شنين رئيسًا للبرلمان الجزائري.. معادلة الإخوان في المقايضة والانتهازية السياسية
في يوم الثلاثاء، 2 يوليو الجاري، وبعد ضغط من الكتل السياسية في الجزائر، تقدم رئيس البرلمان معاذ بوشارب، المُنتمي إلى حزب جبهة التحرير الوطني (الحاكم) باستقالته؛ ليضطر نواب البرلمان البالغ عددهم 462 بينهم 160 نائبًا عن الحزب الحاكم، لاختيار خليفة لرئيس البرلمان المستقيل، لكن الجلسات شهدت خلافًا حادًا، وانتهى الأمر بانسحاب جميع المرشحين لصالح سليمان شنين، مرشح حزب حركة البناء الوطني، والمحسوب على جماعة الإخوان، ما أفضى إلى انعقاد الجلسة وفوز «شنين» بالتزكية.
ماذا تعني تزكية «شنين»
وأعلن البرلمان الجزائري، أن نوابه انتخبوا مرشح الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء ليتولى رئاسة المجلس الشعبي الوطني (البرلمان)، مُشددًا على أن انتخاب «شنين» تم بالتزكية؛ أي عن طريق التصويت برفع الأيدي في جلسة علنية، إذ قررت المجموعات البرلمانية التي شاركت في العملية الانتخابية سحب مرشحيها الستة وتزكيته بالإجماع.
وأضاف بيان البرلمان الجزائري أن الكتل التي زكت شينين هي «حزب جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي، كتلة الأحرار، تجمع أمل الجزائر، الاتحاد من أجل النهضة، العدالة والبناء، جبهة المستقبل، والحركة الشعبية الجزائرية، حزب العمال، ونواب دون انتماء» فيما قاطع الجلسة نواب كتلة حركة مجتمع السلم، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في الجزائر، وكتلة جبهة القوى الاشتراكية وحزب التجمع من أجل الديمقراطية والثقافة.
تجربة جديدة
واعتبر «شنين» أن انتخابه دليلٌ على ميلاد تجربة جديدة؛ قائلًا: إن بإمكان الأقلية أن تتقدم لرئاسة المجلس وتحظى بتزكية ودعم الأغلبية، بما يُعيد الثقة في المؤسسات، موجهًا الشكر لقائد الأركان نائب وزير الدفاع الوطني، الفريق قايد صالح، بسبب دوره في المرافقة السياسية الواضحة ومكافحة الفساد وإعادة الأمل في بناء الديمقراطية وبناء عدالة مستقلة وحماية وحدة الشعب من كل الاختراقات التي تستهدفه.
الإخوان والرقص على جميع الأحبال
ويمثل رئيس البرلمان الجزائري، الجبهة المهادنة من الإخوان، لاسيما أن الجماعة تعتمد خطابين مختلفين: أحدهما قائم على التصعيد وتأليب الرأي العام ممثلًا في حركة «حمس»، التي انسحب رئيسها عبد الرزاق مقري من جلسة البرلمان، والاتجاه الثاني لا يكف عن مغازلة الجيش؛ أملًا في تولي عدة مناصب هامة.
وقال أحمد صادق، رئيس الكتلة البرلمانية لـ«حمس»: إن مُقاطعة المجموعة البرلمانية للحركة انتخاب «شنين»؛ تأتي تنفيذًا للقرار السياسي للحركة الذي ألزم مؤسسات الحركة وهياكلها بعدم الموافقة على طريقة انتخاب رئيس جديد للبرلمان.
وأضاف في بيان صادر عن «حمس»، الخميس (11 يوليو) أن الحركة تعتبر الرئيس الجديد أمرًا واقعًا مثل من سبقه، ولا تمثل تزكيته حالة ديمقراطية، مشيرة إلى أن انتخاب «شنين» يعتبر عملية تزيينية فاشلة، بحسب البيان.
وأفرزت الانتخابات التشريعية، عام 2017، فوزًا ساحقًا للحزب الحاكم بـ160 مقعداً، وحزب التجمع الوطني الديمقراطي بـ100 مقعد، بينما حاز تحالف أحزاب حركة البناء الوطني الذي ينتمي إليه سليمان شنين، والعدالة والتنمية، والنهضة، على 15 مقعدًا.
ويُعَدُّ سليمان شنين، من الكوادر الشابة في التيار الإسلامي بالجزائر، إذ كان قياديًّا في حركة مجتمع السلم، الحزب المركزي لإخوان الجزائر، قبل أن ينشق مع مجموعة من الكوادر من الحركة ليؤسسوا جبهة التغيير، ثم حركة البناء الوطني.
ويُروج الجماعة إلى أن وصول مرشحهم إلى رئاسة البرلمان الجزائري يمثل رغبة الشارع؛ ويأتي ذلك ردًا على الأصوات التي تتهم الجماعة بالانتهازية السياسية.





