ad a b
ad ad ad

اتهامات «النهضة» بتمرير السلاح لميليشيات طرابلس.. قراءة في واقعة الطائرة القطرية

الثلاثاء 23/أبريل/2019 - 11:42 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة

بالتزامن مع النوايا التي كشفت عنها قوات الجيش الليبي، حول تكثيفها العمليات العسكرية على الميليشيات المسلحة المسيطرة على العاصمة طرابلس، تجد تونس، الجارة القريبة من موقع الاشتباكات، نفسها في مأزق، سببه معلومات كشفتها نائبة عن كتلة الحزب الحاكم في البرلمان تدعى، لمياء بلمليح، وقالت فيها: إن تفاصيل وصلتها عن هبوط طائرة عسكرية قطرية بمطار جربة ـــ جرجيس، جنوبي شرق البلاد، قبل أسبوع، بغرض دعم الميليشيات بالعاصمة الليبية، عبر إنزال معدات حربية وأسلحة يتم نقله فيما بعد عبر الحدود.


اتهامات «النهضة»

وأوضحت النائبة عبر حسابها على «فيس بوك» أنها تواصلت مع الجهات المعنية فى البلاد، للتأكد من حقيقة وجود الطائرة، مشيرة إلى أن هذه الجهات أفادت بأن هبوط الطائرة كان لأسباب فنية.


وطالبت «بلمليح» الدولة التونسية ممثلة في وزارة خارجيتها بالتزام الحياد تجاه ما يحدث في ليبيا.


وعلى خلفية تلك المعلومات، تعيش الساحة التونسيَّة حالة توتر شديدة، فيما وجّه البعض اتهامات لحركة النهضة، امتداد جماعة الإخوان بتونس، بالوقوف وراء تسهيل هبوط الطائرة في تونس، لدعم أعوانها المتطرفين بالعاصمة الليبية.


ورغم البيان الذي أصدرته الإدارة العامة للجمارك التونسية، ونفت فيه أن تكون الطائرة القطرية محملة بسلاح أو جاءت بغرض توفير دعم عسكري للمليشيات بطرابلس، فإن حالة الجدل مازالت تعيشها تونس حتى اليوم، فيما بقت أصابع الاتهام موجهة لحركة النهضة، المتهمة من الأساس بالتورط في قضايا إرهاب داخل تونس.


واستند المتمسكون بروايات قدوم الطائرة إلى تونس لتوفير الدعم العسكري للميليشيات، بواقعتين، أولهما أن الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، استقبل في نفس توقيت هبوط الطائرة بتونس، النائب الأول لرئيس المجلس الرئاسي، المدعوم من الميليشيات، أحمد معيتيق، بمقر حكمه بقصر قرطاج، فيما التقى في اليوم التالي، الإخواني الليبي، ورئيس مجلس الدولة، خالد المشري، ما اعتبروه مؤشرًا على موقف تونسي رسمي بدعم المليشيات على حساب الجيش الوطني الليبي.

ولا يقتصر الأمر على ذلك، إذ وجد أحد مسؤولي الحكومة المؤقتة الداعمة للجيش الوطني الليبي، رفضًا من قبل الفنادق التونسية، على مدار الأسبوع الماضي، لاستقبال مؤتمر صحفي كان مقررًا عقده لاستعراض تطورات المشهد الليبي، في طرابلس، واعتُبر هذا الرفض مؤشرًا على رغبة تونسية في عدم الوقوف على الحياد.


اتهامات «النهضة»

ويتهم الساسة التونسيون حركة «النهضة» بممارسة ضغوط على الدولة التونسية، للوقوف إلى جوار حكومة الوفاق الحاكمة في طرابلس، والتخلي عن الحياد، إذ قال الناشط النقابي التونسي المعارض لحركة النهضة، إن حركة النهضة تثبت موقفًا بعد الآخر أن انتماءها للمشروع الإسلامي وليس الدولة التونسية.


وأوضح في تصريحات خاصة لـ«المرجع» أن الحركة تُجازِف بموقف الدولة التونسية من أزمة الجارة الليبية، مشيرًا إلى أن وقوف تونس إلى جوار حكومة الوفاق سيضر بتونس سواء على المستوى الإقليمي أو سمعتها الدولية، ولفت إلى أنها ليست المرة الأولى التي تتورط فيها النهضة في تمرير سلاح للإرهابيين في ليبيا، مشددًا على أن نفس الموقف حدث في 2011، ولكن وقتها كان بدعوى دعم ما سمتهم «الثوار الليبيين» في مواجهة حكم الرئيس الراحل معمر القذافي.


ويروي الإخواني الليبي علي الصلابي القيادي، عن الواقعة في وقت سابق، فيقول إن رئيس الأركان القطري، مارس آنذاك ضغوطًا على رئيس الأركان التونسي في 2011، رشيد عمار وصلت حد «الإهانة» بأن قال له و«ما فائدة البدلة العسكرية التي ترتديها إن لم تساعد الثوار الليبيين».


وإن كانت واقعة الطائرة القطرية تشغل حيزًا واسعًا من المشهد التونسي، تسبب في تأليب الأوضاع على حركة النهضة، فقطريًّا لم يعلق أيًا من المسؤولين بالدوحة أو نوافذهم الإعلامية على الواقعة، فيما تناولت حملة «قطريليكس» المعارضة القطرية، الحادثة على موقعها، مشيرة إلى أنها تأتي بضغط تركي قطري وبمعاونة النهضة لتمرير السلاح إلى الميليشيات.


ووضعت الحملة الواقعة في سياق الإصرار القطري على دعم الإرهابيين والتدخل في شؤون دول المنطقة، معتبرة أن حركة النهضة تمارس هذه المرة الدور نفسه الذي تمارسه أجنحة الجماعة بالمنطقة من تسهيل مرور التدخل القطري في الشؤون الداخلية للبلدان.


اتهامات «النهضة»

من جانبه اعتبر الباحث الليبي، محمد الزبيدي، أن واقعة الطائرة القطرية تكشف فشل للميليشيات الإرهابية في صد هجمات الجيش الوطنى الليبي.


وأوضح لـ«المرجع» أن المشهد يسير حتى الآن لصالح الجيش الوطني وتحرير العاصمة، معتبرًا أن الجيش تمكن من فرض أمر واقع على المجتمع الدولي وعلى قطر وتركيا نفسهما، منذ اتخذت دول فرنسا وروسيا وأمريكا إلى جانب الدول الإقليمية مثل مصر والإمارات والسعودية صف الجيش، وتوقع أن تنتهي المعركة بنجاح الجيش الليبي في مهمته، مرجحًا أن تؤثر هذه النتائج على وضع حركة النهضة في تونس.

وكانت النهضة قد أصدرت بيان إدانة لتحركات الجيش الليبي، في أعقاب بدء عملية التحرير، متخذة موقفًا صريحًا بدعم الميليشيات.


وتسبب البيان في تأليب المشهد التونسي عليها، حتى أن البعض اتهمها بأنها تتجاوز دور الدبلوماسية التونسي بتعليقها على أوضاع دول أخرى، ما أجبر الحركة للتراجع وإعلان عبر بيان تثمنها لدور الخارجية التونسية.


وعلى خلفية ذلك وجّه المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، اتهامات هي الأولى من نوعها لرئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، كاشفًا عن دور له في تمرير السلاح والإرهابيين إلى ليبيا.


ويشن الجيش الوطني الليبي عملية لتحرير مدينة طرابلس، عبر تحرك بدأه في الرابع من الشهر الجاري، ضد الميليشيات المسيطرة على العاصمة الليبية، ومنذ إطلاق العملية ويحرض الإسلامويون وميليشياتهم داخل ليبيا وخارجها على قوات الجيش، محاولين تأليب المجتمع الدولي عليهم.


ويخشى الإسلاميون بالمنطقة من تقدم الجيش نحو طرابلس وسيطرته على العاصمة؛ إذ سيفقدهم ذلك النفوذ الذي كوّنوه منذ سقوط النظام الليبي السابق في ليبيا، ما يعني خسارة جديدة للمشروع الإسلاموي في الإقليم.


"