ad a b
ad ad ad

«إسقاط المدن».. كيف يخطط داعش للعودة عبر بوابة «الحرب الاستنزافية»؟

الإثنين 13/مايو/2019 - 06:19 م
المرجع
أحمد سلطان
طباعة

في الساعات الأخيرة من ليل الخميس الماضي، سمع أهالي بلدة غدوة الليبية، صوت ضجيج في شوارع بلدتهم البعيدة الهادئة، فسارعوا إلى الخارج ليطالعوا ما يحدث، ليتفاجأوا بعناصر ملثمة يرفعون راية داعش السوداء داخل المنطقة القريبة من مدينة سبها.



«إسقاط المدن».. كيف

مشهد تكررت فصوله من قبل في بلدة الفقهاء الليبية التابعة لبلدية الجفرة، ليكشف داعش من خلاله خططه للعودة، بانتهاج أسلوب يسميه «إسقاط المدن مؤقتًا» ضمن ما بات يعرف بـ«الحرب الاستنزافية».


قبيل أسبوع تحديدًا من الهجوم الإرهابي على «غدوة الليبية»، ظهر زعيم التنظيم الإرهابي أبوبكر البغدادي، بعد غياب دام لـ5 سنوات، ليعلن انتهاء مرحلة السيطرة المكانية أو ما يسمى بـ«مسك الأرض»، والتحول إلى سياسة جديدة سماها بـ«الحرب الاستنزافية».


وخلال حديثه عن الحرب الاستنزافية، خص «البغدادي» أنصاره في ليبيا بالحديث، مثمنًا العمليات الإرهابية التي نفذوها خلال الفترات الماضية، وداعيًا إياهم لمواصلة استنزاف جميع مقدرات عدوهم البشرية والمادية واللوجيستية؛ لأن الحرب الطويلة مستمرة.


لم يكن حديث البغدادي سوى لفت نظر لأتباعه في جميع أنحاء العالم للأسلوب الجديد الذي ينتهجه التنظيم الإرهابي، وتوجيه مبطن لهم باتباع الأسلوب نفسه، وهو ما أكدت عليه صحيفة النبأ الداعشية التي يصدرها التنظيم الإرهابي أسبوعيًّا، وينشرها عبر الإنترنت.




«إسقاط المدن».. كيف

طريقة العمل


عبر 3 أعداد متواصل، أفردت «النبأ الداعشية» مساحة واسعة من صفحاتها لتقديم النصح للإرهابيين حول طريقة «إسقاط المدن مؤقتًا» الذي وصفته بأنه أسلوب يعتمد على الهجوم المباغت في مناطق تحظى بوجود عسكري وأمني ضعيف، في مقابل قوة التنظيم، بما يمكن الإرهابيين من تنفيذ ضربتهم ومن ثم الانسحاب سريعًا قبل وصول قوات الدعم.


وتعتمد الطريقة، على الضربات الخاطفة والانسحاب السريع، إذ لجأ التنظيم خلال هجومه على منطقة سبها العسكرية، وعلى بعض المناطق في حديثة العراقية، إلى شن هجمات خاطفة استغرقت 3 ساعات على الأكثر، والهروب مجددًا والتلاشي داخل الصحراء المترامية.




«إسقاط المدن».. كيف

الإخفاء والتمويه


يلجأ عناصر التنظيم الإرهابي إلى التسلل تحت جناح الظلام، الذي يتيح لهم الاختفاء بشكل كبير والهروب من الطائرات التي ربما توجد في ساعات النهار، والتمويه عبر ارتداء أزياء عسكرية تشبه أزياء القوات العسكرية أو الأمنية في المناطق التي ينشطون داخلها.


واستخدم التنظيم هذه الأزياء في العديد من المداهمات، ليوهم الأهالى بأن عناصره تابعين للجيش والشرطة كما حدث في العراق، خلال مرات عديدة.




«إسقاط المدن».. كيف

أهداف التكتيك الداعشي الجديد



يستخدم التنظيم الإرهابي التكتيك الجديد في إطار سعيه لتحقيق أهدافه المتمثلة في سلب الأموال أو ما يطلق عليه «الغنيمة»، واستهداف قوات حفظ النظام في المناطق التي يهاجمها، واستفزاز القوات النظامية لشن حملات كبيرة ضده بين الفينة والأخرى، لإرهاق القوات المحاربة له، إضافة لسعيه لإطلاق سراح عناصره المحتجزين، كما حدث داخل منطقة سبها العسكرية، عندما هاجم السجن العسكري وأطلق سراح 200 من المحتجزين بداخله.


ويهدف «إسقاط المدن مؤقتًا» إلى إضعاف الروح المعنوية لدى القوات المحاربة له، ونشر الرعب والهلع في صفوفها لكي تهرب من مواجهة عناصر داعش، وبالتالي يعود التنظيم من جديد للسيطرة على المدن التي خسرها خلال الفترة الماضية، كما حدث في مدينة الموصل العراقية عام 2014، حين هربت قطاعات كاملة من الجيش العراقي أمام 300 من مقاتلي التنظيم الإرهابي.





«إسقاط المدن».. كيف

تنفيذ الضربات الإرهابية



يعتمد التنظيم بشكل أساسي على جمع المعلومات حول المنطقة التي سيهاجمها، ويبتعد تمامًا عن المناطق التي توجد بها أعداد كبيرة من القوات المعادية له، لعلمه المسبق بعدم جدوى تلك الطريقة، لذا يلجأ للمناطق النائية التي يندر الوجود العسكري بها.


ويقسم التنظيم عناصره المشاركين في هذه العمليات إلى عدد من المجموعات «3 أو 4» غالبًا، وتقوم مجموعة منها بقطع الطرقات وزرع العبوات الناسفة عليها لإعاقة وصول أي قوات دعم للمنطقة التي يهاجمها التنظيم الإرهابي، بينما تقوم مجموعة اخرى بعمليات التمهيد النيراني والإسناد باستخدام مدفعية الهاون وغيرها، وتقوم المجموعة الثالثة باقتحام المنطقة المستهدفة، وسلب كل ما يمكنهم حمله والخروج سريعا منها، بينما يوكل إلى المجموعة الرابعة مهاجمة أية أهداف قد تظهر فائدتها لعناصر التنظيم الإرهابي خلال الهجوم.


واعتمد داعش، على هذه الطريقة عقب حملة إعادة الهيكلة الداخلية في التنظيم التي أطلقها البغدادي خلال الصيف الماضي، وتركز بالأساس، على عدم المكوث في مكان واحد وشن الهجمات الخاطفة والاعتماد على تكتيكات حرب العصابات بصورة أكبر، كما حدث في سبها والجفرة الليبيتان، مؤخرًا.

الكلمات المفتاحية

"