ad a b
ad ad ad

حملة تضليل إلكترونية.. كيف تنشر إيران قصصها الكاذبة؟

الأحد 26/مايو/2019 - 12:17 ص
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

اكتشف باحثون في مختبر سيتيزن في جامعة تورنتو الكندية، الأسبوع الماضي، أن إيران نفذت حملة تضليل كبيرة على الإنترنت لحمل وسائل الإعلام على تضخيم الأخبار المزيفة.

 

وقالت الدراسة التي أجرتها شبكة CBC / Radio-Canada ونشرت مقتطفات منها على موقعها الإلكتروني :إن «حالة واحدة على الأقل من تلك الحملة كانت ناجحة».

 

كما اعتمدت الحملة التي يطلق عليها اسم Endless Mayfly على قصص إخبارية وهمية قصيرة الأجل اختفت بعد نشرها من خلال أهداف غير مقصودة.

حملة تضليل إلكترونية..

حملة كاذبة


وخلال الدراسة قامت CBC بتنزيل الآلاف من تغريدات Endless Mayfly التي حددها باحثو،Citizen Lab  وبحثت عن مراجع إلى كندا، كما فتشت CBC أيضًا كل حساب مذكور في التغريدات للتعرف على مستخدمي Twitter الكنديين، وهو ما كشف أنه على الرغم من أن الحملة استهدفت الآلاف من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي تويتر Twitter في جميع أنحاء العالم، فإن شريحة من الجهد ركزت بشكل خاص على الحسابات الكندية.

 

واعتمدت حملة "Endless Mayfly" جزئيًّا على إنشاء صفحات ويب مزيفة، وغالبًا ما تقوم بنسخ تصميمها واستضافتها على عناوين ويب مشابهة لتلك الخاصة بوسائل الإعلام الأصلية، فعلى سبيل المثال، تم نشر مقالات على موقع مزيف لصحيفة جارديان البريطانية  "theguaradian.com"  بدلاً من الموقع الحقيقي "theguardian.com".

 

وبحسب الدراسة فإنه خلال عامي 2016 و 2017، استهدفت بعض هذه الحسابات 12 منفذًا إعلاميًا كنديًّا، بما في ذلك CBC، لجذب الانتباه لقصة مزيفة تدعي أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تدعم الانقلاب الفاشل في تركيا.

 

وحاولت تغريدة أخرى الحصول على اهتمام صحيفة "لوجورنال دي مونتريال"Le Journal de Montréal ، وهي صحيفة يومية تصدر باللغة الفرنسية، لتغطية قصة كاذبة ادعت أن المملكة العربية السعودية كانت تدعم المرشح الرئاسي آنذاك إيمانويل ماكرون في الانتخابات الفرنسية لعام 2017.

 

في حالات قليلة، نجح هذا الطعم الإعلامي، حيث  نشرت رويترز، على سبيل المثال، قصة مزيفة أعدتها Endless Mayfly والتي قالت إن ست دول عربية طلبت من FIFA عدم السماح لقطر باستضافة كأس العالم 2022، وتم نشر القصة على نموذج وهمي لموقع إخباري سويسري.

 

وتقول الدراسة إنه في حين لا يستطيع باحثو «مختبر سيتيزن» الكندي توجيه أصابع الاتهام مباشرة إلى الحكومة الإيرانية، لكنهم كتبوا: «أنهم واثقون أن إيران أو جهة فاعلة منحازة لإيران هي التفسير الأكثر منطقية»، للوقوف وراء تلك الحملة، استنادًا إلى الأدلة التي تم جمعها، كما يظهر تحليلهم أن الأخبار المزيفة التي دفعتها الشبكة تتماشى بشكل وثيق مع المصالح الإيرانية.

حملة تضليل إلكترونية..

وقالت غابرييل ليم، المؤلفة الرئيسية للتقرير: «من الصعب تحديد هدفهم بشكل قاطع، لكنني أعتقد أنه كان يتعلق بإيصال قصصهم إلى وسائل الإعلام الرئيسية».

 

وأضافت «ليم»: «أعتقد أن الهدف كان زرع التقسيم الجيوسياسي بين الأعداء التقليديين لإيران، مثل إسرائيل والمملكة العربية السعودية والدول الغربية مثل الولايات المتحدة»، بحسب قولها.

 

فيما حاول عنصر آخر من عناصر حملة "Endless Mayfly" الحصول على قصص كاذبة تنشرها وسائل الإعلام البديلة في جميع أنحاء العالم، حيث حاول مستخدمو «تويتر»، الذين يظهرون كمراسلين مستقلين، الاتصال بالعديد من المنافذ وعرضوا التعاون.

 

وكان أحد هذه المنافذ "The Rebel"، وهو موقع أخبار وتعليقات كندي يميني تديره شركة "Ezra Levant" المعروفة بتصريحاتها القوية.

 

وليس هناك ما يشير إلى أن أي مستخدم لحساب Twitter Rebel's قام بالرد على الحساب المزيف المرتبط باسم Brian H. Hayden الموصوف في صفحته الشخصية على أنه «صحفي مستقل».

 

ومع ذلك، فإن موقع «جلوبال ريسيرش» للأبحاث ومقره مونتريال، نشر قصصًا تروج للنظريات التي تم فضحها، ففي عام 2017 نشر «جلوبال ريسيرش» مقالتين لبراين هايدن - وهو خبير في مجال الإرهاب - كلتاهما حددهما الباحثون على أنهما نابعتان من حملة "Endless Mayfly"، بحسب الدراسة.

 

وادعى أحد المقالين أن إسرائيل وتركيا كانتا تحاولان زرع الانقسام في الشرق الأوسط من خلال دعم كردستان المستقلة في العراق.

"