يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

باحث يكشف سبب استهداف «الشباب الصومالية» للقاعدة التركية بمقديشو

الأحد 13/مايو/2018 - 01:54 م
المرجع
أحمد عادل - عبدالهادي ربيع
طباعة
لم يكن إعلان حركة الشباب الصومالية تبنيها أول عملية قصف مدفعي على القاعدة التركية العسكرية في العاصمة الصومالية مقديشو، حادثًا عابرًا؛ إذ يعيد التساؤل حول علاقات تركيا المتضاربة في الصومال، ففي الوقت الذي تحتضن فيه أنقرة قيادات الإرهاب الدولي، وتدعمهم، أنشأت قاعدة عسكرية لمساندة الدولة الصومالية.

وكانت حركة الشباب الصومالية قد أعلنت، أمس السبت 12 مايو، في بيان لها -حصل «الْمَرْجِع» على نسخة منه- أن عناصر الحركة أطلقوا 13 قذيفة على القاعدة التركية العسكرية الموجودة في مقديشو، مع وجود خسائر في أرواح عناصر القاعدة.

وأكد المتحدث العسكري للحركة عبدالعزيز أبومصعب، أن «الشباب الصومالية» لم تعد تُفرِّق بين الجندي التركي والأمريكي أو غيرهما من الدول، موضحًا أن الحركة أصبحت تراهم جميعًا غزاة محاربين للشريعة، يجب دفعهم وقتالهم -على حد وصفه.

وفي هذا الشأن، قال كرم سعيد، الباحث في الشؤون التركية: إن الهجوم جاء ضمن مناورات «حركة الشباب» الصومالية للجهات الداعمة للإرهاب، في محاولة الضغط عليها؛ لزيادة الدعم، ومنعها الدعم الظاهري للحكومة الصومالية، التي ترى الحركة الشباب أنها حكومة غير شرعية.

وأشار الباحث في الشأن التركي إلى أن الحادثة تأتي في إطار توزيع الأدوار؛ ما يسمح للدولة التركية بوجودٍ أقوى داخل الأراضي الصومالية، خاصة مع هشاشة الدولة الصومالية -حسب تعبيره- وعدم قدرتها على فرض سيطرتها على البلاد.

وأوضح «سعيد» أن علاقة تركيا التاريخية بالجماعات الجهادية مشهورة ومعقدة -مثل الأزمة السورية- ما يؤكد أن تركيا لن تبيع هذه التنظيمات، مضيفًا أن تركيا أرادت -في ظلِّ غياب الدولة الصومالية- تقوية علاقاتها بـ«حركة الشباب»؛ لتضمن وجودها في بوابة أفريقيا.

وأكد «سعيد» أن تركيا ستزيد من دعم الحكومة الصومالية في الفترة المقبلة؛ للحفاظ على المقتنيات العسكرية لديها، إضافة إلى ضمان توسعها وسيطرتها على الأراضي الصومالية، متوقعًا المزيد من العمليات الإرهابية في الصومال، خلال الفترة المقبلة، حال استمرت تركيا في مساندتها الدولة الصومالية في الظاهر، مع بقاء دعمها الإرهابيين.

يشار إلى أن الحكومة التركية افتتحت قاعدتها العسكرية في العاصمة مقديشو، يوم 30 سبتمبر 2017، لتدريب قوات الحكومة الصومالية، إضافة إلى توفير أسلحة وذخائر للجيش الصومالي.
"