ad a b
ad ad ad

الصومال على طريقة فرماجو.. توبيخ القيادات الأمنية ومطالبتهم بابتكار حلول

الثلاثاء 12/مارس/2019 - 06:29 م
الرئيس الصومالي محمد
الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو
أحمد عادل
طباعة
يشهد الصومال واحدةً من أعقد الأزمات الأمنية في القارة السمراء، فالدولة الهشَّة حدودها، والمنفلتة أجواءها، والمتردِّية حكومتها وجيشها، صارت مرتعًا للتنظيمات المتطرفة، وأبرزها ما تُسمَّى حركة شباب المجاهدين، التى لها وجود ملحوظ في أغلب مناطق مقديشو، وما زاد طين الإرهاب بللًا وجود تنظيم داعش الإرهابي، الذي يصارع نظيرته الشباب؛ لاقتسام كعكة الإرهاب في الصومال.

 

الرئيس الصومالي محمد
الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو
المشكلة الأمنية تمثل الجانب الأكبر من تفكير واستراتيجية الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، الذي يحاول بقدر الإمكانيات المتاحة، حل تلك الأزمة التي تعاني منها البلاد منذ عام 2006، وهو تاريخ ظهور حركة الشباب الإرهابية .

وفي هذا الإطار، وبَّخ الرئيس فرماجو قادة الأجهزة الأمنية في البلاد، ودعاهم إلى ابتكار حلول للمشاكل الأمنية التي تعاني منها مقديشو، أو تقديم الاستقالة.

وأثناء لقاء فرماجو بالقادة الأمنيين بالبلاد في مؤتمر تعزيز أمن مقديشو والذي أقيم أمس الإثنين، إلقاء الرئيس الصومالي باللوم أيضًا إلى محافظ إقليم بنادر ومدراء أحياء العاصمة مقديشو والمسئولين الأمنيين، مشيرًا إلى أن المشاكل الأمنية التي تواجهها البلاد قضت على المواطنين وممتلكاتهم، معنفًا إياهم «إن لم تسطيعوا حلَّ المشاكل فافسحوا الطريق إلي غيركم» .

وأكَّد فرماجو، أنه لن يستطيع أن يقف متفرِّجًا لما يحدث في البلاد، وأنه من غير المعقول، ما يحدث داخل الصومال من عمليات إرهابية وانتشار وسيطرة أغلب التنظيمات المتطرفة على المناطق الصومالية، ووجَّه سؤاله إلى المسئولين الأمنيين «ماذا يمنعكم أن تبلغونا بالمشاكل التي تواجه البلاد» .

ولم يكن حديث فرماجو هو الأول من نوعه، ويأتي هذا في الوقت الذي تصاعدت فيه المشاكل الأمنية التي تعاني منها مقديشو في الفترة الأخيرة، والتي تشمل تفجير السيارات المفخَّخة والاغتيالات شبه اليومية، فمن قبله وتحديدًا في نوفمبر 2018، أكَّد رئيس الوزراء الصومالي حسن علي خيري، أن الأجهزة الأمنية عليها العمل باحترافيةٍ أكثر وتعزيز تواجدها في الصومال، وذلك على خلفية ثلاث انفجارات كبيرة هزَّت مقديشو، بعد تنفيذ مسلحي حركة الشباب المجاهدين هجمات استخدموا فيها سيارات مفخخة على فندق الصحافي في وسط مقديشو، ما أدى إلى مقتل حوالي 50 شخصًا، وإصابة أكثر من مائة آخرين.
حركة الشباب في الصومال
حركة الشباب في الصومال
ويعاني الصومال من حركتي الشباب وتنظيم داعش الإرهابي، اللذين يسعيان بقوة إلى الإطاحة بالحكومة الفيدرالية الصومالية، وإقامة حكمٍ خاصٍ بهما، قائم على تفسير متشدد لشريعة الدين الإسلامي، وكانت تعاونت الحكومة مع القوات الأفريقية الخاصة، والتي أدت إلى فقدان سيطرتها على معظم الأقاليم في البلاد، ولكنها حاضرة وبقوة في العديد من الأقاليم الأخرى مثل هيرشبيلي  وجوبالاند  وبونتلاند، الواقعين في جنوب الصومال.
الصومال على طريقة
 وفي تصريح خاص للمرجع، قال محمد عزالدين، الباحث في الشأن الأفريقي، إن تصريحات فرماجو تأتي في إطار إحساسه بالخطر الداهم في البلاد من حركة شباب المجاهدين وتنظيم داعش الإرهابي .

وأكَّد «عزالدين»، أن المشكلات الأمنية في الصومال موجودة منذ الماضي والحاضر والمستقبل، مشيرًا إلى أن التنظيمات الإرهابية استطاعت التوغل داخل  البلاد، ووضْع موطئ قدمٍ لها في شتى أنحاء الصومال .

وأضاف الباحث في الشأن الأفريقي، أن الصومال سيبقى منفردًا في مواجهة حركة الشباب وتنظيم داعش الإرهابي بعد انسحاب القوات الأفريقية من البلاد في عام 2020، ومن ثَمَّ تتسلّم مسؤولية حفظ الأمن قوات الأمن الصومالية والجيش الوطني الصومالي.
"