ad a b
ad ad ad

بعد تفجيرات تونس.. هل يؤجل الاستحقاق الرئاسي القادم؟

الخميس 27/يونيو/2019 - 05:47 م
الرئيس التونسي القايد
الرئيس التونسي القايد باجي السبسي
دعاء إمام
طباعة

شهدت العاصمة التونسية تفجيرين انتحاريين صباح الخميس «27 يونيو 2019»، إحداهما استهدفت دورية أمنية، أدت إلى وقع إصابات ووفيات بصفوف قوات الأمن وعدد من المواطنين، في وقت تبحث فيه تونس عن انتعاشه سياحية تتزامن مع قرب الاستحقاق الرئاسي المقرر في نوفمبر القادم.


وعبر محللون سياسيون تونسيون عن قلقهم من استغلال العمليات الأخيرة لتحقيق مكاسب سياسية، أو التلويح لتأجيل الانتخابات لحين تحسن الوضع الأمني في البلاد.  

المحلل السياسي التونسي
المحلل السياسي التونسي مصطفى القلعي
وثيقة قرطاج
قال المحلل السياسي التونسي، مصطفى القلعي: «إن المجافاة الكاملة بين رأسي السلطة التنفيذية في تونس، يؤثر على استقرار الوضع السياسي والأمني في البلاد»، مشيرًا إلى أن الأزمة السياسية بدأت منذ مايو 2018، حين علّق الرئيس القايد باجي السبسي، العمل بـ« وثيقة قرطاج»؛ بسبب خلافات بين أطرافها حول مصير الحكومة التي يقودها يوسف الشاهد، بين من يطالب بإقالتها ومن يطالب بتعديلها فقط؛ ما ترتب عليه تبادل للمواقع والتحالفات من قبل حركة النهضة، فرع جماعة الإخوان في تونس، التي  دخلت على الخط في شق العلاقة واستغلال طموح رئيس الحكومة من أجل زيادة التوتر.

وبسؤاله عن علاقة تفجيرات اليوم وتأثيرها على الاستحقاق الرئاسي الذي ستشهده البلاد في نوفمبر القادم، أجاب «القلعي»: « هناك اتجاه لتأجيل الانتخابات؛ ففي اللقاء السنوي الذي نظمته حركة النهضة قبل يومين تحدث رئيس الحركة راشد الغنوشي، عن كل شيء عدا الانتخابات، ولم يذكر حلًّا للمشاكل القائمة»، مضيفًا أن الوضع الحالي يؤكد أن تونس تسير نحو التأجيل، حتى قبل التفجيرات، لكن النهضة ستستغلها بالتأكيد، على حد قوله.

وبحسب المحلل التونسي، فإن الوضع السياسي معقد، والعملية الإرهابية التي شهدتها العاصمة ستزيد من جراح تونس وتربك الائتلاف الحاكم، مشددًا على أن هناك اتفاق بين الرئاسة والنهضة على تأجيل الانتخابات، لكنهم يبحثون عن طريقة لائقة لإعلانه بصورة رسمية، خاصةً أن قانون العزل مربك والنهضة التي كانت ضده من قبل تريد تمريره الآن، فهو يسهل الطعن في الانتخابات ونتائجها.
بعد تفجيرات تونس..
أكد الباحث التونسي، منجي الخضراوي، أن التفجيرين الانتحاريين تم التخطيط لهما منذ فترة، ونُفذا في «شارل ديجول» تحديدًا؛ بسبب رمزية المكان وبدء انتعاشه سياحية في تونس، مشيرًا إلى أنهما نفس تكتيك بقايا المجموعات الإرهابية، التي استمرت 7 سنوات من التغلغل الإرهابي في الجبال ووسط المدن، لا سيما مع  وجود ثقافة في تونس لاستيعاب هذه المجموعات شعبيًّا ورسميًّا _يقصد النهضة_  وتمكنت من اختراق  أجزاء من المجتمع.

ولفت إلى أن هناك خلايا نائمة تستعد لتنفيذ عمليات في أي وقت، لكنها عمليات استعراضية لا يهمها وقوع عدد كبير من الإصابات أو الوفيات، لكن ما يهم أن يُقال: إن الإرهاب ما زال في تونس، وهي غير قادرة على تنفيذ عمليات كبيرة؛ نظرًا لنجاح الدولة في القضاء على رؤوس هذه المجموعات منذ فترة، وتم أول انهزام لـ«داعش» في بنجردان بتونس.

وأضاف «الخضراوي»، أن تونس مستهدفة منذ الثورة، مبديًا قلقه من أن تستعمل تلك العمليات في معطى سياسي، مع إهمال  الجانب الأمني، خاصةً أن التركيز أصبح في الفترة الأخيرة  على الدعاية لرئيس الحكومة أكثر من الوضع الأمني للبلاد.

وتابع: «بعيدًا عن التوتر الأمني، تأجيل الانتخابات أمر مطروح قبل العملية الإرهابية، اللعب مكشوف والرئيس كان يناور مع النهضة؛ من أجل التقاط الأنفاس، قد يتم تأجيل لإعادة التنظيم وبناء الذات الانتخابية»

يُشار إلى أن مؤسسة الرئاسة التونسية، أصدرت بيانًا عن تدهور الحالة الصحية للرئيس «السبسي» ونقله إلى المستشفى العسكري بتونس، إثر تعرضه لوعكة صحية. 

"