نيجيرفان بارزاني.. براجماتي يقود كردستان وصديق مقرب لطهران

انتخب برلمان كردستان العراق، رئيس وزراء الإقليم «نيجيرفان بارزاني» رئيسًا لإقليم كردستان، في جلسة حصل فيها على أغلبية الأصوات؛ بعدد يبلغ 68 صوتًا من مجموع أعضاء البرلمان، البالغ عددهم 81 برلمانيًّا.
وفي نوفمبر 2017 تبنأ هوشيار زيباري، وزير الخارجية العراقى السابق وعضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني
الذي يقوده رئيس الإقليم السابق مسعود بارزاني، بمستقبل نيجيرفان بارزاني، إذ قال
عنه: إن «رئيس الوزراء سيصبح الشخصية الرئيسية خلال هذه الفترة الانتقالية»، وهي
النبوءة التي تحققت اليوم الثلاثاء 28 مايو، بانتخابه رئيسا لإقليم كردستان
العراق، ليكون الثاني الذي يشغل هذا المنصب في تاريخ الإقليم بعد عمه مسعود
بارزاني الرجل الأبرز في إقليم كردستان.
يشكل نيجيرفان بارزاني، الجيل الثاني من النخبة الحاكمة في إقليم كردستان
العراق، ما يشير إلى مساعي الآباء المؤسسين للإقليم لنقل المسؤولية للجيل
الجديد.
وعرف عنه هوايته للخيل والصيد وحبه الأدب الكردي والفارسي ويجيد اللغات الكردية
والفارسية والإنجليزية بطلاقة ولا يجيد العربية نطقا لكن يفهمها استماعا ويرد عليها
بالكردية أو الإنجليزية.
صعوده السياسي
ولد نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان الجديد عام 1966 في قرية بارزان الجبلية. وهو حفيد الزعيم الكردي الأسطوري ومؤسس الحزب الديمقراطي الكردستاني مصطفى بارزاني.
والده إدريس بارزاني، أحد أبرز الزعماء في الحزب الديمقراطي الكردستاني وقضى حياته يناضل من أجل نيل حقوق الشعب الكردي، وخلال الحرب العراقية ـــــ الكردية في عهد الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، غادر نيجيرفان بارزاني إلى إيران؛ حيث عاش فترة من حياته في طهران، ودرس بكلية العلوم السياسية.
وفي 1989 أصبح عضوًا في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، ثم انتخب
نائبًا لرئيس وزراء إقليم كردستان في 1996، وأصبح رئيس وزراء إقليم كردستان (للكابينة
الرابعة) عام 1999، وعام 2006 أعيد انتخابه رئيسًا للوزراء مرة أخرى للأعوام من 2011 إلى
2013 وحتى 2018.
كان نيجيرفان بارزاني من أشد المؤيدين لاستفتاء الانفصال عن العراق الذي أجري
في إقليم كردستان في سبتمبر2017، وروج بارزاني في حينها بقوة للاستفتاء واستقلال كردستان،
مؤكدًا أن كردستان القوية المستقلة يمكن أن تكون جزءًا من حل المشاكل الإقليمية والدولية.
علاقته بإيران
يتسم نيجيرفان بارزاني بنهج العلاقات المتوازنة والمرنة في التعامل مع
الدول، وتشكل إيران أحد أهم الدول له، والتي درس وعاش فيها فترة من
حياته، ولذلك هو يدرك كيف يفكر العقل السياسي الإيراني.
وقد وصفه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تصريحات صحيفة، بـ«الصديق العزيز
علينا»، مؤكدًا: «لدينا تاريخ مشترك مع الكرد».
وتابع ظريف: «إيران وإقليم كردستان بحاجة لبعضهما البعض ولا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بدون التعاون المشترك».
فيما أكد السفير الإيراني لدى العراق، إيرج مسجدي، أن بلاده لن تقدم سواء في
السر أو العلن على أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى إضعاف إقليم كردستان، مُضيفًا أن نيجيرفان
البارزاني إبان رئاسة لحكومة كردستان أدار حكمًا جيدًا جدًّا؛ حيث شهد الإقليم تغييرات
وتقدمًا كبيرًا.
وقال «نيجيرفان» في كلمته خلال مؤتمر اقتصادي عقد في يناير 2019 بأربيل
بحضور ظريف: «طالما مدت إيران يد التعاون والصداقة
إلى إقليم كردستان ولن ننسى مواقف إيران التي بادرت بمساعدتنا في مختلف المراحل وإيصال
صوت ومأساة حلبجة إلى العالم»، مضيفًا: «تربطنا بطهران علاقات إخوة وصداقة».
علاقته بتركيا
أما على صعيد علاقة نيجيرفان بارزاني بتركيا، فـوصفه رئيس الوزراء التركي الأسبق، أحمد داوود أوغلو، بأنه يتمتع بخبرة طويلة ويستطيع لعب دور مهم في المنطقة.
وقال «أوغلو»: إن «علاقات بلاده مع نيجيرفان البارزاني ومسؤولي حكومة إقليم كردستان جيدة جدًّا بالأساس، وأنهم يتمنون أن يكون له دورٌ مؤثرٌ في قادم الأيام فيما يتعلق بقيادة إقليم كردستان، تحقيق التوازن الداخلي في العراق، وكذلك العلاقات مع تركيا».