معارك طرابلس تدخل شهرها الثالث... قراءة في التحديات والنتائج
الأربعاء 05/يونيو/2019 - 05:09 م
معارك طرابلس - أرشيفية
سارة رشاد
تبدأ معارك تحرير العاصمة الليبية، طرابلس، يوم الأربعاء الموافق 5 يونيو، شهرها الثالث، بعدما أكملت أمس الثلاثاء، شهرين من بدء المعارك التي انطلقت في الرابع من أبريل الماضي.
وبينما كانت التقديرات تختلف حول معركة طرابلس في اللحظات الأولى لبدئها، بخصوص صعوبتها والفترة التي تستغرقها لاتمام مهامها، استقرت الآراء مؤخرًا على أن خطوة تحرير طرابلس لن تكون سهلة وقد تحتاج إلى مزيد من الشهور القادمة لحسمها لصالح الجيش الليبي على حساب الميليشيات.
الباحث الليبي محمد الزبيدي
معارك طرابلس
أوضح الباحث الليبي، محمد الزبيدي، في تصريحات للمرجع، أن التجربة أثبتت أن المعارك في طرابلس لن تنتهي على المدى القريب، مشيرًا إلى أن مجموعة من التحديات أثبتتها مدة الشهرين.
وعدد هذه التحديات في الطبيعة الجغرافية للمنطقة الغربية، إلى جانب ورقة القبائل التي تسعى حكومة الوفاق لكسب دعمهم عبر وعدهم بامتيازات وأموال من خزانة الدولة، لافتًا النظر إلى أن القبائل ورقة حاسمة في المعارك والوفاق تعتمد على أموال الليبيين لكسب دعمهم.
وتطرق إلى الحشد الإسلاموي خلف الميليشيات المسلحة في طرابلس، مشيرًا إلى أن تيار الإسلام الحركي بكافة توجهاته اجتمع على رفض ترك طرابلس للجيش الليبي.
وتابع أن هذه القناعة تجعل كل فئات التيار تدفع باتجاه الحيلولة دون دخول الجيش إلى العاصمة لعدم استعدادهم لخسارة نفوذهم في ليبيا.
وفسر بذلك موقف تركيا وقطر من المعارك في ليبيا، إذ قال: إنهما يقدمون الدعم العسكري والمادي للميليشيات عبر البحر إلى جانب نقل الإرهابيين؛ حتى لا يتسنى للجيش تحرير العاصمة.
من جانبها قالت الإعلامية الليبية، فاطمة غندور: إنه من البداية ويبدو المشهد في طرابلس صعب، حتى من قبل بدء المعارك، مشيرةً إلى أن تحرير العاصمة خطوة لابد منها رغم كل التحديات.
ولفتت إلى أن أبرز تلك التحديات التعاون القائم بين الميليشيات الحكومة الوفاق من ناحية وتنظيم داعش من ناحية أخرى، ودللت على ذلك بالعمليات الإرهابية المتكررة التي تشهدها ليبيا منذ الرابع من أبريل، وأعلن تنظيم داعش تبنيها.
وكانت آخر تلك العمليات تلك التي أعلن تنظيم داعش تبنيها في درنة، واستهدف فيها مواقع للجيش الليبي في المدينة التي نجح في تحريرها، منذ منتصف العام الماضي.
وشدد على أنه رغم كل تلك التحديات إلا أن المشهد يبقى إيجابي في ظل دعم دولي وإقليمي نجح الجيش الليبي في الحصول عليه، وتمثل في دعم كل من روسيا وأمريكا له إلى جانب فرنسا ودول إقليمية مثل مصر.
وتطرقت إلى أن المشهد الخاص بالإسلام السياسي في المنطقة يسير باتجاه دعم الجيش، فبعدما سقط الإخوان في مصر، كرروا التجربة في السودان، ثم سوريا التي يبدو المشهد فيها يتجه لصالح الدولة السورية، بحسب قولها.
ويشن الجيش الوطني الليبي عملية لتحرير مدينة طرابلس، عبر تحرك بدأه في الرابع من أبريل الفائت، ضد الميليشيات المسيطرة على العاصمة الليبية، ومنذ إطلاق العملية ويحرض الإسلامويون وميليشياتهم داخل ليبيا وخارجها على قوات الجيش، محاولين تأليب المجتمع الدولي عليهم.
ويخشى الإسلاميون بالمنطقة من تقدم الجيش نحو طرابلس وسيطرته على العاصمة؛ إذ سيفقدهم ذلك النفوذ الذي كوّنوه منذ سقوط النظام الليبي السابق في ليبيا، ما يعني خسارة جديدة للمشروع الإسلاموي في الإقليم.





