاطعة لقطر (مصر والسعودية والامارات والبحرين) على خلفية دعمها للتنظيمات الإرهابية.
لكن أصابع الاتهام تتجه الآن إلى قطر إثر تقارير إعلامية، تشير إلى علاقات مشبوهة مع حركة «طالبان» في أفغانستان، فقد ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أن قطر استضافت الأسبوع الماضي اجتماعًا في سرية تامة بالدوحة، بين قيادات «طالبان»، ومسؤولين من الولايات المتحدة الأمريكية؛ لبحث إمكانية إنهاء الصراع في أفغانستان.
وتسعى قطر من خلال هذا اللقاء بحسب تلك التقارير، إلى تحقيق رغبة «طالبان» في إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، رغم رفض واشنطن ذلك من قبل، باعتبارها حركة غير رسمية ولا شرعية، في محاولة من الدوحة للتقرب إلى الإدارة الأمريكيَّة؛ بهدف فكِّ حصار التحالف الرباعي العربي.
ولم يكن هذا الاجتماع هو الأول الذي تعقده قطر بين قيادات طالبان ومسؤولين إذ رعت عام 2013 محادثات في الدوحة بين الحركة والحكومة الأفغانية، وتضمنت هذه المحادثات إطلاق سراح جندي أمريكي مقابل الإفراج عن أسرى من طالبان، وهو ما تم بالفعل عام 2014.
المكتب السياسي
ليس هذا فحسب، بل إن قطر أنشأت مكتبًا سياسيًّا للحركة في الدوحة تحت اسم «المكتب السياسي للإمارة الإسلامية في أفغانستان»، وتولت قطر عبر هذا المكتب تحريك «طالبان»، وإرسال التمويلات والدعم؛ ما جعل الحركة تصف قطر ببيتها الثاني.
وتنظر طالبان إلى هذا المكتب باعتباره الحل الأخير للتسوية السياسية السلمية في البلاد، مؤكدة أن إغلاق مكتبها في الدوحة سيجعل من المستحيل تحقيق التسوية السلمية في أفغانستان، من خلال وضع البلاد في دائرة الضوء الدولية التي تتوق إليها.
هذا الدور المشبوه الذي تمارسه قطر في دعم حركة «طالبان» صنفته وزارة الخارجية الأمريكية في 2009 بـــ«الأسوأ في المنطقة»، وفي 2010 بدأ العديد من عناصر «طالبان» يتوافدون على قطر في محاولة لإنشاء وجود رسمي لهم.
وأُنشئ المكتب بالفعل فى عام 2013، ويضم 15 عنصرًا مع أسرهم، توفر لهم قطر السكن والنفقات المالية، ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن المكتب افتتح بضغوط من الإدارة الأمريكية لتسهيل الحوار المباشر مع قيادات الحركة، وفق ما أكده المسؤول القطري بوزارة الخارجية، مطلق بن ماجد القحطاني، في حواره مع موقع «الجزيرة»، إلا أن المكتب تحول وفق ما يراه المسؤولون الأفغان ليتم استخدامه لجمع التبرعات وتشغيل الشركات الخاصة، لتمويل الحركة.
شروط طالبان للإمارات
السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، أكد في تقرير نشرته شبكة «CNN» أن الإدارة الأمريكية عرضت على الإمارات استضافة وجود «طالبان» في أبوظبي، إلا أن الإمارات اشترطت أن تدين الحركة أعمال تنظيم القاعدة والاعتراف بالدستور الأفغاني، والتخلي عن العنف، وتسليم السلاح، وهو ما رفضته طالبان، في حين سارعت قطر لعرض استضافة الحركة دون أي قيود أو شروط، فقبلت «طالبان» ورحبت بالوجود في قطر، فيما تسعى الحكومة الأفغانية لإغلاق مكتب «طالبان» في الدوحة، ووجهت لأجل ذلك طلبات عدة إلى كل من الإدارة القطرية والولايات المتحدة الأمريكية.
كما توجد القوات القطرية المشاركة ضمن القوات الدولية في أفغانستان، على وجه التحديد في ولاية «فراه»، التي تعد من المناطق الساخنة إذ تشهد اشتباكات شبه يومية بين عناصر «طالبان» وقوات التحالف الدولي، ما يثير الشكوك حول نية قطر من الوجود في تلك المنطقة على وجه التحديد، وفق ما نشره موقع «العربية نت»، كما أنشأت قطر في الولاية، مؤسسة «الغرافة»، التي يفترض أن تعمل في الشؤون الإغاثية، إلا أنها تنفق ملايين الدولارات على حركة «طالبان».
وحسب موقع قناة «طلوع» الأفغانية فإن القطريين يتوافدون إلى ولاية «فراه» بدعوى الصيد وتنفيذ مشاريع خيرية وإعمارية، في مناطق تعاني من انعدام الأمن، دون أن يتعرضوا لأي هجوم من قبل طالبان، إذ أثبتت التقارير أنهم يقومون بدعم وتسليح حركة طالبان.
وذكر تقرير على موقع القناة نفسها أن قطر تدعم حركة «طالبان» بالأموال لزراعة مخدر «الأفيون» في مناطق سيطرتها، خاصة ولاية «قندهار» للاتجار في المخدر، وشراء الأسلحة، وهو ما أكده الدبلوماسي السعودي، في كابول مشاري الحربي في حواره مع «بي بي سي»، مشيرًا إلى امتلاك المملكة العربية السعودية لأدلة على دعم قطر لحركة طالبان الأفغانية، وغيرها من التنظيمات الإرهابية الأخرى بالمنطقة، من خلال مكتب «طالبان» السياسي في قطر الذي يعمل خارج اختصاصاته السياسية، وفق تصريحه.





