أكذوبة «الخُمس» الإيرانية لنشر التشيُّع في العالم
الإثنين 28/مايو/2018 - 11:38 ص

وليد منصور
◄عشرون جمعية تستغل العوز والبطالة لنشر التشيُّع في مصر
◄مؤسس «آل البيت» يكشف لـ«المرجع» طريقة دخول الأموال الإيرانية لمصر
◄باحث بالشأن الإيراني: الشيعة يعملون تحت ستار العمل الخيري في مصر
من عقائد الشيعة الاثني عشرية -المذهب الديني الرسمي لإيران- عقيدة الخُمس، التي تذهب للإمام أو من ينوب عنه، وتحديدًا الفقيه، حسب مبدأ ولاية الفقيه الذي حلَّ مشكلة غياب الإمام عند الشيعة، بعد غياب الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن بن العسكري داخل كهف في صغره؛ فانقطعت الإمامة بسبب غيابه في عهد الخلافة العباسية، وتعود مع عودته مرة أخرى باعتباره «المهدي المنتظر»؛ وفقًا لعقائد الشيعة، فأعطوا للفقيه ما للإمام من صلاحيات منها أخذ الخُمس.
والخُمس عند الشيعة الإثني عشرية -وتعرف أيضًا بالإمامية- ضريبة مالية كبيرة، يدفعها الشيعة إلى جانب الزكاة؛ من أجل نشر التشيُّع واستخدمها عند عودة الإمام المُنتظَر، وينفق هذه الأموال المرشد الأعلى للثورة الخمينية، والذي يُعد نائبًا عن المهدي المنتظر، وطاعته واجبة كما جاء في تعريف ولاية الفقيه.
ويستند الخُمس عند الشيعة إلى حديث الإمام الصادق: «أن الله لا إله إلا هو، حيث حرم علينا الصدقة، أنزل لنا الخُمس؛ فالصدقة علينا حرام والخمس لنا فريضة، والكرامة لنا حلال»، والخُمس هو إخراج خُمس ما غنمه الشخص طوال السنة، ويقسم المبلغ إلى سهمين، الأول لله وللرسول وللإمام المعصوم، والثاني للفقراء والمساكين.
مخطط الشيعة للانتشار في مصر
أكثر من 20 جمعية شيعية أنشأها المتشيعون في مصر؛ لاستجلاب الأموال من الشيعة في الخليج وإيران، واستغلال حاجة الفقراء من أجل نشر التشيع بينهم، على رأسهم جمعيات «فاطمة، والزهراء، والعترة المحمدية، والإمام جعفر الصادق، والثقلين»، كما اعترف بذلك القيادي الشيعي «أدهم عمار»، في حوار له مع إحدى الصحف المصرية.
«عمار»، كشف أن شيعة «قم» -مدينة مقدسة لدى الشيعة في إيران- وشيعة النجف -مدينة شيعية في جنوب العراق- يجمعون الخُمس من كل الشيعة في العالم، ويرسلون جزءًا من تلك الأموال لمصر عن طريق الطاهر الهاشمي، وعماد قنديل، وسالم الصباغ، مشيرًا إلى أن هناك ملياردير شيعي اسمه عباس الدهلكي، يرسل الآف الدولارات إلى المتشيعين المصريين لنشر التشيُّع.
ومن جانبه، قال ناصر رضوان، مؤسس وأمين عام ائتلاف «أحفاد الصحابة وآل البيت»، إن هناك توجهًا عامًّا داخل إيران لنشر التشيُّع في مصر، وينفقون من أجل ذلك ملايين الدولارات؛ فيعتبرون إعادة مصر إلى الدولة الفاطمية وتشيُّع أهل السنة في مصر مهمة مقدسة، مشيرًا إلى أن جزءًا كبيرًا من أموال الخُمس تخصص لهذا، ومنها مصر.
وأوضح «رضوان» في تصريح لـ«المرجع»، أن المتشيعين المصريين يستجلبون الأموال من طهران بذريعة نشر التشيُّع، ويسبون الصحابة والسيدة عائشة -زوجة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)- في جلساتهم، وينشرون ذلك الكلام على مواقع التواصل الاجتماعي؛ من أجل إحداث مشكلة، ليقبض عليهم الأمن المصري، وهو ما يكون ثمنه الحصول على المزيد من الأموال.
ولفت إلى أن الشيعة في مصر يستغلون إغلاق وزارة الأوقاف مسجد الحسين في ذكرى الاحتفال بـ«عاشوراء» ( العاشر من شهر محرم في التقويم الهجري، ويصادف اليوم الذي قُتل فيه الحسين بن علي حفيد النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- في معركة كربلاء)، وينشرون صورًا عن تعرضهم للمظلومية؛ من أجل الحصول على مزيد من الأموال، مؤكدًا أن الأموال التي تأتي لمصر لنشر التشيُّع، لا تأتي من طهران فقط؛ وإنما تأتي –أيضًا- من شيعة البحرين ولبنان والعراق.
وذكر مؤسس وأمين عام ائتلاف «أحفاد الصحابة وآل البيت»، أن الكثير من قيادات الشيعة في مصر لا يتلقون الأموال بشكل مباشر على حساباتهم البنكية، وإنما يسافرون إلى طهران أو العراق ويعودون بالأموال، أو يتم تحويل الأموال على الحسابات البنكية الخاصة بأقاربهم وزوجاتهم.
ونوَّه إلى أن القيادي الشيعي محمود جابر، كان طالبًا أزهريًّا واعتنق التشيُّع في التسعينيات، وكان تلميذًا لكمال حبيب، القيادي بتنظيم الجهاد سابقًا، وزاد في التشيُّع بعد اطلاعه على كتب الشيعة مثل «عقائد الإمامية للمظفر» وكتاب «الوحدة الإسلامية» لمحمد باقر الصادق، وكتاب «ابن سبأ وحكايات أخرى»، وبعد ذلك شكل علاقات مع «حزب الله» في لبنان، ومع المتشيعين المصريين.
وكشف «رضوان» أن محمود جابر يعتبر مدينة «الزقازيق» بمحافظة الشرقية (تقع في المنطقة الشرقية، وتعتبر ثاني أكبر المحافظات في التعداد السكاني)، أهم بؤر الشيعة في مصر، كما يعتبر مسجد «النور» بالزقازيق أول مسجد شيعي في مصر، لافتًا إلى أن «جابر» يتلقى الأموال من طهران، وسافر 12 مرة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وافتتح مركزًا للأبحاث، ليبيع البحث العلمي الواحد للإيرانيين بـ2000 دولار.
ستار العمل الخيري
على صعيد متصل، قال محمد علاء الدين، الباحث في الشأن الإيراني، إن الشيعة في مصر لجؤوا إلى العمل تحت ستار العمل الخيري، وأسسوا جمعية «الثقلين» في بادئ الأمر؛ لكن سرعان ما اكتُشف أمرها، وسحبت وزارة التضامن (الوزارة المنوط بها الترخيص بقيام الجمعيات الأهلية في مصر) ترخيصها في منتصف مايو 2015؛ لممارستها نشاطات مخالفة للأهداف التي تأسست من أجلها، وهو الأمر الذي يُعد مخالفًا للقانون.
وأضاف «علاء الدين»، في تصريح لـ«المرجع»، أن القيادي الشيعي «أدهم عمار»، أسس ما يُسمى بـ«صندوق نجباء مصر» لدعم الفقراء، وهو محاولة لتغيير الوجوه والأسماء لتلقي التمويلات من الخارج بشكل قانوني بعد الضربات الأمنية التي تلقوها.
وتابع: «اتجهوا –أيضًا- إلى اختراق منظمات المجتمع المدني من خلال الترويج لمظلوميتهم واضطهاد الأجهزة الأمنية لهم، في محاولة لكسب تعاطف القائمين على هذه الجمعيات، وأكبر شاهد على ذلك اللقاء الذي جمع محمود جابر، والطاهر الهاشمي، وقيادات شيعية وبهائية، في 19 نوفمبر 2016، وعدد من قيادات ونشطاء بأحزاب يسارية مصرية، للتأكيد على مظلوميتهم، ورفضهم لقوانين الدولة المصرية ومنها قانون ازدراء الأديان».
ولفت إلى أن الشيعة يحاولون جاهدين اختراق الطرق الصوفية؛ حيث إن الطاهر الهاشمي نقيب «الأشراف» بمحافظة البحيرة، وعضو المجمع العالمي لأهل البيت، وعضو العشيرة المحمدية، وجميعها كيانات صوفية.
وقال: «مهرجان (الغدير) الدولي للإعلام، والذي يُقام في شهر سبتمبر من كل عام بمدينة النجف في العراق، يُعد بوابة لتلقي الأموال تحت مسميات أخرى، بخلاف الزيارات التي ينسق لها قارئ القرآن محمود الشحات أنور، مستغلًا زيه الأزهري في كسب ولاء عدد من الأزاهرة، وهو المسؤول عن زيارة الأضرحة في كربلاء، التي أعلنت وزارة الأوقاف عن بدء التحقيق فيها مؤخرًا، إذ إن هناك تُقدم العطايا والهبات وتُحول الأموال في الأرصدة».
وعن التحركات الحالية، قال «علاء الدين»: هناك هيئة «اليد العليا» التي تُشرف على صفحة (رافضة مصر الفاطمية) وجناحها الإعلامي مؤسسة «هجَر» الإعلامية، التي انطلقت في يونيو 2015، وكان مقرها الكويت ثم انتقل إلى لندن، ولها أربعة مكاتب إقليمية أحدها في مصر، وتتلقى تلك المؤسسة الأموال عن طريق «باي بل PayPal»، و«إكسبرس مونيXpress Money»، و«موني جرام MoneyGram».
وأكد الباحث في الشأن الإيراني، أن هناك طرقًا أخرى يعتمدون عليها، وهي إرسال بطاقات أشخاص مصريين يدعون أنهم كانوا سببًا في تشيعهم، إلى وكلائهم في إيران والعراق، لجمع أموال لرعاية الأشخاص الذين تشيعوا، ومن أجل تشييع غيرهم، مشيرًا إلى أن رابطة المستبصرين المنبثقة من هيئة «اليد العليا»، استغلت حالة العوز والبطالة، وأعلنت عن توفير فرص عمل للعاطلين من الشيعة داخل مصر.