العودة إلى الوطن.. حلم داعشية أيرلندية خدعها التنظيم بجنة الخلافة
شكلت الأنباء حول سقوط تنظيم داعش الإرهابي وفقدانه لأبرز معاقله في سوريا والعراق ورطة لمسلحيه الأجانب ممن تركوا ديارهم الغربية؛ ليلتحقوا بالتنظيم الدموي الأخطر فى العالم، فهم حاليًا يطلقون التوسلات للعودة إلى أوضاع رفضوها من قبل ولكن حكوماتهم باتت تبادلهم البغض والعداء ذاته.
وعبثًا يسعى الدواعش الأجانب نحو العودة إلى بلادهم عبر مسلسل الظهور الإعلامي للعناصر واحد تلو الآخر، ولكن أحدث حلقة في هذا المسلسل كانت بطلتها الأيرلندية، ليزا سميث صاحبة الـ37 عامًا والتي كانت تعمل كمجندة في سلاح الطيران الأيرلندي قبل فرارها إلى سوريا.
وظهرت ليزا مؤخرًا عبر الفضائيات الأيرلندية وتناولت الصحف الأجنبية قصتها بالبحث والدراسة، إذ قدمت سميث توسلاتها للعودة إلى أيرلندا معربة عن أسفها لما بدر منها ولكنها لفتت إلى عدم ارتكابها أخطاء أو جرائم خلال فترة بقائها مع داعش ولكنها فقط سافرت إلى سوريا وحاولت الانضمام للتنظيم ثم تأكدت من أنها مخطئة فيما فعلت وأن الأوضاع التي حلمت بها لم تكن حقيقية بيد أنها لم تتمكن من الفرار.
توسلات مرفوضة
فيما يبقى الأبرز في توسلات ليزا هو ما قدمته إزاء طفليها فأحدهما لايزال حديث الولادة وهي لاترغب في أن يقضي مزيدًا من الوقت بصحبة أخيه في مخيم الحول بشرق سوريا وخصوصًا وسط تواتر التقارير حول الأوضاع المعيشية الصعبة التي يختبرها سكانه وأغلبهم من نساء داعش وأطفالهم الذين تركهم التنظيم في أعقاب تطهير آخر المعاقل في الباغوز.
وتعتقد ليزا سميث أن زوجها الذي ارتبطت به بعد انضمامها للتنظيم قد قتل منذ شهرين في المعارك التي احتدمت بالبلاد مؤخرًا، فيما تشير التقارير البريطانية إلى أن زوجها هو المواطن البريطاني ساجد إسلام الذي كان يعمل مدرس للغة الإنجليزية والذي ترك المملكة المتحدة منذ سنوات وانضم لداعش وحينها عوقبت زوجته الأولى بالسجن لمدة عامين ونصف لعدم تبليغها عن خطة زوجها للسفر إلى داعش بصحبة أبنائهم، وفي حين واجهت الزوجة التي تدعى لورنا مور الحبس في بلادها نجح ساجد في الوصول إلى سوريا والزواج من ليزا والإنجاب منها، وبناء على ذلك مارست الجندية الأيرلندية بعض الحيل للتظاهر بأحقيتها في حمل الجنسية البريطانية، ولكن سرعان ما كشفتها الأجهزة بيد أن السلطات البريطانية ترفض بالأساس عودة أي مواطن ممن انضموا لبداعش بل أسقطت عنهم الجنسية مثلما فعلت مع العروسة السابقة شميمة بيجوم.
وعلى صعيد متصل، قالت ليزا بأنها لم تحمل السلاح قط وأن جميع من يعرفونها سواءً ممن خدموا معها بالجيش أو من جيرانها يعي جيدًا حقيقة ما تقول، كما أنها أشارت إلى أن أيامها مع التنظيم لم يتخللها عنف مفرط بل كانت تُعامل بطريقة حسنة؛ نظرا لأنها أوروبية أما من يتعرضون للعنف أو يحملون عليه فهم غير الأجنبيات وفقًا لرأيها، وتعول على ذلك في احتمالية عودتها إلى بلدها دون محاكمة أو حبس فهي كما تعتقد لم ترتكب جرمًا سوى السفر إلى سوريا والإقامة مع عائلة في البلاد أيًّا كان أفعالها.
وسافرت ليزا إلى سوريا منذ عام ونصف وانضمت للتنظيم وارتبطت بأحد عناصره الأجانب ولكن ألقي القبض عليها منذ شهور من قبل قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنها لم تُثِر اللغط إلا عندما ظهرت على وسائل الإعلام تتوسل للعودة وحينها أظهرت الصحف صور ليزا بلباس الجيش الذي تركته واصطفت بصفوف التنظيم الإرهابي.
يذكر أن عدد مواطني أيرلندا المنضمين لداعش بلغ حوالي 2000 شخصًا، يعتقد مساعد مفوض الأمن القومي والاستخبارات، مايكل أوسوليفان مقتل أغلبهم وذلك خلال حديثه عن مواطني البلاد الذين انضموا لداعش في مؤتمر الإنتربول الذي عقد في العاصمة الأيرلندية دبلن في مايو 2018.
وفي وسط تتابع التقارير حول أجانب داعش الراغبون في العودة إلى بلادهم ذكرت دراسة بعنوان «شرح الأسباب حول انضمام الأجانب إلى داعش» أوردتها مدرسة كيلوج للإدارة أو «The Kellogg School of Management Northwestern University and NBER»، أن أغلب العوامل التي دفعت مواطني الغرب للالتحاق بالتنظيم الإرهابي لا ترتبط نهائيًا بالظروف السياسية أو الأوضاع الاقتصادية التي يختبرها أولئك المواطنين وبالأخص أنهم ينتمون لبيئات متقدمة وتبلغ درجة عالية من الرفاهية ولكن تعتقد الراسة أن عوامل الانضمام ترتكز على هويتهم النفسية وبنائهم النفسي المتزعزع والأيدلوجيات الخاطئة التي تم توجيهها إليهم من التكتلات المغرضة.





