ad a b
ad ad ad

هجمات الخميس الدامي.. تونس تسقط في جحيم خلايا «داعش»

الجمعة 28/يونيو/2019 - 05:49 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة

تبنى تنظيم داعش الإرهابي، الخميس 28 يونيو 2019، التفجيرين الانتحاريين في العاصمة التونسية (تونس)، الأول استهدف سيارة شرطة في شارع شارل ديغول، وأدى إلى وفاة رجل أمن، وإصابة 5 أشخاص (رجلي أمن و3 مدنيين)، واستهدف الانفجار الثاني وحدة مكافحة الإرهاب؛ إثر تفجير شخص نفسه في الباب الخلفي لوحدة مكافحة الإرهاب؛ ما أدى إلى إصابة 4.

هجمات الخميس الدامي..
جند الخلافة في تونس

ظهرت جماعة جند الخلافة، لأول مرة عام 2014 في الجزائر، حينما انشقت قيادة المنطقة الوسطى عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وبايعت تنظيم داعش الإرهابي، واتخذت من جبال الشعانبي ملاذًا آمنًا لها (وهي الجبال الحدودية بين الجزائر وتونس).

وفي عام 2015، كانت البداية الفعلية للجماعة لتنفيذ مخططتها الإرهابية ضد الدولة التونسية؛ حيث تبنت عملية ذبح أحد أفراد الأمن بمحافظة زغوان.

وتوجد عناصر جند الخلافة في جبال المغيلة وسمامة والسلوم وجبال الشعانبي بغرب تونس، وهي مناطق ذات غابات كثيفة، من الصعب على القوات التونسية مراقبتها نظرًا لوعارتها، ويتخذها المسلحون مجالًا للتنقل والتخطيط والتدريب.

وتعتمد هذه الجماعة الموالية لتنظيم داعش الإرهابي، من الاستفادة من تهريب الأسلحة عبر الحدود التونسية الليبية، عن طريق طرق جبلية وصحراوية.

كما تستهدف المدنيين والسكان المحليين الموجودين في تلك المناطق، عن طريق العمليات الدموية كالذبح، معللًا القيام بذلك؛ بسبب تعاونهم مع أفراد الأمن التونسي.

وكان لجنود الخلافة عدد من العمليات الإرهابية الشنيعة، ولعل أبرزها، عملية قطع للرؤوس في نوفمبر 2015، وهجوم مسلح في يونيو 2016 على الجيش التونسي ووحدات الأمن، والهجوم الدامي الذي استهدف متحف باردو في مارس 2015، والذي أسفر عن مقتل 21 سائحًا وجرح 47 آخرين.

وفي فبراير 2018، قد صنفت الولايات المتحدة الأمريكية، تنظيم جند الخلافة كجماعة إرهابية.

هجمات الخميس الدامي..
مسلحي داعش التوانسة

وفي يوليو 2015، قدر خبراء في الأمم المتحدة، عدد التونسيين الذين التحقوا بتنظيمات جهادية، بأكثر من 5500 شاب، موزعين كالتالي 4000 تونسي في سوريا، وما بين 1000 و1500 في ليبيا، و200 في العراق، و60 في مالي و50 في اليمن، وتتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا.

وفي ديسمبر 2017، أجرى مركز فيريل الألماني للأبحاث، دراسة عن أعداد المقاتلين الأجانب داخل تنظيم داعش الإرهابي، واحتلت الدولة التونسية المركز السادس من خلال عدد المسحلين، وذلك بنحو 12 ألفًا و800 إرهابي، منذ اندلاع الحرب في سوريا، وقد قتل منهم نحو 5 آلاف إرهابي، وبلغ عدد المقاتلين 1320 إرهابيًّا.

وكشفت الدراسة أن عدد النساء التونسيات المشاركات في صفوف تنظيم داعش الإرهابي في سوريا وصل إلى 66 امرأة.

هجمات الخميس الدامي..
قلق أمريكي

وفي يناير2019، حذرت وزارة الخارجية الأمريكية، رعاياها في تونس من الاقتراب من مناطق الحدود مع ليبيا؛ بسبب زيادة خطر الهجمات الإرهابية المحتملة، متضمنًا قائمة بأسماء المناطق المهددة بالعمليات الإرهابية، وفي مقدمتها، الشريط الحدودي مع ليبيا على امتداد 30 كيلومترًا جنوب شرقي تونس، إلى جانب المنطقة العسكرية المغلقة في الصحراء الجنوبية بمنطقة رمادة التابعة لمحافظة تطاوين، تليها المرتفعات الغربية، بما فيها جبل ومحمية الشعانبي، ثم محافظة جندوبة، خاصة جنوب عين دراهم، وطريق الغربية بمحافظتي الكاف والقصرين على الحدود الجزائرية، وكذلك محافظة سيدي بوزيد وسط تونس.

حالة الطوارئ

وعملت الأحداث الجارية في ليبيا خلال الفترة الأخيرة على فرض تونس حالة الطوارئ، خوفًا من زيادة العمليات الإرهابية للتنظيمات المتطرفة الموجودة في ليبيا.

وفي مايو 2019، قرر الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، تمديد حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر واحد.

وكانت أعلنت السلطات التونسية في أبريل 2019، تمديد حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر واحد.

ويُذكر أن تونس قد فرضت حالة الطوارئ منذ 24 نوفمبر 2015؛ وذلك نتيجة العملية الإرهابية التي تم فيها تفجير حافلة للأمن الرئاسي، والتي أسفرت عن مقتل 13 أمنيًّا، وإصابة آخرين.

نزار مقني
نزار مقني

وفي ذات الإطار، قال المحلل السياسي التونسي، نزار مقني: إن بداية تنظيم داعش باستهداف الداخل التونسي في إطار استراتيجيته الجديدة التي بدأت مع الظهور الأخير لزعيمه أبي بكر البغدادي في أبريل الماضي، والتي دعا فيها كل المبايعين له لضرورة القيام بعمليات إرهابية، واعتمد التنظيم تكتيكًا جديدًا وهو الهجمات الإرهابية المتتالية، واتضح جيدًا في الضربات التي استهدفت سريلانكا، وبنفس الطريقة استهدفت تونس.

وأكد نزار في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن مجموعة جند الخلافة في تونس انطلقت منذ مدة طويلة في تغيير قاعدة عملياتها من جبال المقصرين إلى عرباطة بقفصة؛ لتصبح قاعدته المباشرة، وهذه تعتبر أول عملية إرهابية بعد نقل قاعدته.

وأضاف المحلل السياسي التونسي، أن هناك ترابطًا عضويًّا بين ما يحدث في ليبيا وهذه التنظيمات، لعدة أسباب أبرزها:

1- السبب الأساسي وراء التحاق جماعة جند الخلافة بجبال عرباطة يكمن في امتداد المرتفعات المشكلة لها إلى الحدود الليبية عبر قابس وتطاوست ومدنين، وبالتالي تصبح هذه الجبال مجالًا خصبًا للتحرك بين الحدود الليبية وجبال عرباطة القاعدة الجديدة للجماعة.

2-أن التنظيم أخذ يستجمع قواه في ليبيا مع تواصل الفوضى في هذا البلد، وبداية استيلاء داعش على بعض القرى في الصحراء الليبية كبلدة الفقهاء في الجنوب الليبي، وهذا يدل على أن التنظيم أخذ في استعادة هيكلته، وبداية استجماع قواه من جديد هناك، وهذا بطبيعة الحال سيكون له انعكاس مباشر على تونس، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين التنظيم في ليبيا والجماعة في تونس، وانطلاق عمليات التجنيد والتوجيه، وإنشاء الخلايا النائمة.

3-أن استمرار الفوضى في ليبيا سيمكن التنظيم من إعادة التركيز على القيام بعمليات جديدة.

وتابع أن في المحصلة أصبح التنظيم الإرهابي يعمل متخفيًّا وليس في الوضوح، واتبع الضربات الخاطفة والمفاجئة، وأضحى بالتالي بمثابة شبح قد يضرب في أي لحظة، وهذا يتطلب إعادة النظر في الأساليب الأمنية التي تتعامل معه.

"