«أردوغان» في مأزق.. «أوغلو» ينتصر ويضع شعبية الرئيس التركي على المحك
بما يصل إلى تسع نقاط مئوية تقريبًا، تقدم مرشح المعارضة «أكرم إمام أوغلو»، على منافسه رئيس الوزراء السابق «بن علي يلدريم» مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم، في انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول المعادة.
وفي كلمة له عقب إظهار النتائج الأولية لفوزه برئاسة بلدية إسطنبول عبر
«إمام أوغلو» عن شكره لكل من دعموه من سكان إسطنبول، مؤكدًا أن الانتخابات سيكون لها
وقع إيجابي على الديمقراطية في تركيا.
وتابع: «لدي الكثير من المشاعر التي تحتاج إلى صفحات للتعبير عنها، لكن ما يمكنني قوله الآن، شكرًا للجميع، لا سيما من تحملوا عناء الوقوف على صناديق الاقتراع».
ووعد «أوغلو» بنشر التسامح والعدالة في بلدية إسطنبول والقضاء على الغطرسة،
معلنًا بداية عهد جديد في إسطنبول وانتهاء عصر الانحياز والتفرقة، في إشارة للسيطرة
السابقة لحزب أردوغان على مقدرات بلدية إسطنبول.
وفي تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، هنأ «يلدريم» منافسه «أوغلو»، قائلًا: «أكرم إمام أوغلو يتصدر الآن النتائج الأولية وأتمنى له النجاح، وتركيا أظهرت نضوجًا في استخدام الديمقراطية».
شعبية «أردوغان»
في محاولة منه لحفظ ماء الوجه، هنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرشح
المعارضة أكرم إمام أوغلو، على فوزه في انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول المعادة حسبما
أظهرت نتائج غير رسمية؛ حيث إن خسارة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، تعدّ هزيمة
انتخابية نادرة للرئيس في خضم المشاكل الاقتصادية المتزايدة التي تمر بها تركيا.
ورغم أن المعارضة وصفت قرار المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا بـ«الانقلاب على الديمقراطية»، لم يكن أمامها سوى خوض معركة الإعادة لتثبت للعالم أن سياسات أردوغان باتت تعسفية، وأن الديمقراطية تمر بفترة تعثر؛ إذ وصف الرئيس التركي انتخابات إسطنبول في المرحلة الأولى قائلًا: «من يفز في إسطنبول يفز بتركيا»، وفي ظل قفول نجم حزبه في جولة الإعادة، سعى للتقليل من شأنها، قائلًا: «إنها مجرد انتخابات رئيس بلدية».
وفي الوقت الذي أظهرت فيه نتائج الانتخابات خسارة حزب العدالة والتنمية
في إسطنبول وأنقرة وأزمير وأنطاليا وغيرها من البلديات التي كان يسيطر عليها لسنواتٍ
طويلة، ما يشكل ضربة قوية للحزب ومؤشرًا لتراجع شعبيته وشعبية «أردوغان»، اعتبر الرئيس
التركي أن حزبه لم يتراجع بالانتخابات، وإنما خسر بعض البلديات وكسب أخرى.
نتائج الصناديق وانتصار «أوغلو» لم تكن مجرد تعبير عن قوة المعارضة، حيث
أشارت أيضًا إلى انهيار شعبية «أردوغان» وحزبه في قلب العاصمة الاقتصادية التركية،
والتي بدأت منذ الانتخابات الأولى في مارس الماضي، وزعم أردوغان تزويرها.
وقد دخلت تركيا أمس السبت 22 يونيو، مرحلة الصمت الانتخابي، قبيل ساعات
من بدء جولة الإعادة على مقعد رئاسة بلدية إسطنبول، والذي يتنافس عليه أكرم إمام أوغلو،
مرشح حزب الشعب الجمهوري، و رئيس وزراء تركيا السابق علي يلدريم، مرشح حزب العدالة
والتنمية الحاكم.
وتأتي هذه الانتخابات بعد أن أعلنت اللجنة المنظمة للانتخابات البلدية
في تركيا إلغاء إعلان نتائج الانتخابات السابقة، والتي أجريت في 31 مارس 2019، وأسفرت
عن فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو، والمقرب من الأوساط القومية والكردية،
على مرشح الحزب الحاكم علي يلدريم.





