ad a b
ad ad ad

20 ألف دولار شهريًّا تكلفة إطعامهم.. يوميات الدواعش داخل سجون «قسد»

الأربعاء 27/مارس/2019 - 10:21 ص
المرجع
أحمد سلطان
طباعة

«في غرفة خافتة الإضاءة، جلس معتقلون تابعون لتنظيم «داعش» الإرهابي، داخل سجن «ديريك» المركزي التابع لميليشيا سوريا الديمقراطية «قسد»، على عددٍ من الأسّرة ذات الطابقين، في حين وقف آخرون يدخنون التبغ، وانشغل بعضهم بالقراءة». 


20 ألف دولار شهريًّا

بهذه الكلمات استهلت «أمبيرين زمان» تقريرًا أعدته لموقع «المونيتور» الأمريكي، بعد السماح لها بزيارة السجن، لتكون أول مراسلة غربية تدخل «ديريك». 


يعتبر سجن «ديريك» مقر الاحتجاز الرئيسي للدواعش في مناطق النفوذ الكردي، التي تعادل مساحة إنجلترا حاليًّا، بحسب مراد سر مدير السجن، مؤكدًا أن هناك 400 حارس يحرسون مقر السجن في الوقت الحالي.


وقال «مراد» في تصريحاته لـ«المونيتور»: إن أخطر الدواعش الذين تم القبض عليهم موجودون داخل السجن، مضيفًا أن هناك معتقلين ينتمون لكندا وآخرين لدول أوروبا، وروسيا، والصين وتركيا، والسعودية بالإضافة للتونسيين والمغاربة.


وحتى الآن لم تبد أي دولة رغبتها في استعادة الدواعش المحتجزين لدى الأكراد، بينما تقول الإدارة الكردية إنها لن تستطيع الاستمرار في التعامل مع المعتقلين، وينبغي أن تتم إعادتهم لبلدانهم ليخضعوا للمحاكمات هناك، أو إخضاعهم لمحكمة دولية مختصة.


وفي تصريح سابق للرئيس العراقي برهم صالح أكد أنه سيتم محاكمة 13 داعشيًّا فرنسيًّا تسلمتهم السلطات العراقية من «قسد» وفقًا للقانون العراقي، لأنهم ارتكبوا جرائم ضد العراقيين قبل فرارهم لسوريا.


يقول الدار خليل، وهو مسؤول كبير في الإدارة الكردية: إنهم لم يتلقوا دعمًا من أي جهة لإبقاء هؤلاء الدواعش قيد الاحتجاز؛ مُشيرًا إلى أن تكلفة إطعام السجناء داخل سجن «ديريك» المركزي تتجاوز20 ألف دولار شهريًّّا.


ومنعت الإدارة الكردية التقاط أي صور للسجن أو النزلاء القابعين فيه، لكن سمحت بالحديث مع القائمين على السجن.


وبحسب طباخ السجن ويُدعى علي، فإنه يتم إطعام المحتجزين 3 مرات يوميًّا، بحيث يتناوبون على تناول الطعام لعدم وجود قاعة كبيرة مخصصة لهذا الغرض، مضيفًا أنه سيتم بناء واحدة قريبًا.


20 ألف دولار شهريًّا

ويحصل السجناء المدخنون على علبة سجائر مجانية يوميًّا، ويحظى جميع المحتجزين داخل السجن بفرصة للممارسة الرياضة والخروج من الزنازين لمدة ساعة ونصف يوميًّا، لكن تحظر إدارة السجن عليهم جميعًا التواصل مع بعضهم لـ«أسباب أمنية».


وبحسب مسؤول لمكافحة الإرهاب في الإدارة الكردية ــــــ رفض الكشف عن اسمه ـــــ فإن قرار منع التواصل، تم اتخاذه لمنع المحتجزين من التفكير في الهرب من السجن.


وحدث عدد من المشادات بين الدواعش داخل السجن، بسبب التلفاز الموجود داخل أحد عنابر الاحتجاز، حيث يرفض بعضهم مشاهدة القنوات العربية أو الكردية، واصفين المحتوى الذي تقدمه بأنه غير إسلامي.


ووفقًا لتقرير سابق أعدته فضائية "فرانس 24" فإن العديد من الدواعش يحاولون التخفي وسط المدنيين الهاربين من جحيم الحرب في جيوب داعش الأخيرة داخل سوريا، لذا تقوم الإدارة الكردية باستجواب الجميع وإرسال الدواعش إلى السجون.


وتحدثت «المونيتور» مع عدد من المحتجزين في السجن، من بينهم تركي يدعى أوغزان إمري، الذي انضم هو وزوجته وأطفاله الخمسة لتنظيم داعش، والذى أكد في حديثه أنه عبر الحدود من غازي عنتاب التركية وحتى مناطق سيطرة داعش سيرًا على الأقدام في وضح النهار، مضيفًا: «لم يكن هناك وجود لحرس الحدود التركي».


ويوضح الداعشي التركي أن جميع السجناء الذين يدعون عدم انخراطهم في أعمال العنف «كاذبين»، لافتًا إلى أن جميع الدواعش يتلقون تدريبات عسكرية ويرسلون لساحات القتال بعد التحاقهم بالتنظيم.


بينما يلتقط الداعشي التونسي جمال بن موسى أطراف الحديث، قائلًا: «يرسلون إخواننا للإعدام في العراق»، في إشارة منه لتصريحات الرئيس العراقي، ويضيف: «لقد كان واحدًا ممن سلمتهم «قسد» للعراق، صديقي، لم يكن فرنسيًّا ولكن حصل على إقامة فرنسا»، متابعًا: «هل تعتقدون أن أولادنا سيتقبلون فكرة أن آباءهم أعدموا سيسعون للانتقام وستفتح فرنسا على نفسها أبواب الجحيم».

الكلمات المفتاحية

"