بعد كارثة السيول.. إيران تمارس التعتيم وتكمم الأفواه
تعرضت إيران خلال الأيام الماضية إلى موجة غير
مسبوقة من الفيضانات، ما أدى إلى مصرع قرابة 43 شخصًا، وزار الرئيس حسن روحاني، محافظة جوليستان التي
تعد من بين الأكثر تضررًا من هذه الكارثة، وبدلًا من التحركات الفعلية لمواجهة
الكارثة سعت إيران إلى تكميم الأفواه وتقييد مواقع التواصل الاجتماعي التي كشفت
الخسائر الفادحة التي تكبدتها البلاد.
خسائر فادحة
على الرغم من محاولة نظام الملالي التعتيم على تداعيات الفيضانات التي امتدت إلى محافظات الجنوب الإيراني وغربه، فإن الأزمة خلفت عشرات الضحايا بحسب مصادر محلية منها الهلال الأحمر الإيراني، وذلك قبل توجه الرئيس الإيراني «حسن روحاني» إلى محافظة غوليستان، شمال شرقي إيران، وصف الفيضانات بأنها «ظاهرة لا سابق لها»؛ حيث أصابت «25 من المحافظات الـ31» في إيران، ذلك بحسب تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني.
فيما طلب المدعي العام الإيراني «محمد جعفر منتظري» من الشرطة الإلكترونية رصد ناشطين يعملون على نشر الأخبار من المناطق المتضررة من كارثة الفيضانات، غداة تهديده بملاحقة ناشري الأخبار التي تخلخل عرش النظام وتبرز عدم كفاءته.
وفي ذات السياق، قال مساعد المدعي العام الإيراني لشؤون الإنترنت «جواد جاويد نيا»: إن الادعاء العام طلب من شرطة «فتا» الخاصة بمراقبة الإنترنت، وقد شدد المسؤول الإيراني على مواجهة نشر الأكاذيب التي تهدف إلى تشويش الرأي العام ونشر الشائعات في الأوضاع الحالية حسب قوله.
متابعًا: «سنواجه من ينتجون الشائعات وكذلك الأشخاص الذين يعيدون نشرها من دون التأكد من صحة الأخبار»، مؤكدًا أن ناشري الشائعات أيضًا شركاء في الجريمة، وتزامنت الفيضانات في 25 محافظة إيرانية من أصل 31 مع عطلة النوروز التي تمتد أسبوعين، وهي أطول فترة تشهد توقف إصدار للصحف وتوقفًا نسبيًّا لكافة وسائل الإعلام الإيرانية.
للمزيد.. بعد حملات قمع.. «مجاهدي خلق» تشعل إيران داعية لحرق «نظام الملالي»
قلق من مواقع التواصل
أبدى المسؤولون الإيرانيون قلقهم من الأخبار التي تنشرها مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة موقعي «إنستجرام» و«تيليجرام» الأكثر شعبية في إيران، وتشكلان تحديًا كبيرًا لوسائل الإعلام الإيرانية المملوكة للحكومة و«الحرس الثوري» والتيارين المحافظ والإصلاحي.
وإثر ذلك قال قائد الشرطة الإلكترونية «رامين باشايي»: إن الشرطة ستواجه قانونيًّا الأشخاص الذين يريدون تشويش الرأي العام وزعزعة استقرار المجتمع عبر نشر الشائعات في الإنترنت.
مشيرًا عبر تصريحات نقلتها تقارير إيرانية إلى أن التسجيلات المتداولة حول خسائر الفيضانات تعود إلى فيضانات خارج البلاد أو أحداث سابقة، داعيًا المواطنين الإيرانيين إلى متابعة أخبار الفيضانات والأمطار عبر خلية الأزمة في المحافظات ووسائل الإعلام الرسمية والوكالات المعروفة، وعدم الالتفات لأي منابر إعلامية غير منابر السلطة.
للمزيد.. «العفو الدولية» تكشف انتهاكات إيران ضد مواطنيها في عام العار
استراتيجية التعتيم
قال الباحث في الشأن الإيراني، الدكتور «محمد بناية»، في تصريحات خاصة لـ«المرجع»: إن الاستراتيجية التي يتبعها النظام الإيراني للتغطية على فشله في إدارة الأزمات هي التعتيم الإعلامي، عن طريق تقييد وسائل الإعلام، ومنع الوسائل المعارضة للنظام، وحجب مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت متنفسًا للشعب الإيراني.
موضحًا أن النظام الإيراني يحاول الآن البحث عن إلصاق التهمة ببعض المسؤولين لمواجهة الغضب الشعبي من ناحية وإخلاء مسؤوليته من ناحية أخرى، وهو ما أكده رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي أن المسؤولين الذين أساءوا التعامل مع الكارثة وتسببوا بوفاة مدنيين قد يخضعون للمحاكمة.





