بعد العقوبات.. «الملالي» «الهشّ» في مواجهة انتفاضة المقهورين

تعاني إيران ضغوطًا جديدةً بسبب الحصار الأمريكي، خاصة بعد تطبيق الحزمة الثانية من العقوبات، التي تستهدف قطاعي النفط والبنوك، وهو ما يمثل حالة خانقة للاقتصاد الإيراني، ما سينعكس بطبيعة الحال على الشارع الغاضب من الأساس.

التحدي الأكبر الذي تواجهه إيران في ظل إضعاف نظام الملالي ومحاصرته، هو نشاط الحركات التحررية في ظل ترهل قبضة النظام التي خنقتهم على مدار سنوات، مع بروز نشاط هذه الحركات مؤخرًا سواء بالتظاهرات المستمرة أو تنفيذ عمليات تستهدف أجهزة النظام.
عمليات ضد النظام
خلال الفترة الأخيرة تعرض النظام الإيراني لهجمات كان أبرزها الحادث المعروف بـ«هجوم المنصة»، والذي تزامن مع إحياء القوات المسلحة الإيرانية ذكرى بدء الحرب العراقية ـــــ الإيرانية (1980-1988)؛ حيث تحولت المناسبة إلى عملية مسلحة دامية استهدفت عرضًا عسكريًّا فى الأحواز، كان يشارك فيه كبار المسؤولين وكبار ضباط الحرس الثورى الإيرانى، ما أسفر عن مقتل 24 وجرح 60.
لم يكد يمر حادث «هجوم المنصة» الذي أربك نظام الملالي، إلا وفوجئ النظام بعملية جديدة تمثلت في اختطاف عناصر من الحرس الثوري؛ حيث أعلن جيش العدل البلوشي يوم 16 أكتوبر الماضي، مسؤوليته عن اختطاف 14 من عناصر القوات الإيرانية في منطقة ميرجاوه الحدودية، وطالبت الحركة النظام بالإفراج عن المعتقلين مقابل إطلاق سراح أسرى الحرس الثوري.
للمزيد.. القبضة الأمنية الهشة.. أسر عناصر الحرس الثوري يكشف ضعف إيران

دعم الشعوب المضطهدة
المتحدث باسم حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، يعقوب حر التستري، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»، إن أي تحرك سواء أكان سياسيًّا أو عسكريًّا أو اقتصاديًّا سيساعد الشعوب المضطهدة في إيران، خاصة الشعب العربي الأحوازي الذي يعاني منذ عقود بسبب الاحتلال الفارسي.
«التستري» أكد أن الشعوب المضطهدة في الداخل الإيراني تحتاج دعمًا في معركتها ضد الظلم والاضطهاد والتمييز والحرمان، بسبب السياسات التي ينتهجها نظام طهران، لافتًا إلى أن دعم الشعوب غير الفارسية في هذه الفترة هو الحل الأمثل لمواجهة هذا النظام وتقليم أظافره، وتحجيم أذرعه الإرهابية.
المتحدث باسم حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، أشار إلى أن العقوبات الحالية يمكنها وقف جماح هذا النظام وأدواته داخل وخارج إيران بشكل كبير، لأنها ستسبب في شلل النظام المالي للنظام ومنعه من توسيع مشروعه في المنطقة والعالم وفي نفس الوقت التقليل من إمكانياته لقمع الشعوب.
وأعرب عن دعم الشعوب المضطهدة في إيران لأي تحرك دولي ضد هذا النظام الظالم والإرهابي الذي لا يختلف فكره وممارساته كثير عن تنظيم داعش، مؤكدًا أن أوضاع الشعب الإيراني لن تتغير كثيرًا عن الوضع الراهن في ظل العقوبات.
القيادي الأحوازي، شدد أيضًا على أن الجميع سيدفع ثمن هذه العقوبات، لكن النظام الإيراني لم يعد لديه خيارات أمام المجتمع الدولي، ومهما كانت تأثيرات هذه العقوبات لكنها ضرورية والنتائج النهائية للعقوبات ستكون لصالح المتضررين والمضطهدين من هذا النظام.

توظيف ضعف «الملالي»
الباحث في الشأن الإيراني، محمد عبادي، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»، إن واشنطن تسعى بلا شك إلى دعم عملية التآكل الذاتي للنظام الإيراني، لافتًا إلى أن هذا التآكل سيتحقق من خلال حصار اقتصادي من الخارج، إضافة إلى تحركات واضطرابات في الداخل.
«عبادي» أوضح أن الدعم للحركات التحررية سيكون قائمًا على القوميات غير الفارسية لأن القومية الفارسية سيتم تحريكها عبر الضغط الاقتصادي، لافتًا إلى أن أهم هذه القوميات غير العربية تتمثل في «العرب الأحواز» و«البلوش» السنة على حدود باكستان، والأكراد الذين تعرضوا لموجة إعدامات مؤخرًا.
الباحث في الشأن الإيراني أكد أن ما يعضد هذه الرؤية العمليتين المتتاليتين، وهما هجوم المنصة الذي أودى بعشرات القتلى والجرحى، إضافة إلى اختطاف جيش العدل البلوشي لعناصر من الحرس الثوري، مشيرًا إلى أن التحرك الأوروبي للكشف عن خلايا مخابراتية تابعة للحرس تستهدف النشطاء الأحوازيين ونشطاء المعارضة في الخارج.
«عبادي» أوضح أيضًا أن التحرك الأوروبي يحمل وجهين، الأول تحذير جدي لإيران من القيام بأي عمليات على أراضيها تستهدف المعارضة، والثاني هو ضوء أخضر للمعارضة للتحرك بحرية داخل الأراضي الأوروبية وممارسة كافة الأنشطة الرافضة للسياسات الإيرانية التخريبية والعنصرية.
ويختتم الباحث في الشأن الإيراني تصريحاته بالقول: «إن هذه الحركات ستمارس أنشطتها لأن الحصار الاقتصادي سيسبب ضعفًا في مركزية الدولة، ما يعطي هامش حركة أكبر لحركات المعارضة سواء المقاومة المدنية أو المسلح منها».