المكسب والخسارة.. حسابات واشنطن وطهران في لعبة النفس الطويل

أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، رفضه لعرض الرئيس الإيراني حسن روحاني بإجراء محادثات بشرط رفعت العقوبات والعودة مجددًا إلى الاتفاق النووي.

وجهًا لوجه
وقال «بومبيو» في مقابلة له مع صحيفة «واشنطن بوست»، صباح اليوم الإثنين 15 يوليو 2019: إن العرض نفسه المرفوض سبق طرحه على وزير خارجية الولايات المتحدة الأسبق جون كيري في عهد إدارة الرئيس بارك أوباما، مضيفًا أن الإدارة السابقة أوصلتهم إلى الاتفاق النووي الذي يرى «الرئيس ترامب وأنا أنه كارثة» بحسب ما قاله بومبيو.
على جانب آخر، قال الرئيس الإيراني في تصريحات بثها التلفزيون الإيراني، الأمس، إن بلاده مستعدة لإجراء محادثات مع واشنطن، مشترطًا رفع العقوبات التي فرضها ترامب، والعودة إلى الاتفاق النووي بعد انسحابها منه العام الماضي، مبينًا: «نؤمن دائمًا بالمحادثات... إذا رفعوا العقوبات وأنهوا الضغوط الاقتصادية المفروضة وعادوا إلى الاتفاق، فنحن مستعدون لإجراء محادثات مع أمريكا اليوم والآن وفي أي مكان»، وفق «رويترز».

واشنطن طهران ولعبة النفس الطويل
وتسعى إطهران بكل السبل لتصدير النفط الذي يعتمد عليه اقتصادها بشكل أساسي، فهي أحد أهم الدول النفطية في العالم، وفي سبيل ذلك قامت بالتحلل من بعض الالتزامات التي يفرضها عليها الاتفاق النووي؛ سعيًا لإجبار القوى الدولية على مراجعة موقفها من العقوبات المفروضة عليها منذ أغسطس العام الماضي.
وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إنّ بلاده ستخفض التزاماتها مجددًا بالاتفاق النووي، لحمل الموقعين الأوروبيين على الوفاء بتعهداتهم بمساعدة بلاده، وأنّها ستعود لما كان عليه الوضع قبل إبرام الاتفاق.
وكان روحاني، قد أوضح أنّ أي حديث عن التفاوض في ظل العقوبات التي فرضتها واشنطن وتتسبب بمشكلات للاقتصاد الإيراني «خدعة»، وأنّ الظروف ستختلف حال رُفعت العقوبات.
وطالبت المفوضية الأوروبية، إيران، بالتوقف عن اتخاذ خطوات إضافية لخرق الاتفاق النووي، دون جدوى.
كما أعلن أمس المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس الموسوي، أنّ بلاده تستعد للخطوة الثالثة في الاتفاق النووي بعد انتهاء مهلة الـ60 يومًا الثانية في سبتمبر المقبل، موضحًا أنّ هذه الخطوة ستكون أكثر قوة، وأنّ بلاده ترفض إضافة أو حذف أي كلمة في الاتفاق، وتطالب الدول الموقعة بتنفيذه بشكله الحالي.
وفي تصريحات للمرجع قال محمد علاء الدين الباحث في الشؤون الإيرانية: إن كلًّا من الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، يخوضان ما يشبه لعبة النفس الطويل، أو عض الأصابع، فهدف واشنطن من العقوبات كان إجبار الإيرانيين على التفاوض على تعديل الاتفاق النووي، وهو ما لم توافق عليه طهران حتى اليوم؛ من أجل خفض سقف الطموح الأمريكي في أي مفاوضات قادمة. بينما تحاول طهران تأخير تلك الخطوة قدر الإمكان، مع أنها تبدو حتمية؛ لعدم امتلاك النظام الإيراني بدائل ناجعة، والوقت وحده كفيل بإنهاء تلك اللعبة.
وتابع أن وطأة العقوبات تشتد يومًا بعد يوم؛ ما يبدو معه عدم قدرة نظام الملالي على الصمود لفترة طويلة؛ ولذا فإننا نتوقع أن نشهدَ خلال الفترة المقبلة مباحثات بين واشنطن وطهران.