بعد اختطافها عناصر من الحرس الثوري.. الحركات المسلحة الإيرانية صداع في رأس الملالي
تصاعدت وتيرة العمليات المسلحة ضد نظام الملالي في إيران مؤخرًا، وذلك بالتزامن مع موجة احتجاجات شعبية عمت جميع أنحاء المدن الإيرانية، بسبب انهيار الاقتصادي الإيراني، وتمويل ميليشيات تابعة لإيران في الدول العربية، وهو ما انعكس سلبًا على مستوى المعيشة لدى الشعب الإيراني.
وتمثل تحركات الحركات المسلحة في إيران صداعًا مزمنًا في رأس نظام الملالي، خاصة بعدما تزايدت وتيرة عمليات هذه الحركات والتي مثلت تطورًا نوعيًا فيما عرف بـ«هجوم المنصة»، حيث شهد إقليم الأحواز جنوب غرب إيران هجومًا عنيفًا استهدف منصة احتشد فيها مسؤولون لمتابعة الحدث الذي يقام سنويًا بمناسبة ذكرى بدء الحرب العراقية الإيرانية، حيث أطلق المهاجمون النار بشكل عشوائي ما أدى إلى 24 قتيلًا و53 مصابًا.
تطور نوعي
وأعلنت حركة أحوازية مسؤوليتها عن الهجوم على العرض العسكري، وقال المتحدث باسم حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، يعقوب حر التستري، لرويترز :إن منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية، التي تضم عددًا من الفصائل المسلحة، وتنضوي حركته تحت لوائها هي المسؤولة عن الهجوم.
في الوقت نفسه زعم تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن الحادث، حيث قالت وكالة أعماق التابعة للتنظيم إن «داعش» وراء تنفيذ الهجوم، الذي استهدف عرضًا عسكريًّا في الأحواز، إلا أن الحركات الأحوازية نفت ذلك، مشيرة إلى أن النظام الإيراني نفسه لم يقتنع برواية «داعش»، وشن حملة اعتقالات طالت المئات من الشباب في الأحواز.
للمزيد.. هجوم الأحواز.. خسائر جديدة لـ«داعش» بعد تبنيه عمليات لم ينفذها
استهداف الحرس الثوري
وشهدت العمليات المسلحة ضد النظام الإيراني تطورًا آخر، خاصة بعد اختطاف 14 من عناصر الحرس الثوري، أعلنت وكالات إيرانية عن اختطاف 14 جنديًّا من قوات التعبئة الشعبية وحرس الحدود شرقي إيران، صباح اليوم الثلاثاء.
ونقلت الوكالات عن مصادر قولها إن عدد المختطفين 14، تم خطفهم في الفترة من الساعة الرابعة حتى الخامسة فجر اليوم الثلاثاء، في منطقة لولكدان الحدودية مع باكستان.
ونقلت الأسوشيتد برس عن مصدر مطلع لم تكشف عن اسمه، أن اثنين من المختطفين عضوان في جهاز المخابرات التابع للحرس الثوري. ويضم الباقون سبعة أعضاء من «الباسيج»، وهو جناح متطوع من الحرس الثوري، بالإضافة إلى حرس الحدود الإيرانيين النظاميين.
في غضون ذلك أعلن جيش العدل البلوشي عن أسر أكثر من 15 عنصرًا من الحرس الثوري ومصادرة سلاحهم وعتادهم في منطقة مير جاوة البلوشية في فجر هذا اليوم 16 أكتوبر.
وأعلن إبراهيم عزيزي المتحدث باسم جيش العدل البلوشي، أن العملية جاءت ردًا على الظلم والاضطهاد والتمييز العنصري الذي يمارس ضد الشعب البلوشي وأهل السنة في جغرافية إيران السياسية.
واعترفت وكالات الأنباء الإيرانية بعملية جيش العدل البلوشي؛ حيث أشارت إلى العناصر الذين تم أسرهم وهم ينتمون إلى الأقسام التالية من الحرس الثوري: سبعة من ميليشيا الحرس الثوري فرع التجسس والتخابر، وخمسة من حرس الحدود التابع لفيلق قدس واثنان من عناصر مخابرات الحرس الثوري.
وفي 16 أبريل 2018 تبنت كتيبة نعمت الله توحيدي التابعة لحركة جيش العدل، مسؤولية الهجوم على معسكر إيراني في منطقة ميرجاوه-بلوشستان، وأسفر الهجوم عن مقتل نحو ١٥ من قوات الحرس الثوري الإيرانيين وفقًا لحساب جيش العدل على «تويتر».
وقد اتهمت إيران، أمريكا ودولة خليجية وباكستان بتمويل جيش العدل البلوشي؛ حيث اتهم جواد كريمي قدوسي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، في اجتماع مع أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية- الولايات المتحدة الأمريكية بدعم جيش العدل، قائلًا: «النقطة المهمة في هذا الموضوع أن الدور الذي تلعبه وكالات الاستخبارات الأمريكية عبر المخابرات الباكستانية هو تنفيذ الهجمات الإرهابية على قوات الحرس الثوري الإيراني».
للمزيد.. جيش العدل.. تنظيم مسلح يُقلق إيران ويزعجها
عنف شعبي
وامتدت عمليات العنف ضد النظام الإيراني إلى المستوى الشعبي، حيث لجأ محتجون إلى حرق أحد مقرات الحرس الثوري الإيراني في مدينة «شاهين شهر»، على أيدي متظاهرين غاضبين، ويعد المقر الذي تم حرقه، أحد أكبر مقرات الحرس الثوري وأهمها، ويطلق عليه «الإمام حسين».
لم تتوقف عمليات العنف ضد النظام الإيراني عند هذا الحد، حيث امتدت أيضًا إلى حرق بنوك تابعة للحرس الثوري خلال الاحتجاجات، وهو ماحدث مع بنكي «صادرات» و«ملت» في أصفهان الإيرانية، وأرجع المحتجون إقدامهم على هذه الخطوة إلى أن هذه البنوك تابعة للحرس الثوري الإيراني وتدعم الميليشيات الإرهابية في سوريا واليمن.
يذكر أن رقعة التظاهرات اتسعت بشكل ملحوظ في إيران، حيث انضم آلاف الإيرانيين إلى المحتجين الغاضبين ضد سياسات النظام الإيراني، التي تسببت في تدهور اقتصادي ومعيشي بمختلف أنحاء البلاد، ودفع شركات ومؤسسات إلى إعلان إفلاسها، وتسريح آلاف الموظفين والعاملين.
للمزيد.. المؤسسات المالية الموازية في إيران.. الأزمة والمستقبل
انفجار بسبب الاضطهاد
يعقوب حر التستري، المتحدث باسم حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»، إن تصاعد العمليات المسلحة ضد النظام الإيراني في الآونة الأخيرة يرجع إلى تصاعد الوعي الوطني للشعوب غير الفارسية، خصوصًا في الأحواز وبلوشستان وكردستان بالإضافة للظلم والاضطهاد المستمر من قبل النظام الإرهابي الإيراني ضد هذه الشعوب لم يترك خيارًا إلا تصعيد العمل المقاوم بكل أشكاله المشروعة.
ويرى «التستري»، أن هناك عوامل أخرى وراء تصاعد وتيرة العمليات المسلحة مؤخرًا، خاصة في ظل اتساع رقعة الاحتجاجات الداخلية المستمرة منذ ديسمبر عام 2017، إضافة إلى الانهيار المستمر للأوضاع الاقتصادية، وتدهور المستوى المعيشي، وفشل النظام الإيراني في التعامل مع المشكلات التي تواجه الموطنين، خاصة الشعوب غير الإيرانية التي يتعمد النظام تهميشها.
ويضيف المتحدث باسم حركة النضال العربي، أن هناك مناطق في إيران هي أراضي محتلة من النظام الإيراني بالأساس، ومنها الأحواز العربية وإقليم بلوشستان، وتسعى الحركات التابعة لهذه المناطق إلى التحرر من النظام الإيراني، خاصة في ظل التهميش الذي يتعرضون له، والانتهاكات التي تمارس بحقهم، وتجاهل النظام الإيراني للاستجابة لمطالبهم المستمرة بالحصول على حقوقهم.
زالزال في قلب طهران
الناشط الأحوازي أحمد بيان يرى أن عملية اختطاف 14 عنصرًا من عناصر من الحرس الثوري في منطقة لولكدان الواقعة في منطقة الصفر الحدودية الإيرانية الباكستانية والتي تبعد عن قضاء ميرجاوه 50 كيلومترا، تعد نوعية بحجمها وتوقيتها المتزامنين.
وأشار «بيان» في تصريحات لـ «المرجع»، إلى أن اختطاف هذا الكم من عناصر الحرس الثوري الذي كان من ضمنهم اثنان من قوات استخبارات الحرس ( اطلاعات سپاه ) الذين يتسمون بسرية الحركة و بفاعلية كبيرة جدًا ضمن قوات النظام العليا، لاشك سوف يحدث زلزالًا في أواسط النظام الإيراني و الحرس الثوري.
وأوضح الناشط الأحوازي، أن الواقعة جاءت في توقيت لم يتخلص فيه النظام الإيراني بعد من تبعات هجوم الأحواز حتى تأتيه هذه الضربة الموجعة والذي بالتأكيد سوف تكون تبعاتها أكثر أهمية، أي من المتوقع سوف يقايض جيش العدل البلوشي بأمور بالغة الأهمية مثل إطلاق سراح رفاقهم الأسرى في زنازين النظام و غيرها من المطالبات.
وأضاف «بيان» أن نذكر بأن جيش العدل البلوشي يعد أقوى فصيل مسلح للشعب البلوشي الذي اتخذ الكفاح المسلح لنشاطه طريقًا وصنفته إيران على أنه منظمة «إرهابية» يترأسه صلاح الدين فاروقي، ويضم ثلاثة أجنحة عسكرية هي: الجناح العسكري «عبدالملك ملازادة» و جناح «شيخ ضيائي» و جناح «مولوي نعمت الله توحيدي»، لافتًا إلى أنه بموازاة هذه الأجنحة العسكرية، ينشط جناح استخباراتي يسمى بـ «زبير إسماعيل زهي» الذي كان قائد جناح نعمت الله توحيدي و قتل أثناء عمليات ضد النظام الإيراني.





