«المدارس القرآنية».. خطة الأوقاف للقضاء على «المُحاربين الصغار»
انتبهت وزارة الأوقاف المصرية إلى ظاهرة تجنيد الأطفال في بؤر الصراع، واستخدامهم كدروع بشرية خلال اعتصامات جماعة الإخوان عقب عزل محمد مرسي عن الحكم، عبر ثورة 30 يونيو2013. إذ ظهر أحباب الله يرتدون- ببراءة الأطفال- أكفانهم، وكتب على تلك الأكفان بلون الدم «مشروع شهيد»، ترويجًا للإخوان في المنصات الإعلاميَّة الموالية للجماعة.
من داخل الزوايا المخصصة للصلاة بالقرى والنجوع المصرية، وبعض الغرف الملحقة بتلك الزوايا، كانت تتم عمليات تجنيد النشء وبث سموم التشدد في نفوسهم بـ«الكتاتيب» الخاضعة لمحفظين من الإخوان وحلفائهم، ما جعل هؤلاء الصغار فريسة سهلة للغاية لوحوش الجماعات الإرهابية؛ الأمر الذي انتبهت له المؤسسة الدينية في مصر، وعكفت على تقنين أوضاع الكتاتيب والإشراف عليها.
وفي يونيو 2017، أعلن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، عن تدشين مدرسة «المسجد الجامع»؛ لتحفيظ القرآن وترسيخ روح الانتماء للوطن في التلاميذ والطلاب من النشء والشباب في أكثر من ألف مسجد من المساجد الكبرى والجامعة على مستوى الجمهورية يوميًّا من العصر إلى المغرب خلال العطلة الصيفية.
وأضاف «جمعة» أن الهدف من هذه المدارس هو الحفاظ على النشء من العبث بعقولهم وتجنيدهم، حيث يتم العمل على تأمين وجود المدارس القرآنية، في كل القرى، والتحفيظ بالمجان، حتى يكون الأطفال في أيدٍ أمينة.
وعلى مدار العام الماضي، دأبت الوزارة
على التوسع في مكاتب ومدارس القرآن الكريم وترسيخ المعانى الإيمانية والوطنية الصحيحة،
حتى لا تترك الساحة خالية للجماعات الإرهابية المتطرفة التي تحاول تجنيد الصغار وتسميم
أفكارهم.
وعن آليات تحصين النشء، من الوقوع في ظاهرة
المحاربين الصغار، التي ظهرت في بؤر الصراع بسوريا وليبيا والعراق، يقول جابر طايع،
رئيس القطاع الديني بالوزارة، إن الأوقاف عكفت على إنشاء المدارس العلمية التي بلغ
عددها 61، بجانب 650 من المدارس القرآنية، إضافة إلى 2327 مكتبًا لتحفيظ القرآن؛ مؤكدًا
أن هذه الجهود تهدف جميعها إلى حماية الشباب والنشء من الفكر المتطرف، وتوفير التعليم
الديني الوسطي، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وكبح جماح الجماعات المتطرفة.
وأضاف لـ«المرجع» أن الأوقاف
لها دور في البناء الفكري الصحيح للإنسان المصري، عن طريق الإشراف على تلك المدارس؛
لمنع استغلال الأطفال واستمالتهم إلى التشدد والغلو منذ الصغر، مشددًا على أن دور الكتاتيب
والمدارس القرآنية يساهم في السيطرة على الجماعات التي تسيس الدين وتشوه صورة الإسلام.
ولفت إلى أن الوزارة ماضية في تنفيذ الخطة
التي حددها «جمعة» لتجفيف منابع التطرف وغلق الباب أمام الكتاتيب التى تُخرج
أشخاصًا متطرفين؛ بهدف ضمان سلامة الفكر، وذلك من خلال المتابعة الميدانية للمدراس
القرآنية في المديريات، وتقنين أوضاع الكتاتيب بما يسهل على الأئمة التعامل مع النشء.
في السياق ذاته، أكد الدكتور ياسر الصردي،
مدير عام الإدارة العامة لبحوث الدعوة،، أن إنشاء المدارس القرآنية بالمساجد أمر يحسب
للوزارة، إذ تضمن أن يقوم الإمام بواجبه نحو كتاب الله من تعليم ومدارسة، بالإضافة إلي
زيادة دخله وهو في عمله الرسمي.





