«إخوان الجزائر» يفشلون في تحقيق التوافق مع الأحزاب السياسية
الجمعة 10/أغسطس/2018 - 08:56 م
حور سامح
فشل إخوان الجزائر في تحقيق التوافق بين القوى السياسية، ورفضت الأحزاب التعاون معهم، خاصة بعد تصريحات عبدالرازق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم (حمس)، التي طالب خلالها بتدخل الجيش؛ ما أثار موجة عارمة من الغضب سيطرت على المشهد السياسي والاجتماعي بالبلاد، رغم محاولات «مقري» نفي التهم الموجهة له ولحزبه.
ولجأت «حمس» لجبهة «العدالة والتنمية»، التي تعد التيار الإسلامى الوسطى فى الجزائر للتعاون معها، في محاولة لإخفاء فشل الحركة.
وكانت الأحزاب الجزائرية اشترطت تحييد الانتخابات الرئاسية، والمناقشة في الحلول السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع الحكومة، أما فيما يخص الانتخابات الرئاسية، فقد رفضت الأحزاب التعاون مع الإخوان فى الاتفاق على مرشح رئاسى ينافس الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وكشف قيادات الأحزاب عن الاختلافات الكبيرة بينهم وبين «حمس»، خاصة بعد تصريحات «مقري»، فيما يخص الحلول التي تقترحها الحركة، وأكدت الأحزاب على استحالة التوافق.
وأظهر اللقاء، الذي جمع بين أحزاب الإخوان في الجزائر، يوم الاثنين 6 أغسطس 2018، وجود تناغم بين الحزبين، بعد التوتر الذي شهدته العلاقة بينهما في السنوات الماضية، ويعد هذا اللقاء الأول من نوعه بين الحزبين بعد تفكك تنسيقية الانتقال الديمقراطي؛ بسبب الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 4 مايو.
وقال المتحدث الرسمى باسم جبهة «العدالة والتنمية»، خضر بن خلاف: إن ما تعرضه «حمس» ليس مباردة بالمعنى الحقيقي، فهي مجرد مشروع لم يكتمل ولم ترسم له خارطة طريق، أو محددات لتسير عليها القوى السياسية، وما حدث بين الحزبين هو نوع من أنواع التقارب بعد نزاع طويل، وتوافق كبير في المشروعات السياسية والاقتصادية بين الحزبين، يمكن أن يحقق تحالفًا جيدًا في الانتخابات المقبلة؛ لتحقيق انتخابات نزيهة وحقيقية.
وأضاف: أن مقترح تدخل الجيش لم تطرحه «حمس»، مؤكدًا أن المقترح لم يُطرح إطلاقًا في مبادرة التوافق الوطني التي طرحتها الحركة، ومشيرًا إلى أن تدخل الجيش بأي شكل من الإشكال يعني أنه سيصبح شريكًا رسميًّا في السلطة السياسية القائمة.
يذكر أن الخلافات بين الحزبين بدأت منذ التنسيق والتعاون فى 2014، على أثر تنسيقية الانتقال الديمقراطي التي طرحتها «حمس»، وعلى إثرها قاطعت الانتخابات الرئاسية، وتفككت خلال الانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو 2017.
وعقب الاجتماع، الذي عُقد منذ أيام، قررت جبهة «العدالة والتنمية» اتباع سياسة جديدة -حسب تصريحاتها- والاعتماد على حلٍّ يُرضى الجميع.
وقال عبدالرزاق مقري: إنه يتفق مع رئيس الجبهة عبدالله جاب الله، مشيرًا إلى أنه ليس بصدد فتح الملفات القديمة، وسيتم تنحية الخلافات واتباع منهج جديد، خصوصًا أن البلد تعيش فترة صعبة للغاية، ولابد من الوصول لحلٍّ يُرضى القوى السياسية، والخروج بالشعب الجزائري من المأزق.
وقد أصاب فشل الإخوان فى الجزائر الحزب بإحباط كبير، خصوصًا أن الجماعة كانت تطمح في التوافق مع الأحزاب الموالية للسلطة؛ لتضمن وجودها في الحكومة والبرلمان بشكل قوي، وقد تجعل تصريحات «مقري» والخلافات التي يشهدها الحزب، من الصعب حصول الإخوان على مقاعد برلمانية، أو الفوز بالتصويت الشعبي، بسبب تراجع شعبية رئيس حركة «حمس» بعد دعوته للجيش بالتدخل.





