أشهرهم «الإرهابي الأخرق».. معضلة أسرى «داعش» تواجه «قسد»
تواجه قوات سوريا الديمقراطية المعروفة بــ«قسد»، والمدعومة من الولايات الأمريكية، تحديًا جديدًا بعد هزيمة تنظيم «داعش»، مع تزايد عدد الأسرى والمعتقلين لدى القوات الكردية من فلول التنظيم، خاصة مع رفض الدول تسلُّم مقاتلي التنظيم من مواطنيها.
وقال مسؤول في الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرقي سوريا، إنهم يواجهون أزمة كبيرة في التعامل مع العدد الكبير من مقاتلي «داعش» الذين استسلموا مؤخرًا أو تم أسرهم بنهاية المعارك بين قوات سوريا الديمقراطية ومقاتلي التنظيم.
فيما دعا مسؤول العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الكردية، عبدالكريم عمر لإقامة محكمة دولية لمحاكمة هؤلاء المقاتلين، والذين وصل عددهم إلى 14 ألف شخص أغلبهم أطفال ونساء.
ويحتجز الأكراد نحو خمسة آلاف مقاتل بينهم الآلاف من المقاتلين الأجانب الخطرين إلى جانب تسعة آلاف طفل وامرأة.
ورفضت أغلب الدول الغربية عودة مواطنيها الذي انضموا إلى التنظيم، وتواجه الإدارة الكردية مشكلة كبيرة في سجن هذا العدد الكبير من المقاتلين وإيواء الآلاف من نساء وأطفال هؤلاء المقاتلين في مخيمات.
وعلى الرغم من دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الدول الأوروبية لاستعادة مقاتلي داعش الذين يحملون جنسياتها وتقديمهم للعدالة، مازالت تلك الدول تقف في طريق تائه عن السبيل الجيد للتعامل مع الأزمة، فألمانيا تقف حائرة بين موقف يدعو لبقاء المعتقلين في سجون «قسد» التي تحتجز المقاتلين الأجانب في سوريا، وإعادة دمج الأطفال في مجتمعات آبائهم، وموقف آخر يري أن وجود المقاتلين داخل المجتمع الألمانى أمر خطير.
وتطالب الخبيرة الألمانية في مكافحة التطرف، كلاوديا دانتشكه، باستعادة الجهاديين الأوروبيين من سوريا، مشيرة إلى أنه «من الأفضل إيداع مقاتلي داعش السابقين في السجن بألمانيا، على أن يبقوا طلقاء في سوريا وتركيا».
وتابعت الخبيرة، التي ترأس مركز مكافحة التطرف «حياة» في برلين بأن ذلك يوفر «فرصة لإعادة إدماجهم في المجتمع» محذرة من أي أحكام مسبقة بحق أطفال «داعش» العائدين من العراق وسوريا.
وأشارت إلى أن الأطفال هم أول الضحايا، ويجب العمل على ألا يتحولوا إلى إرهابيين، مطالبة بإنشاء شبكة بين مكتب شؤون الشباب والمدارس ورياض الأطفال ومكتب العمل.
وتفيد بيانات استخباراتية، نقلها موقع «دويتش فيله» بأن ما لا يقل عن 1050 من الجهاديين الألمان سافروا إلى سوريا والعراق منذ عام 2013، فيما تقدر نسبة العائدين منهم بنحو الثلث.
ويوجد حاليًّا في كل من سوريا والعراق نحو 270 امرأة وطفلًا يحملون الجنسية الألمانية، لا تتجاوز أعمار الثلثين منهم، ثلاث سنوات، وفقًا للبيانات.
في نوفمبر الماضي، نقلت جريدة «الرأي» الكويتية، عن مصادر، أن الكويت تسعى لاستعادة مواطنيها الموجودين في سوريا ضمن صفوف الإرهابيين، لإعادة تأهيلهم، مقدرة عدد الكويتيين الموجودين حتى الآن في سوريا بـ12 شخصًا فقط، بعضهم يعمل في العمل الدعوي، ولا ينتمي أحد منهم لتنظيم «داعش».
وفى بريطانيا تلجأ الحكومة إلى تجريد مقاتلي «داعش» ممن يثبت تورطهم مع التنظيم من جنسيتها، إذ يخشى قادة الأمن في بريطانيا، من أن المئات من الإرهابيين المدربين تدريبًا عاليًا يمكنهم المطالبة بالعودة إلى بريطانيا، وبث مزيد من الرعب داخل المجتمع.
وكشفت الحكومة البريطانية أنها جردت 104 بريطانيين من جنسيتهم العام الماضي 2017، أي ما يعادل اثنين في الأسبوع، وقدمت الأجهزة هذه الأرقام في إطار تقرير الشفافية الحكومي.
ويرى وزير الداخلية البريطاني، ساجد جاويد، أن واجب الحكومة الأول هو حماية مواطنيها، وأن الدولة عازمة على القيام بذلك، فسلسلة الهجمات الإرهابية في العام الماضي كانت بمثابة تذكرة صارخة للتهديد الحقيقي والكبير الذي تواجهه البلد، حسب قوله.
أما الدنمارك فتسعى لتطبيق نموذج يقوم على التاُثير على الجانب النفسي لدى الأشخاص المعتنقين للأفكار المتشددة، من خلال إدارة نقاشات معهم لحثهم على التفكير النقدي في هذه الأفكار وتحليلها وتفكيكها، لإظهار مدى هشاشتها، وعدم استنادها إلى أمور يقبلها العقل والمنطق الإنساني، بالإضافة إلى إزالة الأثر النفسي الذي تركته تجربة العيش في المناطق التي سيطر عليها تنظيم «داعش»، بالاستعانة بأطباء نفسيين متخصصين في التعامل مع الأطفال.
ويقول الصحفي المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، جون هينلي، في مقال بصحيفة «الجارديان» البريطانية: إن«القضية حساسة ولا تتحمل الإخفاق في التعامل معها، ويجب أن توفر الدول كل الإمكانيات الممكنة في استراتيجياتها لتقويم هؤلاء الأطفال».
وقال مارك تايلور البالغ من العمر 42 عامًا: إنه أمضى ما يقرب من 5 سنوات في التنظيم، لكنه هرب في ديسمبر قبل أن يستسلم لقوات «قسد»؛ لأنه لم يعد يحتمل وضعه، مضيفًا: لم يكن هناك غذاء ولا مال ولا شيء تقريبًا من الخدمات الأساسية، مشيرا إلى أنه عاش هذا الوضع الصعب، واضطر لاتخاذ قرار الرحيل.
ولُقّب مارك تايلور بالإرهابي الأخرق في 2015، عندما أطلق سلسلة من التغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، عبر فيها عن دعمه لتنظيم «داعش»، لكن نسي تعطيل خدمة تحديد الموقع؛ ما أدى لكشف المكان الذي كان موجودًا به.





