مصير الداعشيات في مخيم الهول.. الجحيم كما يجب أن يكون
نشرت وكالة «يورابيا» للأنباء تقريرًا لمراسلها في العراق، يتحدث عن كيف تعيش الداعشيات في مخيم الهول في سوريا، بعد تلاشي نفوذ التنظيم الإرهابي في المنطقة تحت ضربات التحالف الدولي وحليفته قسد (قوات سوريا الديمقراطية)، والقوات الحكومية السورية، إذ لجأت أعداد كبيرة من المدنيين من سكان المنطقة ومعهم أعداد كبيرة من عوائل إرهابيي داعش الذين اضطروا لتسليم أنفسهم لقوات سوريا الديمقراطية، والتي جمعت هذه العوائل في مخيمات تقع في بادية الحسكة، أشهر تلك المخيمات وأكبرها مساحة هو مخيم الهول الذي يقع شرقي الحسكة، وهو المخيم الأضخم في سوريا من حيث الأعداد التي فيه.
مخيم الجحيم
وأنشأت الأمم المتحدة هذا المخيم بالتنسيق
مع القوات الحكومية السورية في أوائل العام 1991 إبان حرب الخليج، ويقع على المشارف
الجنوبية لبلدة الهول، وكان يوفر ملاذًا لما لا يقل عن 15 ألف لاجئ من العراق، ويحوي
حاليًا على أكثر من 25 ألف شخص يتوزعون داخل المخيم على ثلاثة اقسام سوريين وعراقيين
وأجانب من جنسيات عربية وآسيوية وأفريقية من أتباع داعش، كما توجد هناك نسبة صغيرة أبناء دير الزور، وقامت قوات سوريا الديمقراطية بتجميعهم في المخيم.
ويصف مراسل وكالة يورابيا الحياة داخل المخيم بأنها أشبه بالجحيم، فهو
عبارة عن سجن كبير، والخروج منه أشبه بالمستحيل، ويعاني من قلة في الخدمات، وبعد وصول
العشرات من النساء من زوجات عناصر التنظيم الإرهابي من صاحبات الفكر المتشدد، بدأت
مشكلات أكثر بالظهور تباعًاً، ومنها الخلافات لانتقاد سياسة التنظيم الإرهابي من قبل
الأشخاص الموجودين في المخيم.
هذه المشكلات دفعت المسؤولين عن المخيم
للقيام لإجراءات فورية لتفادي تلك المصادمات فعمدوا على فصل خيم نساء التنظيم عن باقي
خيم قاطني المخيم، وبات «الهول» عبارة عن مخيم داخل مخيم، المخيم الصغير؛ والذي بات يطلق عليه
تهكماً «دولة الهول» يتكون من نحو 650 خيمة ويقطنه نساء تنظيم «داعش» مع أطفالهن
مع عدد من النسوة العراقيات والسوريات ممن وصفن بــ «المتشددات جدًا»، يحيط به سياج
حديدي مع كاميرات مراقبة، ويخضع لمراقبة مشددة.
المهاجرات..
سجن داخل آخر
ويتواجد في المخيم مخيم آخر يدعى مخيم
المهاجرات، عدد كبير من النساء والأطفال الأجانب، بما يشبه السجن داخل السجن، وهناك
تجمع آخر من الخيم معزولة داخل مخيم الهول تضم عددًا من النساء من جنسيات عراقية ومغاربيات
هن من يتحكمن في الحياة داخله، ويزرعن الرعب داخل أسوار هذا المخيم الصغير، حتى اأن هناك
جهاز حسبة صغير موجود داخله مكون من نساء عراقيات، مهمته مراقبة اللباس الشرعي لنساء «داعش»، وضبط المخالفات الشرعية وتنبيههن بالتوعية الدينية، وغالبًا ما يصل الأمر للضرب
والإهانات بحق النساء المخالفات.
المشاجرات والخلافات كبيرة جدًا داخل مخيم
المهاجرات، ففي أواخر العام 2018 حصلت مشكلة كبيرة داخل المخيم الصغير بين عدد من النسوة
بسبب ضبط الحسبة لامرأة تونسية تدخن السجائر في خيمتها، لتتعرض الاخيرة لضرب مبرح نقلت
بعده للمركز الصحي ولم يعرف الأمن العام من هم الجناة بسبب التستر عليهن، على الرغم
من محاولات الحراس معرفة الجناة وحتى المرأة التي تعرضت للضرب لم تجرؤ على توجيه التهمة
لأحد.
بالإضافة إلى تكرار حوادث الحرائق في المخيم،
والتي يكون أغلب ضحاياها من الأطفال، ففي 17 فبراير الماضي، نشب حريق ضخم داخل المخيم
راح ضحيته طفلان من الجنسية العراقية، هما: زينب الأحمد - 7 أشهر، وشقيقها
زكريا الأحمد -عام واحد، قيل إن السبب هو انفجار مدفأة كاز داخل
الخيمة، وقبله وفي 25 يناير حصل حريق آخر أدى لاحتراق 3 خيم راح ضحيتها طفلة تدعى براءة
الطرابلسي وعمرها 7 سنوات، وإصابة 5 أشخاص اخرين بحروق بليغة.
وحتى الآن، لم تتحرك أي دولة بشكل جدي
لسحب مواطناتها الداعشيات أو أطفالهن على الرغم من تصريحات الولايات المتحدة بهذا الصدد
وطلبها من الدول التي لها نساء وعناصر لدى داعش بضرورة أخذ مواطنيهم لكن دون جدوى،
بعض الدول سحبت فقط الأطفال ودول أخرى تدرس جلب مواطنيها لكن لم تتحرك عمليًّا.





