على يد تركيا وروسيا والفصائل المسلحة.. اتفاق «سوتشي» ينهار
الخميس 13/يونيو/2019 - 05:13 م
تركيا وروسيا
آية عز
تتعرض المنطقة منزوعة السلاح في إدلب شمال غرب سوريا بالوقت الحالي، إلى العديد من المعارك الدامية بين ثلاث جبهات، وهي الجيش السوري، والقوات الروسية، والجماعات الإرهابية هُناك على رأسها «هيئة تحرير الشام»، وكل هذه المعارك تُنذر بسقوط اتفاق «سوتشي»، وفقًا لما جاء في وكالة الأنباء السورية الوطنية «سانا».
إذ نص الاتفاق الروسي التركي، على نزع السلاح من تلك المنطقة وريف حماة الشمالي، ووقف أي معارك أو أي عمليات عسكرية، مع وقت أي هجوم إرهابي من قبل الجماعات المتطرفة، وذلك بعرض يتراوح بين 15 و20 كيلومترًا.
اتفاق "سوتشي"
كما نص اتفاق «سوتشي » على التزام الجانب الروسي ضمان عدم القيام بعمليات عسكرية ضد إدلب، في مقابل إبعاد الجماعات الإرهابية عن المنطقة منزوعة السلاح، والعمل على ضمان حرية حركة السكان المحليين والبضائع، واستعادة العمليات التجارية والاقتصادية، واستعادة حركة الترانزيت عبر الطريقين إم 4 «حلب –اللاذقية»، وإم 5 «حلب –حماة».
وتسببت المعارك بين الثلاث جبهات في الوقت الحالي، إلى مقتل العديد من سكان المنطقة، مع تدمير عدد من المراكز الصحية والمدارس، إلى جانب نزوح نحو نصف مليون مواطن من سكان إدلب.
سبب التصعيد
جاء هذا التصعيد الروسي الأخير، بعد أن فشلت روسيا في الجولة الأخيرة من محادثات أستانة في أواخر شهر أبريل 2019، بمشاركة كل من روسيا وتركيا وإيران.
إضافة إلى ذلك شنت هيئة تحرير الشام خلال الأيام الماضية، هجمات إرهابية في المنطقة منزوعة السلاح، وكان آخرها هجوم على قاعدة تابعة للجيش السوري الوطني، أسفر عن مقتل ما يقرب من 25 جنديًّا سوريًّا، بحسب وكالة «سانا».
كما أن روسيا تتهم تركيا بالمسؤولية عن الإخلال بتعهداتها بموجب اتفاق المنطقة منزوعة السلاح، وبحاجتها إلى تأمين مطار حماة العسكري، وقاعدة «حميميم» التابعة لها في ريف اللاذقية.
إلي جانب ذلك، هناك عدم تفاهم «روسي – تركي»، إذ تُسيطر تركيا على العديد من القرى في ريف إدلب الجنوبي، إضافة إلى بعض الطرق الدولية، وكذلك مدينة «جسر الشغور»، ومنطقة «تل رفعت»، التي توجد فيها حاليًّا أيضًا وحدات حماية الشعب الكردية، وتنطلق منها هجمات على منطقة عفرين التي تسيطر عليها تركيا.
كما أن تركيا تأمل من خلال سيطرتها على تل رفعت، إلى فتح الطريق الدولية بين «غازي عينتاب» و«مدينة حلب»، ولكن خلال مفاوضاتها مع روسيا لم تتوصل إلى أي شيء، وذلك بسبب معارضة إيران على سيطرة تركيا على منطقة تل رفعت.
هذا الأمر دفع روسيا إلى التقدم منفردة في الحملة الأخيرة؛ لمحاولة انتزاع المناطق المشرفة على طريق «خان شيخون-معرة النعمان» و «سراقب» الممتدين بين حماة وحلب، وطريق «جسر الشغور-أريحا» و «سراقب» الممتدين بين اللاذقية وحلب.
وازداد الوضع تأزما بين كل من موسكو وأنقرة، بعد أن أعلن وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» في مطلع شهر مايو 2019، عن قرب التوصل إلى اتفاق بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية؛ لإنشاء منطقة عازلة بعمق 20-25 كيلومترًا، على طول الحدود السورية - التركية، في مناطق شرق الفرات؛ حيث تسيطر وحدات حماية الشعب التركية (الأكراد والمتمثلة في قسد)، وهذا الأمر يعني تحسن في العلاقات التركية الأمريكية، بعد توتر دام طويلًا؛ بسبب تحالف أمريكا مع الكرد.
تعليقًا على هذا، قال هشام النجار، الباحث في شؤون الحركات الإسلاموية: إن «هذا الخرق الواضح من قِبل التنظيمات الإرهابية وروسيا وتركيا لاتفاق سوتشي، قد ينتج عنه انهيار الهدنة الهشة في «إدلب»، وتجاوز التفاهمات غير النهائية».
وأكد النجار في تصريحات لـ«المرجع»، أن هناك أمرًا من اثنين لحل هذه الأزمة، أولهما، أن يستبق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأمر عبر إخضاع الفصائل المتمردة والرافضة للاتفاق بالقوة، من خلال ضربها بفصائل أخرى؛ بغية حماية اتفاقه مع الرئيس الروسي فلاديميير بوتين والوصول به للنهاية؛ من أجل الحفاظ على نفوذه المتبقي، وثانيهما، أن يحدث ما يتخوف منه الجانب التركي، وهو أن تقوم القوات السورية وروسيا بهجوم شامل لتحرير «إدلب» بالكامل، وفي هذه الحالة لن يتم التفريق بين فصيل وآخر، وهو ما يُعد هزيمة مباشرة لتركيا في أهم معاقلها بالشمال السوري.





