ad a b
ad ad ad

بعد فوز «أوغلو» في إسطنبول.. «أردوغان» يرتعد

الأحد 07/أبريل/2019 - 10:09 م
المرجع
أسماء البتاكوشي
طباعة

بعد أن اعتمد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على فوز علي بن يلدريم، مرشح الحزب الحاكم «العدالة والتنمية» برئاسة أكبر مدينة إسطنبول خلال الانتخابات البلدية التركية في الفترة الحالية، تمكن مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو، من اقتناص مقعد بلدية إسطنبول، بعد سيطرة استمرت لسنوات عدة من «العدالة والتنمية».

 

ويعد آخر من صعد من بلدية إسطنبول ليصبح زعيمًا على المستوى الوطني هو أردوغان، الذي قال: «إن الفوز بإسطنبول هو الفوز بتركيا».

 

وعلى ما يبدو فإن أردوغان يتخوف من ولاية أوغلو لبلدية إسطنبول، لدرجة أن وسائل الإعلام الموالية للحزب الحاكم قد اتهمته في اليوم التالي لإعلان فوزه بقيادة «انقلاب انتخابي».

 

وفي هذا الشأن كشف المحلل السياسي التركي «تورغوت أوغلو»، في مقال له بصحيفة «الإندبندنت العربية» الأسباب التي أفقدت «أردوغان» أهم حصونه في الانتخابات المحلية، والتي لا تحظى بأهمية كبيرة إلى جانب الانتخابات البرلمانية والرئاسية؛ وما أضفى عليها أهمية كبيرة هو فقد الرئيس التركي سيطرته على كلِّ من محافظتي إسطنبول وأنقرة، بعد بقائهما في قبضته لـ26 عامًا.

أكرم إمام أوغلو
أكرم إمام أوغلو

الأزمة الاقتصادية


وقال «تورغوت»: إن أردوغان وصل إلى سدة الحكم عام 2002، في أعقاب أزمات اقتصادية شهدها العالم خلال 2001، والأزمة الحالية بدأت تضرب المستثمرين والتجار المتوسطين والصغار منذ بداية عام 2018، أما الشعب فأخذ يشعر بها بكل ما تحمله الكلمة من معنى اعتبارًا من مطلع العام الحالي.

 

وأضاف أن الدخل القومي للشخص الواحد تراجع للمرة الأولى إلى أقل مما كان عليه قبل 12 عامًا؛ حيث انخفض إلى 9 آلاف و632 دولارًا، بعدما كان 9 آلاف و656 دولارًا في عام 2007، وعندما وصل أردوغان إلى السلطة، كان الدّين الخارجي 29 مليار دولار، وارتفع اليوم إلى 529 مليار دولار؛ ما وضع نقطة النهاية للنهوض الاقتصادي، الذي حققه مدة 12 عامًا.

 

كما بدأت مؤسسات التصنيف الائتماني الدولية تصنف تركيا في مقدمة الدول الأكثر هشاشة من الناحية الاقتصادية، نحو البرازيل وإندونيسيا والهند وجنوب أفريقيا.

أردوغان
أردوغان

الأزمة السياسية


وبحسب «تورغوت» فإن الأزمة السياسية نتجت عن نظرة أردوغان إلى الأكراد المؤيدين لحزب الشعوب الديمقراطي، على أنهم إرهابيون وخونة، بعدما أجرى مفاوضات السلام الكردي معهم سنوات طويلة.

 

وكان أردوغان قد أعلن، قبل تسلّم الحكم في عام 2002، أنه خلع قميص «الإسلام السياسي»، ومن ثم طالب كل أطياف المجتمع بدعمه على هذا الأساس، إلا أنه أثبت للعالم أجمع، إذ قام خلال آخر ثلاث سنوات بزج كل من يعارض من الأشخاص والحركات الاجتماعية في السجون.

 

وأطلق سراح العناصر التابعة للمنظمات الراديكالية الإرهابية والمجموعات الشبيهة بالمافيا، ومن ثم وظفها في تسويق خطابه السياسي.

 

كما أصبحت تركيا من أولى الدول الأكثر اعتقالًا للصحفيين؛ إذ أرسل أردوغان نحو 200 صحفي إلى المعتقلات، إضافةً إلى اعتقال أو فصل آلاف الأكاديميين والمثقفين، بتهمة الانقلاب أو الإرهاب، وفقًا للبيانات التي أدلى بها وزير الداخلية سليمان صويلو.

 

وفي هذا السياق علق «كرم سعيد» الباحث في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في تصريحات خاصة لـ«المرجع»؛ حيث لخص أسباب انتصار حزب الشعوب الديمقراطي في رئاسة بلدية إسطنبول، والتي تتمثل في الآتي، أن المعارضة تمكنت من تطوير الخطاب السياسي، والتي لم تعد تقتصر على الأفكار الأيديولوجية، وأفكار التنظيم السياسي، إنما أصبحت أكثر انخراطًا في قضايا الشارع التركي.

 

وقال «سعيد»: إنها تمكنت من تجاوز الفروق الأيديولوجية فيما بينها، ودخل حزب الشعوب الديمقراطي في تحالفات عدة مع أحزاب سياسية أخرى، كما أن حزب العدالة والتنمية فشل في تقديم حلول عملية، خاصة في ما يخص الأزمة الاقتصادية، وانخفاض الليرة التركية خلال الشهور الماضية.

 

وأضاف أن الأمر مرتبط بحالة التراجع وضعف مناعة تركيا إقليميًّا ودوليًّا في ظلِّ سياسة خارجية مرتبكة، مشيرًا إلى أن أردوغان تمكن من نقل تركيا نقلة نوعية جديدة، لكن المجال الاقتصادي في تراجع ملحوظ؛ إذ ارتفع معدل البطالة إلى 13 %، وتضخم يقترب من 20 %، إضافةً إلى دّين خارجي يصل إلى 400 مليار دولار، وهذه الأسباب أثرت بشكل أو بآخر على وضعية حزب العدالة والتنمية لمصلحة المعارضة.

 

وتابع «أن شعبية حزب العدالة والتنمية تراجعت لكن ذلك ليس مؤشرًا على انهيار الحزب أو انحسار دور أردوغان، مضيفًا أنه باقٍ في السلطة حتى 2023، وأن الحزب لايزال يحظى بأغلبية في الانتخابات المحلية، لكن شعبية الحزب لم تعد كما كانت والنتائج التي يحصلون عليها كانت تتخطى الـ60%، اليوم تتخطى حاجز الـ51% بالكاد».

 

وأشار «سعيد» في سياق نجاح أكرم إمام أوغلو -ببلدية إسطنبول- إلى أن مدى نجاحه يعتمد على ضمان الحالة التي وصلت لها المعارضة، وألا يحدث فيها انقسام، حتى لا يكون مثل محرم إينجه، الذي لمع نجمه في الانتخابات الرئاسية، واليوم نجم «إينجه» اختلف، بعد خلافاته مع حزب الشعب الجمهوري.

 

وأضاف أن نجاح أوغلو مرهون بمدى قوة دفع المعارضة وحرصها على تصديره للمشهد، ومرتبط بدوره وأدائه وقدرته على مواجهة التحديات والعراقيل التي سيضعها «العدالة والتنمية» في طريقه، كما أن الحزب الحاكم سيمارس عليه ضغوطًا، وأيضًا متوقف على تحقيقه الأهداف المرجوة قبل دخوله الانتخابات المحلية التركية.

"