جريفيث إلى صنعاء.. احتمالات المكسب والخسارة
تطورات متسارعة ترسم ملامح المشهد السياسي اليمني المعقد، خاصة في ظل الإنجازات الميدانية التي يُحققها التحالف العربي، والهزائم المتلاحقة التي تتلقاها ميليشيا الحوثي، ما دعا أطرافًا دولية إلى التدخل للبقاء في المشهد، ومحاولة الظهور في مشهد الحل الذي يقترب بعد الضغط على ميليشيا الحوثي.
وبحسب تقارير صحفية، فإنه من المقرر أن يصل المبعوث الدولي الخاص باليمن مارتن غريفيث إلى صنعاء اليوم الأربعاء 21 نوفمير 2018، في بداية التحضير لجولة جديدة من المشاورات التي ستستضيفها السويد مطلع الشهر المقبل، وسيلتقي المبعوث الأممي زعيم الميليشيات الحوثية، عبدالملك الحوثي، وقيادات أخرى إلى جانب قيادة حزب المؤتمر الشعبي الموجودة في صنعاء، كما سيناقش معهم إجراءات بناء الثقة وخطته للسلام.
زيارة بالتزامن مع الانتهاكات
تأتي الزيارة التي اعتبرها مراقبون ضغطًا دوليًّا جديدًا على الميليشيا، بالتزامن مع الانتهاكات التي تمارسها ميليشيا الحوثي، حيث جددت الحكومة اليمنية مطالبتها لمجلس الأمن الدولي بإدانة انتهاكات الميليشيات للقانون الدولي الإنساني في محافظة الحديدة، وذلك في ظل محاولات المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة إلى السيطرة على الأوضاع الإنسانية المتدهورة وإيصال المساعدات.
وأعلنت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، أمس الثلاثاء، عن مبادرة جديدة في اليمن للتصدي للحالة الإنسانية في البلاد، تشمل تقديم 500 مليون دولار إضافية، تُخصص لأغراض إنسانية للشعب اليمني، وأعلن عن المبادرة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، عبدالله الربيعة، خلال مؤتمر صحفي جمعه بوزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي بالإمارات، ريم الهاشمي، كما تهدف المبادرة الجديدة إلى تأمين الغذاء لـ10 - 12 مليون يمني، ويأتي ذلك في ظل المحاولات المستمرة لميليشيا الحوثي لتجويع الشعب اليمني، والعمل على زيادة المعاناة التي يعيشها اليمنيون، منذ سيطرة الميليشيا على عدة مناطق والمؤسسات الرسمية للدولة.
ورأى مراقبون أن الزيارة قد تأتي في إطار الرسالة التي وجهها مندوب اليمن إلى السفير الصيني، الذي ترأس بلاده مجلس الأمن لهذا الشهر، إلى الانتهاكات التي ارتكبها الانقلابيون في الحديدة، مطالبة المجلس بالضغط على الميليشيات لوقف الانتهاكات التي تتسبب في معاناة إنسانية كبيرة للمواطنين.
الفشل يواجه المبعوث الأممي
الكاتب والمحلل السياسي اليمني، مطهر الريدة، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»، إن وصول مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث تأتي لعقد لقاءات ومفاوضات مع الانقلابيين الحوثيين، ومحاولة إقناعهم بمفاوضات السلام، المقرر انعقادها في السويد الشهر المقبل، وقبل نهاية العام الحالي، وهذا ما ذكره غريفيث خلال الإحاطة التي قدمها إلى مجلس الأمم المتحدة الأسبوع الماضي.
وتوقع «الريدة» أن يكون «الفشل» هو مصير تلك الزيارة مثل الزيارات السابقة، لافتًا إلى أن الظروف الحالية تشير إلى ذلك، مشددًا على أن التعامل مع العصابات التي لا تحمل مشروعات سياسية ولا تنموية لدولتها ولا لنفسها، ولا تريد الاستقرار والخروج من هذه الحرب وإنقاذ نفسها وحفظها على دماء الناس وحياتهم، لا يمكن الوثوق بها في أي تفاوض، ولا مشاورات ولا مواثيق ولا عهود، مشددًا على أن التجارب السابقة خير برهان على ذلك، لأنهم لا يريدون الخير بل يريدون الدمار والدماء.
وأوضح المحلل السياسي اليمني، أن زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن تأتي في إطار مهام وظيفته التي يتقاضى أجره عليها فقط دونما تحقيق الهدف المرجو من هذه الزيارات أو غيرها، مستبعدًا أن يلتقي غريفيث زعيم الحوثيين عبدالملك، ومشيرًا إلى أن الأسباب التي تحول دون هذا اللقاء كثيرة، خاصة أن عبدالملك الحوثي غير موجود في اليمن، وبالتالي فقد يكون لقاء غريفيث مع بعض القيادات الحوثية لمناقشة هذا الأمر.





