ad a b
ad ad ad

الأسر الطلابية.. كيف قضى الأزهر على مخططات الإخوان لاختراقه؟

الجمعة 14/يونيو/2019 - 08:04 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

منذ السنوات الأولى لتأسيس جماعة الإخوان (1928)، دأب حسن البنّا، المرشد الأول للجماعة، على فتح مجال للتواصل مع الجامع الأزهر وشيخه؛ رغبةً في إضفاء شرعية على الإخوان، وانتزاع اعتراف من الأزهر بأن الجماعة تمثل الإسلام.


الأسر الطلابية..
مثّل الأزهر هدفًا ثمينًا للإخوان، إذ أوصى "البنّا" بتركيز دعوة الجماعة على طلاب الأزهر، وبذل كل الجهد في سبيل انضمام أساتذة وعلماء الأزهر إلى الإخوان، إضافة إلى تأسيس قسم خاص بالطلاب كان هدفه الأول التركيز على الوجود بين الطلاب الأزهريين، سواء المصريين أو الوافدين.


تمكن الإخوان من اختراق جامعة الأزهر، من خلال الأسر الطلابية المنتمية للجماعة، والتي كان مشرفها المباشر، أيمن عبدالغني، مسؤول قسم الطلاب وصهر خيرت الشاطر (نائب المرشد). إذ تورط «عبدالغني» في تمويل طلاب الجماعة المتهمين بالإرهاب، في الأحداث التي شهدتها الجماعة عقب ثورة 30 يونيو 2013.


وأدرجت مصر والسعودية والإمارات والبحرين، أيمن عبدالغني، ضمن قائمة الإرهاب التي وضعتها الدول الأربع، نهاية العام الماضي، ووجهت إليه اتهامات بالتخطيط لأحداث العنف التي شهدتها الجامعات المصرية خلال السنوات الماضية، لاسيما في جامعة الأزهر، كما اتهم في قضية تمويل «كتائب حلوان» المسلحة.


عرفت الجامعة أولى الأسر الموالية للإخوان، في مطلع التسعينيات، وهي «جيل النصر المنشود»، وضمت في بداية تأسيسها قرابة 2000 طالب، لكن القبضة الأمنية جعلتهم يلجأون إلى "التُقية"؛ فأخفوا انتماءهم وركزوا جهودهم في استقطاب الطلاب الجدد، والتعريف بالأسرة وأهدافها.




اعتمدت الأسرة على تنظيم أنشطة رياضية وثقافية، إضافة إلى الرحلات التي تمكنت خلالها من استقطاب مزيد من طلاب الجامعة، وإقناعهم بالانتماء إلى الإخوان، كما تورط أعضاء «جيل النصر المنشود» في تنظيم استعراض عسكري داخل الحرم الجامعي عام 2006، وزعموا فيما بعد أنه كان عرضًا مسرحيًّا.


ولجأت الأسرة إلى جمع تبرعات من الطلاب لتمويل الأنشطة، المتمثلة في تنظيم معارض وعروض مسرحية، وبيع كتيبات دينية بأسعار رمزية. 


وكانت نقطة التحول بالنسبة لطلاب «جيل النصر المنشود»، هي ثورة 25 يناير 2011، التي أخرجتهم من الظلام والعمل السري إلى الطموح في الفوز بعضوية أو رئاسة اتحاد الطلاب في كليات الأزهر المختلفة.


بعد نجاح «جيل النصر المنشود» في الحصول على 67% من مقاعد اتحاد طلاب جامعة الأزهر، خلال عام حكم الرئيس المنتمي للإخوان، محمد مرسي، انتقلت إلى العلنية ونظمت فعاليات حضرها مسؤولو الإخوان، وجاهروا بانتمائهم إلى الجماعة.


وعقب سقوط حكم الإخوان بثورة 30 يونيو 2013، تورطت عناصر الأسرة في عمليات تخريب طالت جامعة الأزهر، والمدينة الجامعية وامتدت إلى المشيخة، التي تمكن الأمن المكلف بحمايتها من رد هجوم الطلاب.


ظهرت حركة  طلابية جديدة سُميت «أزهريون ضد الانقلاب» دعمها عدد من الأساتذة المنتمين للجماعة؛ وتورط أعضاؤها في تنظيم فعاليات مناهضة للدولة، والإعتداء على رجال الأمن.


أنكرت الحركة صلتها بجماعة الإخوان، وزعمت أن عناصرها من طلاب الأزهر الرافضين لثورة 30 يونيو التي أسقطت الإخوان، رغم مطالبتها الدائمة بالإفراج عن الرئيس الإخواني المعزول، محمد مرسي، وجمع توقيعات لعزل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر.

 

الدكتور أحمد زارع
الدكتور أحمد زارع

الجامعة ترد


قال الدكتور أحمد زارع، المتحدث الرسمي لجامعة الأزهر، «: إن "جيل النصر المنشود" انتهى أمرها من الجامعة منذ سنوات، ولا يُسمح الآن بتكوين أي أسر طلابية إلا بضوابط تحددها رعاية الشباب».


وأكد لـ«المرجع» أن الجامعة تمنع ممارسة العمل السياسي، ولا تسمح به بأي صورة كانت، لافتًا إلى أن رعاية الشباب حددت بعض الأنشطة التي يمكن ممارستها داخل الجامعة، منها الانشطة التعليمية والترفيهية والتربية، في إطار القانون.


وأضاف المتحدث الرسمي لجامعة الأزهر: «من يقوم بهذه الأنشطة لابد أن يكونوا على خلق، ويشترط عدم انضمامهم إلى أي جماعات، على رأسها جماعة الإخوان».


 

 طارق أبو السعد
طارق أبو السعد

وجود فردي


وعن مصير الطلاب المنتمين للإخوان داخل الجماعة، أوضح طارق أبوالسعد، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن العمل الطلابي في الأزهر مازال قائمًا، لكنه بشكل غير معلن مثلما كان الحال قديمًا، مشددًا على أن الطلاب ينكرون انتماءهم ولا يصرحون بتأثرهم بالجماعة.


وقال لـ«المرجع» إن الإخوان ينتشرون بشكل منظم في الجامعات، لكن مهمتهم ليست اقتحام الجامعة أو السيطرة على اتحاد الطلاب، إذ تتلخص أهدافهم الحالية في الحفاظ على طالب الثانوي القادم إلى الجامعة، بألا يخرج من الجماعة، مضيفًا أنهم يعملون كذلك على تهييج الناس وبث الكراهية، وتحريضهم على الدولة ومؤسساتها.

 

 للمزيد:«بيّعة الوافدين».. كيف انطلق مؤسس الإخوان نحو «وهم» أستاذية العالم؟

 

الكلمات المفتاحية

"