موقعة «نصرة الشريعة».. ثوار السودان في مواجهة السلفيين والإخوان

عقب صلاة الجمعة بمسجد «سيد
المرسلين»، احتشد مصلون سودانيون للتكبير؛ بعد أن أعلن إمام المسجد، عبد الحي
يوسف، تنظيم مسيرة جماهيرية، صباح الإثنين المقبل 29
أبريل؛ لنصرة الشريعة الإسلامية، داعيًا جميع السودانيين للمشاركة فيها.

وزعم «عبد الحي» أنه يجري الإعداد لدستور بواسطة قلة من جموع الشعب السوداني، تريد أن تفرضه على الأغلبية المسلمة، قائلًا:« إن إزالة الشريعة الإسلامية باطل ولا يحق لأحد تبديل دين الله»، محرضًا أتباعه على الذهاب للثوار المعتصمين أمام القيادة العامة، مضيفًا: «سندافع عن شرع الله ولو قتلنا في الشوارع وجاهزون للزود عنه».
ووجه أسئلة للمعتصمين أمام القيادة العامة للقوات المسلحة قائلا: «هل خرجتم تطالبون بتنحية الدين عن الحياة، هل خرجتم تطالبون بتحرير الدولة من الدين؟»، منتقدًا وثيقة تجمع المهنيين، تناولت هياكل الحكم وصناعة الدستور.
ويساند عبدالحي يوسف في هذه الدعوة جماعات متشددة منهم الداعشي محمد علي الجزولي، وزعيم السلفية الجهادية بالسودان، محمد عبد الكريم.

فيما دعت هيئة محامي دارفور في السودان، السبت 27 أبريل، إلى مقاضاة من وصفته بـ«المتكسب بالدين» عبدالحي يوسف؛ على خلفية دوره في مخطط لإثارة الفوضى الشاملة وإحداث البلبلة والفتنة الجنائية بالبلاد.
وقالت الهيئة: إنها رصدت خطبًا تحريضية له، كما تلقت معلومات تؤكد أنه لم يكتف بممارسة التحريض ودعوة الفتنة الجنائية، بل ظل يجتمع بفلول النظام البائد ويرتب للخروج في مسيرة ترفع فيها شعارات جماعات حركات الإسلام السياسي.
وفي ذات السياق حذر المجمع الصوفي العام في بيان له ممن أسماهم «دعاة الفتنة»، مشيرًا إلى أن الشريعة نظام متكامل منها المصالح المرسلة لشؤون الحياة ذلك الباب الذى يلج منه كل صاحب فكر وعقل، وبذلك تسير الحياة وتستقيم الأمور بلا إخلال بالأولويات، ودون تقديم المصلحة الخاصة على العامة، والمتوهمة على المتحققة، ما يؤثر سلبًا على المجتمع.
وأكد المجمع الصوفي في بيانه، أن الدين متجذر في قلوب السودانيين وحاضر بقوة في مجتمعهم بل هو المسير لشؤونهم، وإن المحاولات الدنيئة كما أسماها، التي تعمل على خلق حالة استقطاب حادة ووصاية دينية، تفرق بين أفراد المجتمع السوداني هذا مسلم وذاك كافر خدمة لأجندات سياسية، مرفوضة تمامًا، محذرًا من عواقبها الوخيمة.
وذيل بيانه بأن الدين تحميه الأخلاق والقيم، ولا يحميه الكبت والقهر والشعارات الخلابة والكاذبة، وينمو ويزدهر في أرض العدل لا في بؤرة الفساد والظلم.