«العدالة والرفاهية» في إندونيسيا.. السير على خُطى «البنا»
الأربعاء 20/يونيو/2018 - 02:12 م
حسن البنا
دعاء إمام
على عكس ما تسوقه جماعة الإخوان (1928)، فيما يخص استغلال ظروف المستضعفين لتحقيق مصالحها، كانت الطريقة التي وصل بها الفكر الإخواني إلى جنوب شرق آسيا، والذي انتهى بتأسيس حزب «العدالة» 20 يونيو 1998، خير برهان على براجماتية الجماعة، إذ دأب حسن البنّا مؤسس الإخوان، على تدعيم طموحاته التوسعية عبر الوافدين من دول مختلفة للدراسة في الأزهر.
قبل عام 1945، كان الجيشان الهولندي والياباني يتصارعان على البقاء في إندونيسيا؛ ما أدى إلى ظهور حركات تحررية، أبرزها حركة المجاهدين بقيادة أحمد سوكارنو، الذي أصبح رئيسًا للبلاد فيما بعد، وبالموازاة، كان الطلاب الوافدون للدراسة في الأزهر، صيدًا ثمينًا للجماعة، لاسيما بعد توارد أنباء عن تعثر وصول الإعانات للطلاب، فسارع الإخوان لاحتواء الطلاب وإقناعهم بالفكر الإخواني.
ومع تأسيس «الإخوان» لقسم الاتصال بالعالم (1944)، توافد نشطاء حركة المجاهدين على مقر المركز العام، وحظوا بدعم من حسن البنّا، كما أفردت مجلة الإخوان مساحات للحديث عن إندونيسيا والتعريف بها، إذ كان البنّا يعدها فرصة ثمينة لنشر أفكاره؛ نظرًا لأنها أكبر بقعة تضم مسلمين في العالم، ومن بين مؤسسي القسم، شخص يُدعى إسماعيل مندا، من دولة إندونيسيا، وهو الذي أسهم في نشر الفكر الإخواني بين الشباب.
وفي ثمانينيات القرن الماضي، تحديدًا 20 يونيو 1998، تأسس في إندونيسيا حزب سياسي يعد الامتداد الفكري لجماعة الإخوان، تحت اسم حزب العدالة، ثم غَيَّر اسمه في 20 أبريل 2002 إلى حزب العدالة والرفاهية، وحصل على 7 مقاعد في أول مشاركة سياسية له، بواقع مليون ونصف المليون صوت، في انتخابات 1999، ثم على 47 مقعدًا، أي ثمانية ملايين صوت، في انتخابات 2004، معتمدًا جماهيريًّا على أجنحته المختلفة الطلابية منها والخدمية، كالإغاثة الإنسانية في المناطق المنكوبة، وحصل في الانتخابات البرلمانية في 9 أبريل 2009 على 57 مقعدًا من 560 مقعدًا، بنسبة 11.9%، وشارك في الحكومة بأربع حقائب وزارية، ليحل ثانيًا بعد الحزب الحاكم الذي شارك بـــ6 حقائب، ثم تراجع الحزب وحصل على 7% في انتخابات 2014.
وفي حوار أجري مع محمد توفيق رضا، أمين عام الحزب، في يناير 2016، قال إن الحزب يُطلق عليه «حزب الدعوة»؛ لأنه لا يفرّق بين الدعوة والسياسة، فالسياسة تندرج تحت بند من بنود الدعوة، ومن ضمن أولويات الحزب تقديم مصلحة الدعوة فوق أي اعتبار آخر، ومسألة الانضمام للتكتلات السياسية، هي في الأساس بمثابة مظلة أساسية لمصلحة الدعوة.
وأردف: «الجماعات الإسلامية التي تدعم أحزابًا غير إسلامية ترجع إلى التقليد والوسطية التي تعيشها تلك الجماعات، فهذه الجماعات ليست من مهمتها العمل السياسي، وهناك أحزاب سياسية ولدت من هذه الجماعات، كالجماعة المحمدية، ونهضة العلماء؛ لذلك نحن نعمل على توطيد علاقاتنا مع كل الجماعات الإسلامية، وأننا كأعضاء في حزب العدالة والرفاهية بعضنا يتبع الجماعة المحمدية والبعض الآخر يتبع نهضة العلماء».





