الانشقاقات تعجل بنهاية «داعش الأفريقي»
السبت 06/يوليو/2019 - 04:51 م
أحمد عادل
بعد هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا والعراق، وظهور زعيمه «أبي بكر البغدادي» بعد خمس سنوات من الاختفاء، في مقطع مصور أواخر أبريل الماضي، ليعلن إقامة ما تُسمى بولاية غرب أفريقيا، أثار ذلك الإعلان المخاوف داخل القارة السمراء؛ حيث توجد فروع عدة موالية للتنظيم، أهمها جماعة «بوكوحرام»، والتي تُعرف بـ«المتوحشة» في عملياتها الإرهابية التي تنفذها ضد القوات الدولية والحكومية وساكني منطقة بحيرة تشاد.
وعمل «البغدادي» على تعويض خسائره في سوريا والعراق من خلال دعواته المتكررة لأتباعه للتوجه إلى الصحراء الأفريقية، والثأر من هناك، إذ تمثل الصحراء الكبرى مجالًا واسعًا للمسلحين؛ بسبب تضاريسها، واتساع رقعتها، وحدودها الواسعة الهشة.
ظهرت «بوكوحرام» في نيجيريا، عام 2002، وكان قائدها محمد يوسف، وهو إخواني الأصل، لكنه انشق عن التنظيم الدولي في عام 1994، وعرفت الجماعة في بدايتها كجماعة دعوية فقط، ومع بداية عام 2009، أعلن يوسف الحرب على الدولة النيجيرية، وهدد بشنِّ العديد من العمليات المسلحة، وفي 30 يوليو 2009، قُتل بيد الشرطة النيجيرية.
وفي منتصف عام 2009، تولى أبوبكر شيكاو، زعامة بوكوحرام، وأعلن ولاءه لتنظيم القاعدة الإرهابي، لتبدأ عقب ذلك مرحلة الانشقاقات داخل الجماعة.
في عام 2015 أعلنت «بوكوحرام» بقيادة «شيكاو» مبايعة أبي بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي، وفي عام 2016 حدث الانشقاق داخل «بوكو حرام» لتنقسم إلى مجموعتين، الأكثر تشددًا بقيادة «شيكاو»، والأقل بقيادة أبي مصعب البرناوي نجل محمد يوسف.
وفي كلمة سابقة له بعنوان «هذا وعد الله» قال أبو محمد العدناني، المتحدث السابق باسم داعش: إن شرعية جميع التنظيمات والجماعات بطلت بمجرد إعلان الولايات الداعشية، وتمدد أفرع التنظيم في أفريقيا وآسيا، داعيًا الجماعات الإرهابية إلى مبايعة «البغدادي» أو تسليم سلاحها للولايات الداعشية، والتوقف عن القتال إذا رفضت البيعة.
من جانبه، قال هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية: إن هاجس «داعش» الآن وخلال المرحلة المقبلة هو الانشقاقات، وكيفية القضاء عليها، ومن ثم التمكن من السيطرة على مفاصل التنظيم.
وأكد «النجار» في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن هذا يتطلب عدة أمور، منها وأولها ظهور «البغدادي» نفسه ليقطع الطريق أمام محاولات ومساعي عزله أو شائعات مقتله، ومنها تعزيز نفوذ القيادات الموالية له في كلي فروع «داعش» مقابل القضاء على أي جناح منشق أو على الأقل تقليص قوته وتجريده من أدوات القوة، ومواصلة العمليات وفق استراتيجية جديدة تهتم بتنفيذ العمليات، واستثمارها إعلاميًّا أكثر من الاهتمام بالسيطرة على أجزاء من الأرض.
وأضاف الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية أن تنظيم «داعش» الإرهابي سيلقى صعوبة في تحقيق ذلك في غرب أفريقيا، بالنظر لانتشار السلاح، وتزايد نفوذ وقوة مختلف الأجنحة، بعكس الحال في العراق وسوريا.





