بعد حظر الحرس الثوري.. «واشنطن» تواجه «إيران» في الفضاء الإلكتروني
الخميس 18/أبريل/2019 - 03:49 م
واشنطن والحرس الثوري وإيران
محمد شعت
في ظل الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة الأمريكية ضد إيران، بدأت مواقع التواصل الاجتماعي الالتزام بالسياسة الأمريكية تجاه نظام الملالي، والتعامل مع كيانات إيرانية باعتبارها إرهابية، خاصة بعدما أعلنت واشنطن إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمتها للمنظمات «الإرهابية الأجنبية».
قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري
حظر قيادات الحرس الثوري
في إطار الالتزام بالقانون الأمريكي حظرت شبكة التواصل الاجتماعي «إنستجرام» حسابات عدة لقادة في الحرس الثوري الإيراني، حاليين وسابقين، ومن بين الأسماء التي أغلقت حساباتها على شبكة التواصل الاجتماعي قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري ورئيس هيئة «Powered By» الأركان العامة في القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري.
وأفادات تقارير أن من بين الأسماء التي حظرتها الشبكة أيضًا قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، وقائد القوات البرية للحرس الثوري العميد محمد باكبور، والقائد السابق للحرس اللواء محسن رضائي الذي يشغل حاليًّا منصب أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، وهو ما رآه مراقبون خطوة جديدة لحصار رموز النظام الإيراني.
وفي رد فعل إيراني على الخطوة أعلن مساعد الادعاء العام الإيراني لشؤون الفضاء الافتراضي، جواد جاويد نيا، أن بلاده قد تضطر لحجب تطبيق «إنستجرام» إن لم يلتزم باحترام القوانين الإيرانية، وقال جاويد نيا، في تصريح صحفي: «إن إقدام إدارة الموقع على إغلاق الحسابات الشخصية لعدد من المسؤولين الإيرانيين يمثل أكبر إساءة للشعب الإيراني».
وأضاف مساعد الادعاء العام الإيراني لشؤون الفضاء الافتراضي: «أنه بموجب قوانين الفضاء الافتراضي الإيرانية يجب إرسال قواعد البيانات للبرامج الافتراضية إلى الجهات المختصة، والتعهد بالامتثال للقوانين الإيرانية، وإلا فلن يتم ترخيصها».
وتعليقًا على القرار نقلت وكالة أنباء فارس التابعة للحرس الثوري، عن «موسى كمالي» مساعد شؤون الموارد الإنسانية في هيئة أركان القوات المسلحة قوله: حسابات قادة الحرس لا صلة لها بالعنف.
وأضاف كمالي: «نحن حراس، وهذا نوع من المعركة»، متهمًا شبكة إنستجرام بالتواطؤ مع إسرائيل والاستكبار العالمي في حربها ضد إيران.
الدكتور محمد بناية الباحث في الشأن الإيراني
حصار شامل
وعلى إثر المذكور سلفًا، قال الدكتور محمد بناية، الباحث في الشأن الإيراني، في تصريح لـ«المرجع»: «إن حظر شبكة التواصل الاجتماعي «إنستجرام» لحسابات قادة الحرس الثوري السابقين والحاليين تأتي في إطار تداعيات قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية «في خطوة هى الأولى من نوعها؛ حيث يتم تصنيف جيش نظامي كتنظيم إرهابي».
وأشار الباحث في الشأن الإيراني إلى أن: «تطبيق إنستجرام حجب حسابات عدد من رموز النظام الإيراني وقادة الحرس الثوري، وشمل الحجب حساب المرشد الإيراني علي خامنئي باللغة الإنجليزية، وسليماني وجعفري وباقري رضائي وغيرهم امتثالًا للقرار الأمريكي، والجهود الرامية إلى فرض حصار شامل على الجمهورية الإيرانية».
وأوضح بناية أن: «الدافع وراء هذه الخطوة هو استخدام قادة الحرس الثوري صفحات شبكات التواصل الاجتماعي في نشر أيديولوجيات النظام أو مخاطبة العالم الخارجي بأساليب متنوعة، لكن يغلب عليها في العادة نبرة التهديد وبخاصة ضد الولايات المتحدة والغرب».
وأوضح الباحث في الشأن الإيراني أنه: «في إطار تداعيات هذه الخطوة شدد المرشد الإيراني على الاتحاد بين الجيش والحرس الثوري، وامتدح الأخوة الجميلة بين الطرفين بعد القرار الأمريكي، وربما تعكس هذه الدعوة نية النظام الإيراني دمج الحرس الثوري مع الجيش كمحاولة للالتفاف على القرار الأمريكي وتداعياته».
ورأى بناية أنه: «من المتوقع أن تؤدي مثل هذه العمليات إلى تورط الحرس في عمليات عدائية ضد القوات الأمريكية أو حلفائها بالمنطقة، وكذلك تصعيد المتشددين داخل إيران، لاسيما بعد فشل تجربة حكومة الاعتدال في الانفتاح على أمريكا وأوربا».





