معركة الباغوز المرتقبة.. الجحيم يزحف على داعش في آخر جيوبه الإرهابية
الجمعة 01/مارس/2019 - 10:40 م
شيماء حفظي
عند أقصى الحدود السورية وعلى إحدى ضفاف نهر الفرات، تخوض قوات قسد بالتعاون مع التحالف الدولي مواجهات مع قيادات تنظيم داعش الارهابي في آخر جيوبه بسوريا، يتشبث الدواعش بآخر قطعة أرض يسيطر عليها تنظيمهم الإرهابي، وفي ظل إصرار قوات التحالف على إنهاء التنظيم تمامًا وهزيمته، نستعرض ما يحدث في قرية «الباغوز» في محافظة دير الزور آخر جيوب الإرهاب في سوريا.
و«الباغوز» منطقة صغيرة على الضفة الشرقية من نهر الفرات، وآخر منطقة مأهولة لا تزال تحت سيطرة داعش.
وستخوض قوات سوريا الديمقراطية (قسد) معركة مع تنظيم داعش الإرهابي؛ حيث توقع مصطفى بالي مدير المكتب الإعلامي للقوات أن تكون «معركة شرسة» مع داعش في شرق سوريا.
وتتأهب قوات سوريا الديمقراطية منذ عدة أسابيع لاقتحام آخر جيب لتنظيم داعش في قرية الباغوز المحاصرة بالقرب من الحدود العراقية، لكن العملية تعطلت بسبب جهود إجلاء آلاف المدنيين من هناك.
وفي الوقت الذي تستهدف فيه قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، القرية المترامية الأطراف على الحدود، تفضل عناصر التنظيم الموت فيها على أن يسلموا أنفسهم.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال أمس: إن قوات سوريا الديمقراطية استعادت كل الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم، لكن بالي قال إن عناصر داعش لا يزالون متحصنين في قرية الباغوز على الحدود العراقية ولم يستسلموا، مضيفًا أن هناك مدنيين لا يزالون في الجيب.
وقال المتحدث باسم القوات «ما راح نقتحم القرية ونعلنها محررة إلا إذا تأكدنا تمامًا من خروج المدنيين، نتوقع معركة شرسة».
وتستعد (قسد) لإخلاء المدنيين من المنطقة، استعدادًا لمواجهة عناصر التنظيم، بالإضافة إلى المدنيين الذين يحاولون الفرار من المنطقة.
وقالت الأمم المتحدة اليوم: إن ما لا يقل عن 84 شخصًا، ثلثهم من الأطفال لاقوا حتفهم منذ ديسمبر، وهم في طريقهم إلى مخيم الهول في شمال شرق سوريا بعد أن هربوا من تنظيم داعش بمحافظة دير الزور.
وقال «ينس لايركه» المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية خلال إفادة صحفية: «هناك تقرير عن علاج 175 طفلا بمستشفيات من أعراض طبية ناجمة عن سوء حاد في التغذية».
وأضاف أن نحو 13 ألفا فروا من دير الزور الأسبوع الماضي، ووصل كثير منهم إلى مخيم الهول، وقال إن النزوح الجماعي مستمر في رحلة طويلة وشاقة للغاية.
وغادر نحو 40 ألف شخص المنطقة التي يسيطر عليها المتشددون والآخذة في التضاؤل في الشهور الثلاثة الماضية، بينما تسعى قوات سوريا الديمقراطية لطرد التنظيم المتشدد من الجزء المتبقي تحت سيطرته.
شون رايان
وقال شون رايان، المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويدعم قوات سوريا الديمقراطية: إن القوات التي يقودها الأكراد تتبع منهجا متأنيًا ومدروسًا في الباغوز، مشيرًا إلى أنهم يتعاملون مع عدة مشكلات، ويحاولون تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، تراجع البيت الأبيض عن قرار ترامب بسحب قواته من سوريا -جزئيا- معلنًا بقاء نحو 200 جندي أمريكي في سوريا، ويوجد نحو 2000 من القوات الأمريكية في سوريا يدعمون بشكل أساسي قوات سوريا الديمقراطية في معركتها ضد داعش.
وعلى الرغم من أن استرداد الباغوز يمثل نصرًا كبيرًا في الحرب ضد داعش فإن التنظيم ما زال يشكل تهديدًا أمنيًّا؛ حيث يستخدم أساليب حروب العصابات، ولا يزال يسيطر على بعض الأراضي في منطقة نائية غربي نهر الفرات.





