ad a b
ad ad ad

بلجيكا تكتوي بنيران الإرهابيين بعدما كانت ملاذًا لهم

السبت 07/يوليو/2018 - 11:33 ص
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

من أوروبا لا يأتي المقاتلون فقط، لكن الأموال أيضا، فالشعار الذي رفعته التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش لم يكن بعيد المنال، حتى أصبحت القارة العجوز "بئر النقود" لتمويل العمليات الإرهابية.

وفي الوقت الذي كانت بلجيكا أحد أهم روافد الإرهابيين، كانت أيضًا مصدر أموال له، وذلك حسبما أفادت صحيفة "دي تيغد" البلجيكية، بأن«المسلحين الأجانب الذين غادروا بلجيكا للقتال إلى جانب الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق تلقوا في السنوات الأخيرة دعما ماديا من الأقارب والأصدقاء والمتعاطفين في بلجيكا ما يقدر بـ 200 ألف يورو».

ويستخدم الإرهابيون لنقل تلك الأموال «وسطاء» على علاقة بالتنظيم أو علاقة بالإرهابيين أنفسهم، لتسهيل حركة الأموال عبر الحدود.

وبحسب ما نقلته الصحيفة البلجيكية، فإنه «تم نقل معظم الأموال من خلال نظام التحويلات النقدية ويسترن يونيون، وتم إرسال التحويلات لوسطاء في لبنان وتركيا ثم إلى المستلمين النهائيين في سوريا والعراق».

بلجيكا تكتوي بنيران

وتحاول بلجيكا، تشديد التعامل على حدودها، حيث تمكنت الشرطة القضائية في بلجيكا خلال العام 2017 من ضبط 244 شخصا لهم علاقة بالإرهاب، بحسب تقرير يتناول جهودها خلال عام 2017.

 

وجاء في التقرير أن الشرطة القضائية تمكنت من توقيف ما يقرب من 2100 شخص للاشتباه في تورطهم في جرائم كبيرة وخطيرة. والعدد الأكبر من هؤلاء ممن تورطوا في تجارة المخدرات.

 

وأشار التقرير إلى أنه نتيجة لتبعات تفجيرات بروكسل في مارس 2016 كان الاهتمام والتركيز على ملف مكافحة الإرهاب في عمل أجهزة مراقبة الحدود، ووصل الأمر إلى تخصيص ما يزيد على 15 في المائة من إمكانات الضبط والبحث القضائي لملفات تتعلق بالإرهاب. ومعلوم أن تفجيرات بروكسل أسفرت عن مقتل 32 شخصًا وإصابة 300 آخرين، واستهدفت مطار العاصمة ومحطة للقطارات الداخلية.

 

وعرفت عمليات مراقبة الحدود على المسافرين من بلجيكا إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي زيادة كبيرة خلال 2017 وصلت إلى ضعف أرقام العام الذي سبقه.

 

وحدثت هذه الزيادة في عمليات المراقبة منذ أبريل العام الماضي مع بدء تطبيق إجراءات جديدة لمراقبة الحدود الأوروبية، ففي الأشهر الثلاثة الأولى من 2017 جرى التدقيق والتفتيش على 300 ألف مسافر كل شهر إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي، وارتفع الرقم شهريا ليصل إلى 800 ألف مسافر، كما أنه وصل إلى أكثر من مليون راكب في فترة العطلة الصيفية، أي في يوليو وأغسطس من العام ذاته.

بلجيكا تكتوي بنيران

وبدأ التطرف في بلجيكا كـ«ستار» للإرهابيين، لكنها تحولت إلى هدف لعملياتهم، التي عانت منها برةكسل.

ويقول يوهان ليمان، وهو عالم أنثربولوجيا ومن الناشطين الاجتماعيين في حي مولنبيك البلجيكي، إنه «دق ناقوس الخطر حول أنشطة المركز الإسلامي البلجيكي، والذي يديره بسام العياشي لصالح الإرهابيين، لكنه لم يتلق استجابة تذكر من السلطات المختصة».

 

وتابع ليمان: إن «هذا الوضع استمر حتى بعدما أصبح معروفا أن العياشي حضر رسميًا حفل زفاف أحد حركيي "القاعدة" من الذين كانوا ضالعين في هجمات 11 سبتمبر 2001، إلى جانب ضلوعه في جريمة اغتيال القائد الأفغاني أحمد شاه مسعود، الذي كان يعارض أسامة بن لادن وعملياته في أفغانستان».

 

ووفقا للمحلل البريطاني جون ليشفيلد، فإن «الهجوم الذي حصل في مايو 2014 على متحف يهودي في بروكسل ( وقتل أربعة أشخاص) كان هجوما معاديا للسامية، وليس عملية موجهة ضد بلجيكا بخلاف الهجمات اللاحقة التي حصلت في وقت لاحق».

 

وفي ظل وجود أقلية مسلمة فقيرة، إلى جانب ارتفاع البطالة بين الشباب، وسهولة الحصول على الأسلحة، سهل ذلك تحول الدولة الأوروبية إلى مركز للتطرف والعنف.

 

وذكر مكتب التحقيقات الفيدرالي البلجيكي، أنه فتح خلال العام الماضي 313 ملفا يتعلق بالإرهاب في مقابل 195 في العام الذي سبقه.

 

وفي تقرير لها حذّرت أجهزة الأمن البلجيكية من أن «التيار الأصولي المتشدد يُعدّ في مقدمة التيارات المتطرفة التي تشكل تهديدا للأمن في المرحلة المقبلة».

 

وقال التقرير إنه رصد «ارتفاع منسوب نشاطات التيارات الراديكالية القتالية التي تسعى لعزل المسلمين ومنعهم من الاندماج في المجتمع»، مشيرا إلى أن هذه الجماعات لا تعترف بالنظام الديمقراطي والمؤسسات المنبثقة التي تدير الدولة والمجتمع.

 

وذكرت تقارير للاستخبارات البلجيكية، إن تيارات التطرف تنامت في بلجيكا لارتباطها بشكل خاص بالأئمة والمساجد والدعاة.

 

وأشارت صحيفة «لالبري بلغيا»، إلى إن 30 مسجدا في بلجيكا تخضع لنفوذ الراديكاليين والمتطرفين، وإن أكثر من 70 مسجدا في بروكسل و320 مسجدا في عموم البلاد لا تخضع لعمليات المراقبة أو التفتيش أو الفحص الأمنية.

"