انتخابات «الشيعي الأعلى» في لبنان.. بين تربيطات «أمل» وسطوة «حزب الله»
يستعد ما يسمى المجلس الإسلامي الشيعي في لبنان، لانتخاب هيئات المجلس القيادية في مارس ٢٠٢٠، وسط صراع داخلي
بين حركة أمل بقيادة نبيه بري وحزب الله بقيادة حسن نصرالله، مع سعي الأخير للسيطرة
على المجلس والوصول إلى إدارة التبليغ بالهيئة الشيعية الأبرز في لبنان.
وتتجاوز هيئات المجلس الشيعي، 30 ألفًا، وسط مساعٍ من حركة أمل لتقليص الهيئة العامة الناخبة؛ بما يضمن حصة معقولة للرئيس بري، ويبدي بعض المقربين من بري تخوفه من قدرة حزب الله الانتخابية على السيطرة على المجلس وقرار الطائفة الشيعية في لبنان، والتي أصبح معظمها يرفض سطوة حزب الله على الطائفة وارتهان القرار الشيعي اللبناني بمصالح الحزب وتحالفاته الإقليمية.
«أمل» يبحث عن أمل
ويسعى رئيس حركة أمل ورئيس البرلمان اللبناني
نبيه برّي، لتحديد الناخبين بشرائح معينة يكون وضعه الانتخابي فيها مرتاحًا، كالاقتصار
على النواب والوزراء الحاليين والسابقين، مع بعض قطاعات أخرى معينة، تكفل لبري ضبط
عدد الناخبين والفائزين بما يضمن حصة الأغلبية في المجلس.
وخلال الانتخابات التي جرت في 2017، دخل
حزب الله بقوة، إلى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الذي طالما انضوى تحت جناح حركة
أمل كون مؤسسه هو مؤسس حركة المحرومين، حيث ارتفعت «حصة» الحزب في الهيئة الشرعية،
بتعيين عباس الموسوي والشيخ علي ياسين، إلى ثلاثة أعضاء من أصل الأعضاء الـ 12 بعدما
كانت عضويته في الهيئة تقتصر على الشيخ محمد يزبك. وبتعيين الدكتور طراد حمادة والدكتور
طلال عتريسي للمرة الأولى في الهيئة التنفيذية بعدما كان وجوده فيها سابقًا يقتصر على
نوابه الذين يعتبرون أعضاء حكميين شأنهم شأن بقية نواب الطائفة. كما أن تعيين القاضي
الشيخ علي الخطيب نائبًا أول للرئيس سيتم بالتوافق معه، بعدما كانت حركة أمل تفضل تعيين
الشيخ محمد كنعان.
ويسعى حزب الله إلى السيطرة على المجلس
لأهميته السياسية والعقائدية، فقد بات المجلس تابعًا للمرجعية السياسية الشيعية، حاله
كحال المؤسسات الدينية عند المسلمين الآخرين، بعدما كان، بقيادة موسي الصدر، راعيًا ومتدخلًا في خيارات الطائفة السياسية. فتحوّل إلى ظل للطرفين الشيعيين الأقوى، خصوصًا عندما كان الاشتباك السياسي يحتاج إلى أذرع دينية.
كذلك أوجد قناعة لدى الحزب بالحاجة إلى
تغييرات كبيرة في إدارة المجلس ودوره، وإمكان أن يعود الى لعب دور رائد عربيًّا وإسلاميًّا،
كالمؤسسة الرسمية الأبرز الناطقة باسم الشيعة العرب (النجف ليس مؤسسة رسمية)، وبما
يخدم اهداف وتوجهات حزب الله وحلفائه في المنطقة.
لكن يبدو ان هناك أزمة تكبر وتتسع داخل
المجلس الشيعي الأعلى، مع مساعي حزب الله وحركة أمل للسيطرة علي المجلس باعتباره المؤسسة
الجعفرية الأولي في لبنان، بما يسمح لهم بالسيطرة علي الطائفة الشيعية في لبنان، ووجود أي قوى أو أشخاص تهدد هذا المخطط سيكون مصيرها الخروج من المجلس ومن الطائفة إذا لزم
الأمر، وهو ما يكشف عن صراع أمل وحزب الله للسيطرة على شيعة لبنان، عبر تأميم السيطرة
على المجلس الشيعي الأعلى.





