كينيا تحت نيران الإرهاب.. حركة الشباب تنفذ تفجيرات جديدة ضد قوات الأمن
الثلاثاء 25/يونيو/2019 - 03:18 م
أحمد عادل
شهدت كينيا خلال الفترة الماضية حالة من الهدوء والاستقرار والتمكين الأمني من هجمات حركة شباب المجاهدين، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وخاصَّة بعد الحوار الذي أجراه نائب قائد قوات الدفاع الكينية الجنرال روبرت كيبوكي، مع جريدة منتدى الدفاع الأفريقي، والذي قال: «إن القوات الكينية توجد في الصومال تحت مظلة قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال المعروفة بـ«أميصوم»، والتي تحاول جاهدةً إيقاف الهجمات التي ينفذها تنظيم داعش الإرهابي وحركة شباب المجاهدين الموالية لتنظيم القاعدة، وكذلك إعادة الأمن والانضباط مرة أخرى للشعبين الكيني والصومالي».
نائب وزير الدفاع الكينية الجنرال روبرت كيبوكي
وأكد نائب وزير الدفاع الكيني، أن قوات الاتحاد الأفريقي حققت على أرض الواقع مكاسب كبيرة للغاية جعلت إرهاب حركة شباب المجاهدين وداعش في انخفاض، كما وضعت خطة مُحكمة لانسحاب القوات الأفريقية من الصومال بحلول عام 2021.
وأوضح الجنرال روبرت، أن القوات الكينية جزء من بعثة الأميصوم في الصومال، وتعمل القضاء على حركة شباب المجاهدين، ونريد أن نتعايش مع إخواننا في مقديشو في سلام واستقرار؛ أملًا في استعادة العلاقة الدبلوماسية مع الجانب الصومالي، خاصة بعد توترها في الآونة الأخيرة.
عودة الإرهاب
ولكن ومنذ ذلك الحوار الصحفي، قامت حركة شباب المجاهدين الموالية لتنظيم القاعدة، بزيادة وتيرة الإرهاب ضد القوات الكينية مرة أخرى بعدما شهدت الفترة الماضية حالة من انخفاض عملياتها المسلحة ضدهم، فنفذ مسلحو الشباب خلال الأسبوع المنصرم العديد من الهجمات، لعل أبرزها مقتل 10 جنود من القوات الكينية، وتدمير شاحنة عسكرية كانوا يستقلونها إثر استهدافها بعبوة ناسفة زرعها مسلحو الحركة الإرهابية في ضاحية بلدة كلبيو بولاية جوبا جنوب الصومال،
محمد عزالدين، الباحث في الشأن الأفريقي
الإرهاب يأكل كينيا
وقد أحكمت القوات الكينية سيطرتها على أغلب المناطق الحدودية، وأعلنت حالة الاستنفار القصوى تحسبًا للهجمات الإرهابية التي ينفذها تنظيم داعش الإرهابي وحركة شباب المجاهدين، وخاصَّة في منطقة لامو الحدودية، وشددت شددت قبضتها أيضًا على سكان المنطقة، وحذّرتهم من مزاولة أي نشاط تجاري عبر الحدود مع عناصر حركة شباب المجاهدين.
كما زار الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، مؤخرًا أكبر مسجد للمسلمين في العاصمة نيروبي، وطلب بشكل علني مساعدتهم في التصدي لهجمات حركة شباب المجاهدين.
وتعاني كينيا خلال السنوات الماضية من إرهاب حركة شباب المجاهدين، التي تنفذ عمليات متطرفة في البلاد، لعل أبرزها في يناير 2018؛ حيث أعلنت حركة الشباب، أنها بعد مواجهات عنيفة، دمرت آليات عسكرية تابعة للقوات الكينية، كما تسببت في مقتل أكثر من 20 جنديًّا بكينيا، ويرجع الخبراء أن السبب الرئيس في تزايد العمليات الإرهابية من قبل شباب المجاهدين في كينيا، إلى أن الحركة المسلحة ترى أن القوات الكينية تتدخل في شؤون البلاد، وخلال الـ7 سنوات الأخيرة، لم تهدأ حركة الشباب في محاولتها السيطرة على المنطقة الاستراتيجية منطقة فحفحدون الحدودية، وكانت دائمًا تشهد مواجهات عسكرية بين مسلحي الحركة والجيش الكيني؛ حيث تعرضت قافلة القوات الكينية الأسبوع المنصرم لهجوم إرهابيّ من قبل حركة شباب المجاهدين، سواء للقوات الكينية التابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي أو الصومال؛ حيث تقع تلك المنطقة على الحدود الكينية الصومالية، وتربط بين كثير من مدن إقليم جدو الواقع في جنوب غرب الصومال، كما تربط الطريق الاقتصادي بين كينيا والصومال.
ومن جانبه، قال محمد عزالدين، الباحث في الشأن الأفريقي: إن «دولة كينيا تعيش حالة من الفقر في الإمكانيات، والتي لا تتوافر بالشكل اللائق، حتي يتم إيقاف هجمات حركة شباب المجاهدين».
وأكد عزالدين في تصرح لـ«المرجع»، أن القوات الكينية دائمًا وأبدًا، مستهدفة من قبل عناصر حركة شباب المجاهدين؛ بسبب التدخل العسكري الكيني في الصومال والذي تم في عام 2011، وتحديدًا بعد استهداف السفارتين الأمريكيتين في العاصمتين الكينية والتنزانية نيروبي ودار السلام.
وأضاف الباحث في الشأن الأفريقي، أن حركة شباب المجاهدين ستقوم بالمزيد من العمليات الإرهابية في الفترة المقبلة ضد الجانب الصومالي والكيني.





