ad a b
ad ad ad

تشييع سوريا.. مخطط إيراني لتأمين المصالح

السبت 21/يوليو/2018 - 08:46 م
الشيعة السوريين
الشيعة السوريين
علي رجب
طباعة
فَتَحَ إخلاء بلدتي «كفريا» و«الفوعة» من الشيعة السوريين، التي تمت محاصرتهم منذ مارس 2015، وحتى اليوم من قبل جبهة النصرة الإرهابية، ملف الشيعة في سوريا، وأهم المناطق التي ينتشرون فيها.

وفي سوريا يوجد الشيعة «العلويون- الإسماعيلية- الاثني عشرية»، ويوجد أغلبهم في مناطق الساحل والشمال السوري.
تشييع سوريا.. مخطط
الشيعة العلوية: يشكّلون نحو 12% من مجموع سكّان سوريا، أي أكثر من مليون ونصف المليون شخص، ويتجمّع معظمهم، أكثر من 70% في «جبال العلويّين» – وهي سلسلة جبال تقابل الساحل السوري ومعروفة أيضًا باسم جبال النصيريّة، ويقسمون عشائريًّا إلى أربعة اتحادات: «الخياطين والحدادين والمتاورة والكلبية»، وجميعها موزعة على منطقة اللاذقية بأكملها، والمناطق المحيطة بها، كما يتوزعون في محافظات «اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة» بشكل أساسي، وهناك تجمّعات علويّة أخرى تقطن في مناطق وقرى حول مدن حماة وحمص، كما يعيش نحو ربع المليون علويّ، وربّما أكثر، في دمشق وحلب.

الشيعة الجعفرية: يبلغ تعداد الشيعة الإمامية الإثنى عشرية في سوريا 2% من إجمالى التعداد العام، بما يقارب 250 ألف نسمة، ويوجدون في 35 منطقة موزعة بين حلب وحمص ودمشق ودرعا، واللاذقية ودير الزور.

الشيعة الإسماعيلية: تعد الطائفة الإسماعيلية الجماعة الشيعية الثالثة بعد العلويين والإثني عشرية، ويشكلون 1%، من إجمالى نسبة السكان في سوريا، ويوجدون في عدة قرى بمحافظة طرطوس ومصياف، وتعد مدينة السلمية بالقرب من محافظة حماة، مركز وجود الإسماعيلية في سوريا، ويعترف معظم الإسماعيليين بكريم الآغا خان إمامًا لهم، وهو الآغا خان الرابع، والإمام التاسع والأربعين حسب سلسلة الأئمة التي يتبعها الإسماعيليون.

يقطن شيعة سوريا بعض أحياء العاصمة دمشق، ومن أبرزها «حي الأمين»، وفي حلب يوجد الشيعة في قري «نبُّل والزهراء ومعرت مصرين»، وتوجد أقلية شيعية في «منبج» والباب ودير الجمال (منطقة أعزاز)، أما في محافظة اللاذقية فهناك بعض الأحياء والقرى المتشيع أفرادها.

كما يشكل الشيعة أقلية صغيرة في مدينة «حمص»؛ حيث أحياء البياضة والعباسية، أما الأرياف فهم يتوزعون بين الأرياف الشرقية والغربية للمدينة في أكثر من 40 إلى 60 قرية وبلدة، ومن أبرز هذه القرى والبلدات: الغور الغربية، الربوة (الدلبوز)، أم العمد، جنينات، أم حارتين، المزرعة، السماقيات، حاويك، الحميدية.

وفي درعا يوجد الشيعة في قرى (بصرى- الشيخ مسكين –نوى- مزيريب – المليحة –الكسوة) وأغلبهم من أصول لبنانية.

ولا يتبع شيعة سوريا، مرجعًا واحدًا، فالبعض يتبعون المرجع الشيعي الأعلى في النجف العراقية «علي السيستاني»، وآخرون يتبعون المرشد الإيراني علي خامنئي، وآخرون يتبعون المرجع الشيعي الراحل محمد حسين فضل الله في لبنان.
تشييع سوريا.. مخطط
التغيير الديمغرافي 
شهدت سوريا منذ اندلاع الصراع المسلح، عمليات تغيير ديمجرافي، حيث هجرت مناطق سنية لصالح الشيعة، ومناطق شيعية لصالح السنة، وهو ما اعتبره البعض مخططًا من قبل إيران من أجل ضمان تأمين الخط الواصل بين دمشق ولبنان حيث حزب الله.

وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية، إن إيران تريد تشكيل هوية سوريا من خلال تنفيذ عمليات تغيير ديموجرافي؛ حيث تسعى إلى طرد السُّنَّة من دمشق ومحيطها، وتأمين الطريق الرابط بين دمشق إلى الحدود اللبنانية، وإحلال عوائل شيعية من العراق ولبنان محل العوائل السنية التي يتم طردها.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها، إلى أن جهود إيران حاليًا تتركز على تهجير أهالي الوديان التي تربط بين دمشق ولبنان، وهو الأمر الذي جرى التركيز عليه منذ انطلاق الحرب فى سوريا منذ ستة أعوام، وإحلال سكان جدد مختلفي الولاء، وذلك ضمن خطة إيرانية لتعزيز قبضتها على سوريا من خلال عمليات التغيير تلك، وحذرت الصحيفة من أن مخطط إيران لتشكيل هوية سوريا، سينعكس مستقبلًا ليس على سوريا وحدها، وإنما أيضًا على النفوذ الإيراني في المنطقة.
تشييع سوريا.. مخطط
الهدف الإيراني
من جانبه قال محمود جابر، الباحث في الشأن الإيراني، إن مخطط إيران في سوريا يرتكز على أسس مختلفة في مقدمتها التغيير الديمجرافي، وتوزيع السنة والشيعة في سوريا؛ حيث تعمل على تأمين مناطق الساحل وسوريا المفيدة بأكثر نسبة من الشيعة في البلاد.

وأضاف جابر فى تصريح لـ«المرجع» أن هذا المخطط يهدف إلى تأمين مصالح إيران في سوريا ومنطقة الشام، وكذلك يضمن تأمين الطريق الاستراتيجي من دمشق إلى الضاحية الجنوبية في بيروت، حيث أثبتت مرحلة الصراع ضرورة الإسراع في خطة التغيير الديمجرافي في سوريا لصالح المشروع الإيراني.

وأكد الباحث في الشأن الإيراني، أن إيران عبر التغيير الديمجرافي، وإعادة توزيع الشيعة، وكذلك تسريع عملية «تشييع» السوريين، ونقل عائلات شيعية عراقية وأفغانية إيرانية إلى سوريا، تؤمن استكمال المخطط بالسيطرة على سوريا، وتأمين الطريق الاستراتيجي بين دمشق وبيروت وكذلك بين دمشق وبغداد.
"