ad a b
ad ad ad

النفوذ الإيراني في سوريا.. هل سترتدي دمشق ثياب الملالي السوداء؟

الخميس 27/يونيو/2019 - 06:43 م
الملالي
الملالي
آية عز
طباعة

بعد أيام من الهدوء النسبي الذي ساد في مدينة حلب لأكثر من أسبوع، عادت الميليشيات الإيرانية الموجودة في سوريا، وبالتحديد في حلب، لخرق هذا الهدوء عن طريق قيامها بتوسعات تزيد من رقعة أراضيها وتوسعها في المدينة.


فعلى الرغم من الضرر الكبير الذي لحق بمؤسسات الأسمنت والغاز في حلب ممثلة، وبالتحديد معمل الأسمنت في حي «الشيخ سعيد» و«سادكوب»، إلا أن القوات الإيرانية وضعت يدها عليها عنوة، بل وقامت بترميمهما من أجل الحصول على ما ينتجه المعملان من أسمنت وأسطوانات غاز لصالحها؛ حيث قامت طهران وعبر ميليشياتها بالسيطرة على المعملين، على الرغم من معرفتها أنها تابعة لرجل أعمال حلبي من «آل بوادقجي»، ولكن  تبين لاحقًا أنه على علاقة قوية بنظام الملالي، وتربطه علاقة وثيقة به وبالضباط الإيرانيين في حلب، وذلك وفقًا لما جاء في وكلة أنباء «سانا» السورية الوطنية.

سوريا وإيران
سوريا وإيران
وهناك العديد من القوى الشيعية داخل المعمل، فيما رصدت ورشات صيانة وفنيين يدخلون إلى المعملين والهدف كان إعادة تشغيلهما، فإيران في الوقت الحالي تسعى للحصول على موارد دعم جديدة، ومن المزمع أن يبدأ المعملان إنتاجهما خلال شهرين.

أهمية سوريا لإيران
وبحسب دراسة أعدها المركز الدولي للدراسات الإيرانية عام 2016، تأتي سوريا من بين الدول العربية المستهدفة من قبل دولة إيران، باعتبارها نقطة ارتكاز جوهرية في الاستراتيجية الإيرانية، وقد ساعدت ثورات الربيع العربي إيران في تحقيق هدفها ودخول سوريا والسيطرة عليها.

وتقول الدراسة إن الأزمة السورية في الوقت الحالي وبعد دخول إيران البلاد عام 2011 لمساندة الرئيس السوري بشار الأسد في حربه على الإرهاب، أصبحت أكثر تعقيدًا؛ بسبب الممارسات الخاطئة التي قامت بها طهران، خاصة أن الأخيرة منذ أن وضعت قدميها في سوريا عملت على تأجيج الصراع الطائفي بين أبناء الشعب السوري.

وأشارت الدراسة إلى أن طهران لا تهتم باستمرارية أو عدم استمرارية نظام الأسد، بل تهتم أكثر بأرض سوريا؛ لأنها هـدف استراتيجي لها، بسبب وقوعها في عمق الحزام المذهبي الصفوي (القوس أو الهلال الشيعي)، وهو مشروع استعماري توسعي مثله مثل المشاريع الأوروبية والأمريكية والإسرائيلية، ويمتد من العراق وحتى سوريا ولبنان.

وأوضحت الدراسة، أن سوريا تمثل الرابط الحيوي ما بين طهران وحزب الله (الذي يعتبر أحد أهم الأذرع الإيرانية في المنطقة العربية)، كما تؤمن سوريا لطهران الدفاع عن ممرات عبور السلاح للحزب في لبنان.

وتأكيدًا لما جاء في هذه الدراسة، فهناك تصريح سابق لـ«مهدى طيب» (رجل دين إيراني) حول أهمية سوريا بالنسبة لإيران؛ حيث قال: «إذا هاجمنا الأعداء وكانوا يريدون أخذ إما سوريا أو محافظة خوزستان، فإن الأولوية هنا هو المحافظة على سوريا، فإذا حافظنا على سوريا، فإنه بإمكاننا استعادة خوزستان أيضًا، ولكن إن فقدنا سوريا، لا يمكننا أن نحافظ على طهران».

وكذلك قال القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، حسين همداني، قبيل اغتياله بحلب سوريا عام 2015: «إن إيران تُقاتل اليوم في سوريا دفاعًاعن مصلحة ثورتها».
مختار الغباشي
مختار الغباشي
المستقبل السوري
ووفقًا لدراسة المركز الدولي للدراسات الإيرانية، فإن الأزمة السورية الحالية ممتدة؛ لأن إيران لم تُحقق مصالحها بنسبة 100%، لذلك سيكون هناك مزيد من الخراب والدمار وسقوط الكثير من القتلى والجرحى، وتفاقم أعداد اللاجئين، خاصة أن إيران لا تريد أي استقرار لسوريا، ومن مصلحتها استمرار الصراعات والأزمات؛ لأنها من خلال تلك الأزمات تحصل على العديد من المميزات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية.

ومن جانبه، يقول مختار الغباشي، المحلل السياسي ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن سوريا جزء لا يتجزأ من إيران، بسبب سبل التعاون المشترك بين الدولتين منذ زمن بعيد، خاصة في الوقت الحالي الذي ازداد فيه النفوذ الإيراني.

وأكد «الغباشي»، في تصريحات لـ«المرجع»، أن إيران خلال الأعوام الأربعة السابقة التي دخل فيها تنظيم داعش لسوريا وبمساعدتها، تغولت بشكل كبير في الأراضي السورية بحجة محاربة داعش، وخلال تلك الفترة قامت ببث أفكارها السامة.

ويتفق معه قليلًا في الرأي هشام النجار، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، حيث يقول: إن إيران تريد منذ زمن بعيد أن تجعل سوريا جزءًا لا يتجزء منها، وخلال السنوات السابقة سعت فعليًّا لأن يكتمل مشروعها الإقليمي في المنطقة العربية، والذي يبدأ من العراق إلى لبنان وسوريا، بحيث تكون سوريا هي «كلية» للقرار والإرادة الإيرانية في المنطقة، وساعدتها في هذا الأمر سوريا بسبب اتفاقيات التعاون التي وقعت بينهما خلال السنوات السابقة، مشيرًا إلى أن إيران تتخذ سوريا، وحزب الله اللبناني، ذراع إعلامية كبيرة لها تستخدمه في وقت الأزمات العربية.

الكلمات المفتاحية

"