العطلات الصيفية.. موسم «طالبان» لإنعاش الحركة القتالية
عادة ما يستعد الأطفال للعطلات الصيفية بالتخطيط لجداول الألعاب والهوايات
المراد تحسينها، إلا أن حركة طالبان غيرت تلك الثوابت البريئة وحولتها إلى رحلات إجبارية
لمعسكرات التدريب على العنف والقتال إلى جانب حلقات لدروس التطرف والكراهية.
إذ صرح رئيس شرطة قندهار، «تادن خان» بأن حركة طالبان كثفت هجماتها الإرهابية على جنوب أفغانستان بالتزامن مع العطلات الصيفية
لطلاب المدارس، واعتادت الحركة إجبار الأطفال على الالتحاق بمدارسها الخاصة في باكستان، والتي تقوم بتعليم الأطفال فنون القتال والتعاليم الدينية وفقًا لما يفسره أفراد الجماعة.
كما أكد «تادن» أن فصل الصيف يعد بمثابة موسم لاستقطاب الطلاب، لافتًا إلى أن قلة المدارس والحلقات التعليمية المعتدلة في أفغانستان وباكستان تدفعان الصغار نحو مدارس طالبان رغبة منهم في تحقيق أهداف الجهاد المزعوم، بالإضافة إلى ذلك يعتقد قائد الشرطة بأن طالبان لا ترغب في السلام ولا تسعى إليه، ففي الوقت الذي يجتهد فيه العالم لإقرار السلام والأمان في المنطقة تشن الحركة الهجمات العنيفة.
مدارس
الكراهية
منذ انبثاق جماعة طالبان في 1994 وسيطرتها
على أجزاء واسعة من باكستان وجارتها أفغانستان وهي تهتم بتنشئة أجيال جديدة تخضع لها
وتطبق نفس أيديولوجيتها، إذ كشف تقرير لصحيفة «The diplomat» أن طالبان بدأت من حقبة التسعينيات بحظر التعليم العلماني واستبدلته بمدارس
دينية خاضعة لسيطرتها تقدم الجانب الديني والعسكري.
فوفقًا للصحيفة أوقفت الجماعة تدريس مادة
اللغة الإنجليزية بالمدارس ومنع الطلاب الذكور من ارتداء الملابس الغربية، بالإضافة
إلى منع المعلمين من استخدام الكتب التي تحتوي على صور للبشر، مع السماح بصور الجماد
فقط، مع إزالة العلم الأفغاني من صفحات الكتب.
ولكن أشارت الصحيفة إلى تصريحات المتحدث الرسمي للحركة «ذبيح الله مجاهد» بشأن مناهج طالبان، قائلًا إن: «الحركة لم تعدل الكثير من المناهج، ولكنها عدلت فقط أو حذفت المقاطع التي تتحدث عن الثقافة وتربطها بالموسيقى، نافيًا أن يكون العزف على الآلات هو الثقافة الحقيقية للبلاد، كما عدلت الحركة تعريفات الإرهاب وحظرت الحديث عن عناصرها كأنهم متطرفين».
وفي الإطار ذاته، أظهرت دراسة قدمها معهد
الدراسات الاستراتيجية في أفغانستان أن عدد المدارس غير المسجلة في البلاد زاد بقوة
في 2017، مرجحة أنها مدارس تابعة لطالبان، وذلك وفقًا لشهادات
عدد من الطلاب الذين يرتادونها.
المدارس
المغلقة
اعتادت الجماعات الإرهابية على تقديم نفسها
كأنها الوجه الوحيد للدين وما دون ذلك فهو كفر بالمنهج الصحيح، وفي ضوء ذلك تعمل الحركة
على غلق وتعطيل المدارس الأخرى التابعة لسيطرة الحكومة في باكستان وأفغانستان.
ففي أغسطس 2018 قامت الحركة بإعلان مسؤوليتها
عن هجوم تم شنه بالقنابل ضد 12 مدرسة ثمانية منها للفتيات، وعلى خلفية تلك الحوادث
المتكررة يضطر الأهالي إلى عدم إرسال أبنائهم إلى المدارس خوفًا عليهم، مايؤدي إلى تسرب
عدد كبير من التلاميذ.
علاوة على ذلك، تمنع الحركة تعليم الفتيات، وتقصف أي مركز يقدم خدمات تعليمية للإناث وتهاجمه، وفي ذلك الإطار قالت الجارديان في تقرير لها نشر في 5 ديسمبر 2018 إن: «الفتيات يقدمن على مدارس سرية فتحت خصيصًا لذلك الغرض ولكن في الخفاء، كما ألقت الضوء على الصعوبات التي تواجهها البنات للحصول على التعليم المراد».
وحول صعوبات العملية التعليمية في أفغانستان
وباكستان أشارت دراسة للأمم المتحدة أن هشاشة الأنظمة الحكومية للدول تلعب دورًا محوريًّا في ضعف بنية التعليم في تلك الدول، كما أن غياب الإرادة السياسية يعرقل جهود المجتمع
المدني في هذا الملف.
كما أشارت الورقة البحثية إلى دور المجموعات
الإرهابية كعامل أساسي في تعطيل المنظومة؛ وخصوصًا طالبان، التي تسعى لبناء مجتمع خاص
بها يتبنى أفكارها نفسها وله ذات الدوافع، إلى جانب استخدام أبنائه في معارك خاصة تخضع
لمصلحة التنظيم.





