يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

الراديكاليات الدينية في نيجيريا.. صراعات طائفية أم تعاون سياسي؟

الجمعة 21/سبتمبر/2018 - 12:20 م
المرجع
محمد الدابولي
طباعة
الراديكاليات الدينية

منذ سقوط خلافة سوكوتو الإسلامية في عام 1902 ظل حلم إعادة إحيائها من جديد الشغل الشاغل للقيادات الإسلاموية النيجيرية، حيث رفعت العديد من القيادات الإسلاموية في نيجيريا شعارات تطالب بضرورة عودة الخلافة الإسلامية وفرضها في بلد يتسم بالتعددية الإثنية والدينية، وهو ما لقي معارضة شديدة من أتباع الديانات الأخرى المنتشرة في نيجيريا كالمسيحية والديانات الوضعية.

إزاء هذا الحلم الإسلاموي خاضت نيجيريا عقودًا متواصلة من أعمال العنف المسلح الذي توج في النهاية بأقصي مراحل التطرف والإرهاب، حيث تنظيم بوكو حرام الذي يرتع في مناطق شمال نيجيريا بالقرب من بحيرة تشاد، وأيضًا تنظيم الحركة الإسلامية (شيعية المذهب) في مدينة زاريا شمال نيجيريا.

التجربة الراديكالية في نيجيريا غنية بالحركات الإسلاموية التقليدية كـ«بوكو حرام» والحركات الراديكالية المسيحية والشيعية، فالراديكالية المسيحية متأصلة في المجتمع النيجيري منذ استقلالها في ستينيات القرن الماضي، أما الراديكالية الشيعية فنشأت بعد نجاح نظام الولي الفقيه في إيجاد موطئ قدم له في نيجيريا عبر تشييع ملايين من مسلمي نيجيريا.


وجود الراديكاليات الثلاثة المتطرفة في الداخل النيجيري يحمل العديد من التداعيات والأبعاد السلبية على مستقبل النظام السياسي في نيجيريا من ناحية، ويدل علي تنامي مؤشر العنف والإرهاب ليس في نيجيريا فقط بل أيضًا في منطقة الغرب الأفريقي، لذا ستحاول الدراسة التركيز على :

·        محددات البعد الديني.

·        أبرز الجماعات الراديكالية في نيجيريا
الراديكاليات الدينية

أولا ـ محددات البعد الديني في نيجيريا:

الخلاف حول التعداد:

تحقق الاستقلال النيجيري عام 1960 علي واقع سياسي واجتماعي يتسم بالانقسام الإثني والديني، فنيجيريا تشهد انقسامًا كبيرًا بين أتباع الديانات الإسلامية والمسيحية والديانات التقليدية، وتختلف العديد من المصادر في تحديد الأوزان النسبية لأتباع أي ديانة في نيجيريا نظرًا لعدم إجراء تعداد رسمي([1]) في نيجيريا منذ الاستقلال يرصد الأوزان النسبية لأتباع تلك الديانات.([2])


إزاء عدم وجود تعداد واضح المعالم في نيجيريا نجد أن العديد من المصادر المحسوبة على المسيحيين تحاول إعلاء تعداد المسيحيين وتقليل نسبة المسلمين أما المصادر المحسوبة على المسلمين فتحاول إظهار العكس.([3])

أوضح تعداد 1963 أن نسبة المسلمين في المجتمع النيجيري بلغت نحو47% في حين كانت نسبة المسيحيين نحو 35.5 % ، أما أتباع الديانات الأخري فتجاوزت نسبتهم 18.3%.([4])

تتميز التجربة النيجيرية بتمدد نسب المسلمين والمسيحيين على حساب أتباع الديانات التقليدية، وهو ما يفسر تناقص أتباع الديانات التقليدية في نيجيريا خلال الفترة الأخيرة.([5])

 جماعة الهوسا الفولاني
جماعة الهوسا الفولاني

التقاطع الإثني الديني:

يبلغ عدد الجماعات الإثنية في نيجيريا نحو 250 جماعة إثنية طبقًا للتعداد الصادر في عام 1963 ورغم هذا التنوع الإثني الكبير لكن الكثير من الباحثين يقسم الجماعات الإثنية في نيجيريا إلى ثلاث جماعات رئيسية وهي كالتالي([6]):

· جماعة الهوسا الفولاني: تقطن مناطق شمال نيجيريا وتبلغ نسبتها نحو 29.5 % من إجمالي عدد السكان ويدين معظمها بالإسلام.([7])

· جماعة اليوربا: تقطن في المناطق الواقعة جنوب غرب نيجيريا ويدينون بالإسلام والمسيحية مناصفة ويبلغ تعدادهم نحو 20.3 % .

· جماعة الإيبو: تقطن المناطق الواقعة في الجنوب الشرقي النيجيري وتدين بالمسيحية وتبلغ نحو 16.6 % من إجمالي السكان.

·أما باقي نسبة السكان فمتشرذمون على عدد كبير من الجماعات الإثنية المتفرقة ويدينون يا إما بالديانات التقليدية أو المسيحية أو الإسلام.([8])
مسلمو نيجيريا
مسلمو نيجيريا

الانقسام المذهبي:

علاوة على الانقسام الإثني والديني الذي تعاني منه نيجيريا تعاني أيضًا من حالة التشرذم المذهبي داخل أتباع الديانة الواحدة، فمثلًا المسلمون في نيجيريا منقسمون مذهبيًا وإثنيًا حيث:

·يعتقد مسلمو الهوسا أن عقيدة مسلمي اليوربا منحرفة ولا ينتمون إلى الدين الإسلامي وأنهم أقرب للوثنية ([9]).

·يعاني مسلمو الهوسا أنفسهم من حالة تشرذم مذهبي ما بين سني وشيعي، حيث بدأ المذهب الشيعى في التمدد في المجتمع النيجيري منذ ثمانينيات القرن العشرين.

·أما الطرق الصوفية فتنقسم بين أتباع الطريقة التيجانية والطريقة الجيلانية([10]).

·يشهد مسلمو نيجيريا أيضًا صراعًا بين الصوفية ككل والسلفيين.


أما المسيحيون في نيجيريا فيعانون من التمايزات المذهبية  بين كنائس الكاثوليك والبروتستانت والكنائس المحلية المعروفة باسم كنائس ألادورا، لذا نستنتج أن الوضع الديني في نيجيريا يتميز بالانقسام الشديد بين الديانات المختلفة وداخل أتباع الديانة الواحدة والمذهب الواحد، ومما لا شك فيه أن هذا التشرذهم الديني والمذهبي كان سببًا في تفشي الظاهرة الإرهابية في نيجيريا([11]).
صراعات طائفية في
صراعات طائفية في نيجيريا
العنف الديني:

تعد نيجيريا من الدول الأفريقية التي شهدت صراعًا وتنافسًا دينيًّا بين المسلمين والمسيحيين للسيطرة على السلطة والحكم منذ الاستقلال، فمنذ الاستقلال في عام 1960 ظهرت بوادر الخلافات الدينية الشديدة بين الشمال النيجيري المسلم والجنوب المسيحي في العديد من الأمور من أهمها:

·تطبيق الشريعة الإسلامية: حرصت الولايات الشمالية على تطبيق الشريعة الإسلامية، في حين رفض الجنوب الذي يسيطر عليه المسيحيون والوثنيون تطبيق الشريعة الإسلامية.([12])

·الاعتراف بإسرائيل: تعد مسألة الاعتراف بإسرائيل من أهم الخلافات بين المسلمين والمسيحيين في نيجيريا، ففي الوقت الذي حرص فيه المسلمون على عدم الاعتراف بإسرائيل نجد أن الجنوبيين المسيحيين كانت تربطهم علاقات وثيقة بالجانب الإسرائيلي([13]).

على إثر هذا الخلاف بين المسلمين والمسيحيين حدث انقلاب عسكري دموي في 15 يناير 1966 بقيادة «أيرونسي» تولى على إثره الضباط العسكريون المحسوبون على الجماعات الجنوبية المسيحية مما أدي لحدوث اضطرابات عنيفة في الإقليم الشمالي المسلم أدت إلى انقلاب عسكري ثاني دموي في يوليو من العام نفسه تم فيه اختطاف قائد الانقلاب الأول الجنرال «أيرونسي» وقتله.([14])

بعد الانقلابين العسكريين الأول والثاني استمر العنف الديني في نيجيريا إلا أنه اتخذ أنماطًا مغايرة للانقلابات العسكرية، فالانقلابات العسكرية التي تمت بعد ذلك في نيجيريا كانت لأسباب أخرى أغلبها كان اقتصاديًّا وليس دينيًّا،  فيما اتخذت الاضطرابات الدينية أنماطًا مختلفة مثل:

§ تشكيل الحركات الإسلاموية المتشددة: مثل جمعية الطلاب المسلمين التي أنشئت في العام 1954، وجماعة إزالة البدعة وإقامة السنة (الرافد الرئيسي لحركة بوكو حرام) التي أنشئت في العام 1978 في مدينة جوس شمالي نيجيريا والتي تحاكي نظراءها تقريبًا في العالم العربي والاسلامي خاصة من ناحية المنهاجية([15]).

§ رفض العلمانية: الدستور النيجيري ينص على حق كل شخص في الاعتقاد، وبالتالي أقر الدستور النيجيري مبدأ العلمانية كأسلوب للحكم بين الجماعات الدينية المختلفة في نيجيريا، وهو ما رفضه الأصوليون المسلمون؛ حيث كانت لهم محاولات لتطبيق الشريعة الإسلامية في بداية الاستقلال وإنشاء محاكم شرعية في نيجيريا، وتضمين الدستور مواد تنص على ذلك إلا أن واضعي الدستور رفضوا ذلك.

§ سياسة الأرض المحروقة «التهديد بالحرب الطائفية»: اتخذ العنف الديني في نيجيريا أبعادًا أكثر تطرفًا وصلت إلى حد التهديد بالحرب الطائفية فمثلًا حذر الداعية السلفي «أبوبكر الجومي» مؤسس حركة «إزالة البدعة وإقامة السنة» في عام 1987 من تولي المسيحيين رئاسة السلطة حيث لن يسمح المسلمون في الشمال من نجاح مسيحي في الانتخابات الرئاسية، وعليه رد كبير أساقفة مدينة لاجوس بأن المسيحيين سيتحركون وسيحرقون الدولة، لأن الحرب هنا ستكون حربًا دينية لن يوقفها أحد([16]).
الصراعات الطائفية
الصراعات الطائفية في نيجيريا

 في الألفية الجديدة اتخذ العنف الديني أنماطًا وتطورات مختلفة، فمنذ إنشاء حركة بوكو حرام اكتسب العنف الديني في نيجيريا طابعًا دوليًّا وإقليميًّا بعد أن كان محليًا، فخطر الحركة لم يعد يهدد وحدة وسلامة المجتمع النيجيري فقط بل أصبح يهدد كيان باقي الدول في إقليم غرب أفريقيا مما استدعى تدخلات من دول الإقليم إلى المشاركة في عمليات عسكرية لدحر التنظيم ووقف تمدده خارج الحدود النيجيرية.

بالتزامن مع صعود حركة بوكو حرام تزايدت احتمالات العنف التي قد تسببها الحركة الإسلامية الشيعية المحسوبة على إيران، حتى وصل الأمر إلى ذروته في عام 2015، حين حدثت مواجهات دامية بين الجيش النيجيري وأتباع الحركة في مدينة زاريا، معقل الحركة ورئيسها الشيخ إبراهيم الزكزاكي.   

في تطور آخر لتصاعد مد العنف الديني في المجتمع النيجيري ظهرت العديد من التنظيمات الراديكالية المتعصبة المسيحية متخذة من شعارات حماية المسيحيين من هجمات بوكو حرام شعارًا لها ومن أهم تلك الجماعات جماعة "AKHWAT AKWOP".


ثانيا ـ خريطة الجماعات الراديكالية:

أ ـ الراديكالية السنية:

تختلف التجربة النيجيرية في ما يخص تنامي التيار الراديكالي السلفي بها عن بقية الدول العربية والإسلامية، فالسلفية بمفهومها الحالي عرفت طريقها إلى المجتمع النيجيري منذ أكثر من مائتي عام، فتقريبًا نيجيريا هى أول دولة طبقت المنهج الإسلاموي الراديكالي.

تعود علاقة السلفية بالمجتمع النيجيري إلى لقاء تم بين الشيخ «محمد بن عبدالوهاب» (1703 ـ 1792) والشيخ عثمان بن فودي([17]) (1754 ـ 1818) أثناء أحد مواسم الحج ومن المرجح أن الشيخ «بن فودي» تأثر بأفكار محمد بن عبدالوهاب وسعى إلى تطبيقها على مسلمي غرب أفريقيا في المنطقة الواقعة شمال نيجيريا حاليًا([18]).

ابن فودي
ابن فودي


من دلائل تشبع «بن فودي» بالتيار الفكري الأصولي ما يلي:

v تكفير المجتمع: حيث قسم المجمتع في إمارة غوبر الإسلامية التي نشأ فيها إلى ثلاثة أقسام أولها من يظهر الإسلام قولًا وعملًا ولايتبع المنكرات، أما القسم الثاني فهو الذي يخلط بين الاسلام والبدع، ويرى ابن فودي أن هذا القسم كافر، أما النوع الثالث فهم غير المسلمين، وهم كفار بطبيعة الحال، ونستنتج من هذا أن ابن فودي أسبق من سيد قطب في ادعاء جاهلية المجتمع.([19])

v تحصين التعليم: لجأ ابن فودي إلى تحصين التعليم الشرعي من البدع والخرافات والاقتصار على العلم الشرعي فقط، وهو ما يتطابق حاليًا مع سلوكيات الجماعات الراديكالية الإسلاموية التي تكن لنظم التعليم عدائية واضحة، وخير مثال على ذلك حركة بوكو حرام التي تعني التعليم الغربي حرام.

v جماعة المخلصين: لجأ ابن فودي إلى تكوين جماعته الخاصة من المقربين له في القبيلة والاعتماد عليهم في نشر دعوته الدينية والسياسية التى انتهت بإنشاء خلافة سوكوتو الإسلامية في غرب أفريقيا.([20])

v إحياء الجهاد الإسلامي:  أعلن ابن فودي فريضة الجهاد الإسلامي في مناطق الهوسا لتطبيق الدين الإسلامي وفرض اللغة العربية كلغة رسمية في تلك المناطق وإعلان قيام الخلافة الإسلامية.

v إعلان قيام الدولة الإسلامية: نجح عثمان بن فودي في تأسيس دولته الإسلامية، خلافة سوكوتو الإسلامية (1804 ـ 1903) في شمال نيجيريا حاليًا؛ حيث بويع من قبل أتباعه أميرًا للمؤمنين، وشرع بعد ذلك في ضم المناطق والمدن المجاورة لذا يمكن اعتبار أن خلافة سوكوتو هو محاولة مبكرة جدًا لتأسيس خلافة إسلامية وفق المنظور الأصولي الجهادي الذي نلمسه اليوم.([21])

شكلت أفكار عثمان فودي تراثاً فكريًا هامًا للمسلمين في الداخل النيجيري اعتبرت فيما بعد المرجعية لمعظم التيارات الإسلاموية النيجيرية، فيما بقى حلم إحياء خلافة سوكوتو وتطبيق الشريعة الإسلامية الشغل الشاغل لمسلمي الهوسا منذ الاستقلال.
أحمد بلو
أحمد بلو


أحمد بلو وإحياء الراديكالية الدينية في نيجيريا([22]):

 كان أول رئيس للوزراء في نيجيريا بعد الاستقلال «أحمد بلو([23])» كان يرى ضرورة أن تكون نيجيريا دولة إسلامية تطبق الشريعة الإسلامية حتى لو أدي ذلك لانفصال الشمال عن الجنوب النيجيري.([24])

§ رفض التعليم الغربى: لم تأت فكرة رفض التعليم الغربي والتي بناء عليها تأسست حركة بوكو حرام من فراغ، فالتراث الإسلاموي النيجيري حافل بالتجارب السابقة التي ترفض التعليم الغربي من ناحية، وتأسيس مدارس لتعليم الدين الإسلامي فقط، فمثلا عثمان بن فودي عمل على نشر المدارس الدينية في أنحاء خلافة سوكوتو.

أما رئيس الوزراء الأسبق «أحمد بلو» فعمل على تأسيس المدارس القرآنية، فخلال الحملة الانتخابية له في انتخابات 1959 أكد «بلو» أهمية تقديم الدعم للمدارس القرآنية في المجتمع النيجيري لمواجهة المدارس الغربية، كما كان يرى ضرورة سمو التعليم العربي والإسلامي في نيجيريا.([25])

§ تأسيس الجماعات الأصولية: أسس «بلو» جماعة نصر الإسلام التي تعد المنبع الرئيس لتنظيمات الإسلام الحركي في نيجيريا حيث انبثقت عنها العديد من الحركات الأخرى، فمثلا ضمت الجماعة كلًا من «أبوبكر جومي» و«إبراهيم الزكزاكي» اللذين انشقا عن الجماعة وكونا جمعية إزالة البدعة (سلفية التوجه) والحركة الإسلامية (شيعية التوجه).
  جمعية أنصار الدين
جمعية أنصار الدين


أبرز الجماعات الراديكالية السنية في نيجيريا:

Ø  جمعية أنصارالدين: تأسست في العام 1923 في لاجوس وتضم في كنفها مسلمي اليوربا، وتعمل على إنشاء معاهد التعليم الديني وإعداد الأئمة والوعاظ ويرأسها حاليًا «الحاج لطيف ألوفيمي أوكونو»، وتؤكد الجماعة في العديد من المواقف عدم انخراطها في العمل السياسي وتبنيها القضايا التعليمية والدينية من خلال إنشاء المعاهد التربوية والتعليمية التي تخطت مائة معهد ومدرسة([26]).

Ø  جماعة نصرالإسلام : أنشئت في نيجيريا عام 1962 في ولاية كادونا، وضمت في كنفها العديد من الرموز الإسلامية النيجيرية مثل الشيخ «أبوبكر جومي([27])» وأول رئيس وزراء لنيجيريا «أحمد بيللو([28])» وضمت الجماعة خليطًا من التيارات الصوفية المعتدلة وبعض السلفيين والإصلاحيين، لكن بعد اغتيال بيللو 1966 إثر أول انقلاب عسكري في نيجيريا، استقال «جومي» من الجماعة وكون جماعة «إزالة البدعة وإقامة السنة» ومحاربة الفكر الصوفي من منطلقات سلفية وهابية متشددة.([29])

هدفت الجماعة إلى  نشر الإسلام في كل أرجاء نيجيريا وجعل نيجيريا دولة اسلامية فقط، وهو ما تسبب في معارضة أصحاب الديانات الأخرى المسيحيين والديانات التقليدية، وهو ما أدي إلى أول انقلاب عسكري في يناير 1966 ومقتل أحمد بيللو رئيس الوزراء.

Ø  جمعية الطلبة المسلمين: تأسست الجمعية في عام 1954 كحركة طلابية تراعي أحوال الطلبة المسلمين خاصة أبناء جماعة اليوربا، تأسست في جامعة إيبادان، إلا أن تأثير الجمعية لم يقتصر فقط على الطلاب المسلمين اليوربيين بل امتد نشاطها إلي شمال نيجيريا حيث جماعة الهوسا الفولاني وامتد نشاطها إلى جامعة أحمد بيللو.[30]

على الرغم من الطابع الطلابي الذي اتسمت به الجمعية فكان لها دور في بعض الاضطرابات والاحتجاجات السياسية بالاضافة إلى ذلك خرج من تحت مظلتها العديد من الجماعات الراديكالية الإسلامية السنية والشيعية مثل «حركة إزالة البدعة وإقامة السنة» سلفية التوجه و«الحركة الإسلامية» بقيادة إبراهيم الزكزاكي شيعيو التوجه.

Ø  جماعة إزالة البدعة وإقامة السنة: تعد من أهم الجماعات الدينية السلفية المتشددة في نيجيريا، أنشئت من أجل مواجهة ومحاربة فكر وممارسات الجماعات الصوفية (القادرية ـ التيجانية) والعودة للتمسك بالسنة النبوية والابتعاد عن المظاهر الشركية التي انتشرت في نيجيريا بفضل الحركات والجماعات الصوفية.[31]

أسسها قاضي القضاة في شمال نيجيريا «أبو بكر جومي» عام 1978  ورأسها «إسماعيل إدريس» وتنتمي الجماعة إلي الفكر الوهابي المعادي للصوفية والعقائد والأديان المخالفة له، وانقسمت الجماعة  حاليًا إلى فرقتين إحداهما في كادونا والأخرى في جوس، وسبق أن قام أنصار الحركة بأعمال العنف التي ارتكبت في كادونا وجوس.

Ø جماعة تعاون المسلمين: تأسست الجماعة في عام 1994 في مدينة «إيوو» علي يد «داوود عمران ملاسا» وتنتمي فكريًا إلى التيار الأصولي الإسلامي الذي يريد عودة الخلافة الإسلامية، فالشعار الرسمي للجماعة «دعوة الإسلام والتمكين والخلافة» ويري «ملاسا» ضرورة إنهاء حكم المسيحيين في نيجيريا، ويتهم الرئيس النيجيري السابق «أوباسنجو» بتمكين المسيحيين من كل الوظائف السياسية والإعلامية المهمة في نيجيريا.

ترى الجمعية وجوب إزالة حكم المسيحيين والعودة إلي الحكم الإسلامي السائد قبل قدوم الاحتلال البريطاني، وتتبني الجماعة قضية القدس كقضية إسلامية عالمية من أجل مخاطبة المسلمين في كل الأقطار الإسلامية([32]) وأسست «مركز القدس الإسلامي للإعلام» في ديسمبر 2005.([33])

Ø المجلس النيجيري الأعلي للشؤون الإسلامية: تأسس في عام 1974 عقب انعقاد مؤتمر الجمعيات والتنظيمات الإسلامية في ليبيا من أجل توحيد الحركات والتنظيمات الإسلامية في نيجيريا، ولعبت جماعة نصر الإسلام دورًا رئيسيًّا في إنشاء المجلس.

يقع المقر الرئيسي للمجلس في العاصمة النيجيرية أبوجا، ويرأس المجلس سلطان سكوكوتو على أن يكون شيخ بورنو نائبًا له ويهدف المجلس إلي:

1.  حماية مصالح المسلمين في نيجيريا.

2. تعزيز الأخوة والوحدة بين المسلمين.

3. إنشاء إدارة  لمراعاة شؤون المساجد في نيجيريا.

4. التواصل مع الحكومة النيجيرية فيما يخص مصالح المسلمين.

5. إنشاء المؤسسات التعليمية والتربوية الإسلامية.

Ø جمعية المؤتمر الإسلامي: انشقت تلك الجمعية عن جمعية الطلبة المسلمين، ومن أهدافها وتحركاتها السياسية توعية المسلمين بالانتخابات العامة في نيجيريا.

Ø جماعة أهل السنة والجهاد «بوكو حرام» : الأبرز حاليًا على الساحة الراديكالية الدينية لنجاحها في إخراج العديد من الأقاليم الشمالية النيجيرية خارج سيطرة الحكومة الفيدرالية وتوجيها تهديدات قوية ليس فقط للحكومة النيجيرية بل أيضًا للمسيحيين وكل دول إقليم غرب أفريقيا.

تأسست تقريبًا في عام 2001 في ولاية بورنو على يد محمد يوسف، إلا أن ظهورها العلني كان في عام 2009 حينما قادت تمردًا ضد الحكومة الفيدرالية أدي في النهاية إلي تدخل الجيش النيجيري وقتل مؤسس الجماعة «محمد يوسف».

«محمد يوسف» مؤسس الجماعة تأثر فكريًا بأفكار سيد قطب وأبو الأعلى المودوي وتتلمذ على يد الشيخ "إبراهيم الزكزاكي رائد التشيع في نيجيريا، إلا أنه انشق عنه بعد إعلان تشيعه وأسس حركة بوكو حرام التي تعني باللغة الهوساوية التعليم الغربي حرام.

وصل صيت تلك الجماعة للأفق في عام 2011 حينما استهدفت مقر الأمم المتحدة بأبوجا مما أدي إلى مقتل نحو 25 شخصًا، فضلًا عن الهجمات المتزامنة على مراكز الشرطة والكنائس في نيجيريا يوم 6 نوفمبر 2011([34])

 تواصلت هجمات بوكو حرام ضد مقرات الحكومة النيجيرية واستهداف المسيحيين عبر خطف السيدات وقتلهم، وفي مارس 2015 أعلن التنظيم البيعة لتنظيم داعش تحت مسمي ولاية غرب أفريقيا وقبل التنظيم تلك البيعة، إلا أنه أثير العديد من الأقاويل حول تذبذب زعيم الجماعة «أبوبكر شيكاو» في البيعة وموالته للقاعدة مما أدي إلى عزله من منصبه وتولية أبي مصعب البرناوي واليًا على ولاية عرب أفريقيا.
الشيعة في نيجيريا
الشيعة في نيجيريا

ب ـ الراديكالية الشيعية:

اعتمدت إيران على الجالية اللبنانية الموجودة في غرب أفريقيا في نشر التشيع، كما استغلت انتشار الطرق الصوفية كالتيجانية والقادرية من أـجل التغلغل في المجتمع النيجيري نظرًا للتقارب في بعض المعتقدات بين الصوفية والشيعة.

نجحت إيران في تشييع ما يقارب 8 ملايين مواطن نيجيري خاصة في مدينة زاريا معقل إبراهيم الزكزاكي رائد عملية التشيع في نيجيريا، تقلب الزكزاكي في صفوف الجماعات الإسلاموية، فمن جمعية الطلاب المسلمين المحسوبة على الفكر الإخواني إلى التشيع وتأسيس «الحركة الإسلامية» الشيعية. 

تؤمن «الحركة الإسلامية في نيجيريا» بنموذج ولاية الفقيه الذي يقوم على فكرة إقامة الدولة الإسلامية الكبرى وعاصمتها طهران وحاكمها المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الموجود في طهران، فضلًا عن ذلك الإيمان بكل المعتقدات الدينية الشيعية كعودة الإمام الغائب وخلافه.

لم تختلف «الحركة الإسلامية» عن بقية التنظيمات الشيعية في المشرق العربي من حيث الحركة، حيث عمدت إلى إنشاء ميليشيا عسكرية مسلحة بالإضافة إلى منظمات تنموية واجتماعية، وذلك بهدف فرض الواقع الشيعي في المجتمع النيجيري بالقوة الصلبة والناعمة.

من أهم المؤسسات الشيعية التابعة للحركة:

· مؤسسة الشهداء: تأسست عام 1992 وهدفت إلي رعاية أسر الشهداء والأرامل.

· مؤسسة الزهراء: تأسست في عام 2010 وهدفت إلي تقديم كل الخدمات الإجتماعية والمدنية إلي المجتمع النيجيري كحفر الآبار ودعم الفقراء.

أدى الصعود الإسلاموي الشيعي في نيجيريا إلى تعقيد الأزمة الدينية في نيجيريا، فبعد أن كانت الأزمة تنحصر في المواجهات بين المسلمين والمسيحيين تمت إضافة بعد مذهبي آخر إليها وهو المواجهة بين السنة والشيعة.

خلال السنوات الأربع الماضية تصاعدت حدة المواجهات المذهبية في نيجيريا، ففي نوفمبر 2015 استهدفت مسيرة احتفالية بذكرى عاشوراء بواسطة حزام ناسف مما أدي إلى مقتل 22 شخصًا، وفي ديسمبر 2015 وقعت المواجهة بين أتباع التنظيم والجيش النيجيري على خلفية اتهامات للحركة بتدبير محاولة اغتيال رئيس الأركان، الأمر الذي أدي إلى مهاجمة الجيش النيجيري لمدينة زاريا والقبض على الشيخ الزكزاكي، الأمر الذي أدي إلى مقتل المئات من أنصار الحركة من أبرزهم نجل الزكزاكي.

إحدى الكنائس في نيجيريا
إحدى الكنائس في نيجيريا


ج ـ الراديكالية المسيحية:

يشهد المجتمع المسيحي النيجيري حركة أصولية كبيرة بدأت تتبلور في السبعينيات ومستمرة إلى اليوم، وتعاظمت آثارها مؤخرًا بعد الهجمات التي يتعرض لها المسيحيون من قبل تنظيم بوكو حرام، ومن أهم تلك الحركات «حركة المولود من جديد The Born Again movement».

v حركة المولود من جديد[35]: ظهرت حركة أصولية في سبعينيات القرن العشرين كحركة طلابية في الجامعات النيجيرية، وتقوم تلك الحركة على أسس ومبادئ الإحياء والتطهير الديني وإصلاح العقيدة المسيحية التي أصابها الانحراف.

رفعت الحركة شعار «المسيح هو الحل» باعتبار أن العودة للمسيح ستكون المخرج من كل المشكلات الاجتماعية والسياسية التي يعانى منها المجتمع النيجيري، المثير للأمر أن مبادئ الحركة تتشابه تقريبًا في الممارسة والفكر مع الحركات الإسلاموية.

فالحركات الإسلاموية بدأت هي الأخرى كحركات طلابية في الجامعات مثل جمعية الطلبة المسلمين، كما تتشابه الحركات الإسلاموية والمسيحية في ادعاء الحقيقة المطلقة وأنهم السبيل للخلاص من كل المشكلات التي يعاني منها المجتمع، كما يتشابه الطرفان في رغبتهما في الوصول إلى مرحلة النقاء الديني والمذهبي فكلاهما يريد نيجيريا له وحده إما إسلامية أو مسيحية.

v حركة " Akhwat Akwop": تعد من الجماعات الراديكالية المسيحية حديثة النشأة نوعًا ما، حيث تم اكتشاف أمرها في أغسطس 2011 عندما ألقت شرطة ولاية كادونا القبض على عناصر الحركة في أحد المعسكرات الخاصة بها.([36])

ادعت الحركة أنه أنشئت بغرض حماية المسيحيين ومواجهة هجمات بوكو حرام على المدنيين، ووجهت بعض التهديدات باستهداف بوكو حرام إلى أن الشرطة النيجيرية اكتشفت أمرها.

وختامًا بعد استعراض محددات البعد الديني في نيجيريا وأبرز الجماعات الراديكالية الدينية في نيجيريا يتبقى لنا الإجابة عن التساؤل الذي طرحته الدراسة وهو: هل العلاقات بين تلك الجماعات كانت صراعية أم تعاونية؟، باستقراء العلاقات بين تلك الجماعات نستنتج أن العلاقات بين الجماعات الراديكالية دومًا تعاونية وليست صراعية (فالتطرف دائمًا يوجد التطرف المقابل) حيث إن كلًا منها يكون سببًا لوجود الآخر، فالجماعات الراديكالية المسيحية نشأت بسبب تفشي الراديكالية الإسلامية والعكس صحيح.

 لذا لم نجد ولن نجد أية عمليات قامت بها راديكاليات مسيحية تستهدف قيادات ومعسكرات بوكو حرام، كما لم نجد عمليات قامت بها بوكو حرام من أجل استهداف قيادات تنظيمات راديكالية مسيحية أو حتي شيعية، فكل الحركات تحاول الاستفادة من وجود الحركات المضادة لها فكريًا، لذا من المتوقع أن في المستقبل القريب أن يظل الوضع قائمًا كما هو عليه من التعاون الخفي بين الجانبين.
الراديكالية في المجتمع
الراديكالية في المجتمع النيجيري


وأخيرًا يرجع السبب في تفشي الظاهرة الراديكالية في المجتمع النيجيري إلى:

§  فشل كلا الطرفين المسلمين والمسيحيين في إيجاد صيغة للعيش والتعاون المشترك تحت لواء الفيدرالية الوطنية، فالمسلمون يرون أن دولتهم امتداد لخلافة سوكوتو الإسلامية، والمسيحيون يرون أنفسهم جزءًا من دولة يتشارك معهم المسلمون، وهو ما حدث في محاولة استقلال إقليم بيافرا 1967 ـ 1970.

§ فشل حكام الولايات الشمالية التي يتعايش فيها المسلمون والمسيحيون في الوصول إلى صيغة ما تحقن دماء الجميع، ففي أوقات كثيرة كان حكام الولايات هم مشعلي نار الفتنة الطائفية في تلك المدن خاصة حكام ولايات كادونا وجوس([37]).

§ الدعم الخارجي: من أهم أسباب العنف الديني في نيجيريا، ففي المرحلة الأخيرة شكل الشيعة عاملًا قويًا لازدياد العنف الديني في المجتمع، ويعتمد الشيعة في نيجيريا على الدعم الممنوح لهم من النظام الإيراني.

§ الخطاب التحريضي: يتميز الخطاب الديني المسيحي والإسلامي بالتحريض الشديد ضد الآخر ودعوات القتال والتطهير العرقي والديني.

وفي النهاية ستقود تداعيات الظاهرة الراديكالية الدولة النيجيرية إلى الهاوية وتحولها إلي دولة فاشلة يحكمها أمراء الحرب في وضع أشبه بالحالة الصومالية بعد سقوط نظام سياد بري، بل من الممكن أن تمتد تداعيات الظاهرة الراديكالية النيجيرية إلي دول غرب أفريقيا نظرًا للأهمية المحورية التي تمثلها نيجيريا.
الراديكاليات الدينية



[1]  ـ أجرى أول تعداد رسمي في نيجيريا في عام 1962 لكنه ألغي  وأعيد إجراؤه في عام 1963 لكن صاحبه الكثير من الاتهامات حول عدم دقة بياناته خاصة بوضع الإثنيات والدين في نيجيريا، وفي عام 1991 أجرى ثاني تعداد لكنه لم يتضمن البعد الديني.

[2]  ـ  صبحي علي قنصوة، الدين والسياسة في نيجيريا (القاهرة : كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، برنامج الدراسات المصرية الأفريقية، 2004) ص 13.

[3]  ـ المرجع السابق.

[4] ـ المرجع السابق.

[5]  ـ المرجع السابق.

[6]  ـ إبراهيم أحمد نصر الدين، دراسات في النظم السياسية الأفريقية (القاهرة : دار اكتشاف، الطبعة الأولي، 2010) ص ص 274 ـ 275.

[7]  ـ نفسه.

[8]  ـ نفسه.

[9]  ـ صبحى قنصوة، مرجع سبق ذكره، ص ص 26 ـ 28.

[10]  ـ المرجع السابق.

[11]  ـ المرجع السابق.

[12]  ـ إبراهيم نصر الدين مرجع سبق ذكره، ص  290.

[13]  ـ المرجع السابق ص  292.

[14]  ـ المرجع السابق ص 289.

[15]  ـ صبحي قنصوه، مرجع سبق  ذكره

[16]  ـ ابراهيم نصر الدين، مرجع سبق ذكره، ص 327.

[17]  ـ الشيخ عثمان بن فودي (1754 ـ 1818) هو عالم ديني نيجيريا ولد في إحدى القرى في شمال نيجيريا وعمل ابن فودي على توحيد القبائل المسلمة في غرب أفريقيا، خاصة قبائل الهوسا وتأسيس خلافة سوكوتو الإسلامية التي سقطت على يد الاحتلال الإنجليزي لنجيريا في العام  1902، عمل ابن فودي على دعوة القبائل المسلمة والوثنية إلى الدين الإسلامي وتصحيح الدين الإسلامي من البدع والخرافات.



عثمان بن فودي
عثمان بن فودي

هناك العديد من المصادر ومنها المصدر السابق تؤكد أن عثمان بن فودي التقي محمد بن عبدالوهاب وتلقى عنه علوم الدين والفقه في حين أن هناك مصادر أخرى تؤكد أن ابن فودي كان صوفيّ الهوى سلفي العقيدة، لذا رأي الباحث اتباع فرضية تأثر ابن فودي بمحمد بن عبدالوهاب للتقارب الشديد في الممارسات والأفكار بين الشيخين.

[19]  ـ محمد الثانى عمر موسى، «الشيخ عثمان بن فودي والطريق لاستعادة الهوية» في مجلة قراءات أفريقية (لندن: المنتدى الإسلامي، العدد الأول المجلد الأول، أكتوبر 2004) ص 34.

[20]  ـ المرجع السابق

[21]  ـ تامر بدر، مرجع سبق ذكره

[23]  ـ يعد أحمد بلو المولود في عام  1909 أحد أحفاد مؤسس خلافة سوكوتو الإسلامية عثمان بن فودي، وقام بتأسيس حزب الشّعب الشّمالي عام 1949م ليكون ممثلًا للأغلبية الشمالية المسلمة ويعد حزب الشعب من أول الأحزاب الإسلاموية التي أنشئت في القرن العشرين، حيث كانت أهداف الحزب تطبيق الشريعة الإسلامية واحترام العدادات والتقاليد الإسلامية.

[24]  ـ فكرة الدولة الإسلامية النقية الخالية من المذاهب والمعتقدات سيطرت بشكل كبير على منظري التيار الإسلام الحركي فأحمد بلو طالب بانفصال الجنوب عن الشمال في نيجيريا من أجل تطبيق الشريعة وهو الأمر الذي تكرر مرة أخرى لكن في السودان حيث رفعت جماعة الإخوان في السودان شعار «فليذهب الجنوب إلى الجحيم حينها نستطيع تطبيق السودان الذي نريد والمحتكم للشريعة الإسلامية»، يمكن مراجعة :

باسم رزق مرزوق، الهوية الأفريقية في الفكر السياسي الأفريقي (القاهرة : المكتب العربي للمعارف، 2015) ص 430.

[25]  ـ محمد الثاني عمر ، مرجع سبق ذكره.




[27]  ـ  «عبد الله جومي» من أهم مؤسسي التيار الإسلاموي النيجيري حيث تأثر بأفكاره باقي التيارات الإسلاموية الحالية مثل حركة بوكو حرام، وشغل «جومي» منصب رئيس القضاء في الإقليم الشمالي «قاضي القضاة»، وعمل مساعدًا ومستشارًا لرئيس الوزراء أحمد بيللو حتي الانقلاب العسكري 1966، ويعد الانقلاب العسكري علامة فارقة في تاريخ «جومي» حيث اتجه نحو التشدد ومحاربة الفكر الصوف وأنشأ أول جماعة سلفية نيجيرية متشددة «جمعية إزالة البدعة وإقامة السنة» ثم أصبح  زعيم الحركة الإصلاحية الدينية لمحاربة التصوف في غرب أفريقيا. وللمزيد راجع الرابط هنا


 [28]  ـ  «أحمد بن بيللو» هو حفيد مؤسس خلافة سوكوتو عثمان بن فودي،  وشغل «بيللو» منصب رئيس الوزراء في أول حكومة بعد الاستقلال ونادى بضرورة أن تكون نيجيريا دولة اسلامية حتي ولو أدي ذلك إلى انفصال الجنوب عن الشمال وقتل في الانقلاب العسكري يناير 1966. وللمزيد راجع الرابط 


 [29]  ـ عبير شوقي ذكي جرجس، العلاقة بين الدين والسياسة في أفريقيا (القاهرة: المكتب العربي للمعارف، 2015) ص ص 78 – 79.

[30]  ـ صبحي قنصوة، مرجع سبق ذكره، ص ص 30 ـ 33.

[31]  ـ صبحي قنصوة مرجع سبق ذكره، ص ص 34 ـ 37.

[32]  ـ  داوود عمران ملاسا،  جمـــاعة تعاون المسلمين في نيجيريا (تعريف)، الموقع الرسمي لجماعة تعاون المسلمين في نيجيريا، متاح على الرابط هنا


[33]  ـ أهم الجماعات الإسلامية في نيجيريا، موقع السكينة، متاح على الرابط هنا


 [34]  ـ أيمن السيد شبانة، «جماعة بوكو حرام في نيحيريا بين الفكر والحركة» في الإرهاب وتأثيره على العلاقات العربية ـ الأفريقية، إبراهيم أحمد نصر الدين محررًا (القاهرة: المركز العراقي الأفريقي للدراسات الاستراتيجية، 2016) ص 17.

[35]  ـ صبحى قنصوة، مرجع سبق ذكره، ص ص 44 ـ45.


 [37]  ـ تنتشر أعمال العنف الديني في المدن الشمالية التي تضم المسلمين والمسيحيين في حين يندر وجودها في المدن الجنوبية.
"