ad a b
ad ad ad

تكتيك داعشيّ جديد.. التنظيم ينصب كمينًا لاصطياد «العراق»

الإثنين 11/مارس/2019 - 02:13 م
المرجع
أحمد سلطان
طباعة

على مقربةٍ من طريق رئيسيّ في «كركوك» العراقية، نصب مسلحون يتنكرون في زيِّ الشرطة الاتحادية التابعة للحكومة العراقية، كمينًا للتفتيش، بعد دقائق استوقف المسلحون سيارةً يقودها أحد ضباط استخبارات الجيش العراقي، واقتادوه إلى جهةٍ غيرِ معلومةٍ، رغم كشفه لهويته الرسميِّة للمسلحين.


تكتيك داعشيّ جديد..

بعد عدة أيام، وُجِدَت جثة ضابط الاستخبارات العراقي في صحراء كركوك، ونشر تنظيم داعش صورًا لعملية الاغتيال؛ ليربط الشعب العراقي بين عملية الخطف في الكمين المزيف وبين إعلان داعش مسئوليته عن الاغتيال. 

 

لجأ تنظيم داعش إلى هذا النوع من العمليات بكثرة خلال الفترة الماضية، بعد خسارته للمدن التي كان يسيطر عليها، وفقًا لاستراتيجية يسميها «صيادو الصحوات»، التي تعتمد بالأساس على انتحال صفة رجال الجيش والشرطة العراقيين.

 

وتقوم ما تعرف بـ«المفارز الأمنية»، التابعة للتنظيم بتخطيط وشنِّ هذه العمليات، بعد رصد العناصر المستهدفة، واختيار الوقت المناسب، الذي يكون أحيانًا في وضح النهار.

 

كان القيادي السابق بتنظيم داعش، أبو هاني العيساوي، أول من بدأ هذا «التكتيك» إبَّان الغزو الأمريكي للعراق، فشارك مع عدد من الإرهابيين التابعين لتنظيم داعش في استهداف قيادات مجالس الإسناد العراقية، التي شكلتها العشائر السنية؛ لطرد التنظيم من المدن التي يسيطر عليها.

 

وبحسب ما تُسمَّى صحيفة النبأ الداعشية التي ينشرها التنظيم عبر الانترنت، فإن استراتيجية عمل «صيادو الصحوات»، تقوم على استخدام نفس الزيِّ العسكريِّ والمركبات التي تستخدمها قوات إنفاذ القانون العراقية، مما يجعل كشف هذه المجموعات أمرًا صعبًا.


وفى ذات السياق، ساهمت هذه العمليات في خفض الشعور بالثقة لدى المواطن العراقي في أجهزته الأمنية بعد فشلها المتوالي في كشف «المفارز الداعشية»، العاملة في نطاق المدن والأرياف.


تكتيك داعشيّ جديد..

شبكات إرهابية معقدة 

من جانبه اعتبر الباحث العراقي المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة، هشام الهاشمي، أن الهجمات الإرهابية الأخيرة والتكتيكات التي اتبعها تنظيم داعش، تؤكد على وجود شبكات داعشية كاملة، تقوم بعمليات الرصد الاستخباري، واختيار الأهداف وتنفيذ الهجمات الإرهابية.

 

وأضاف «الهاشمي»، في تدويناتٍ له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن التطورات الأخيرة، تشير إلى تطور نوعي في الهجمات الإرهابية، ويمكن أن تؤدي في النهاية إلى إقالة القيادات الأمنية العراقية، بعد فشلها الملحوظ في تحقيق الأمن والاستقرار داخل العراق.

 

وأشار«الهاشمي»، إلى أن عناصر تنظيم داعش، ما زالوا قادرين على التكيف والعيش مع الهزائم التي تلقوها خلال الفترة الماضية، مؤكدًا أن الأحداث الأخيرة تكشف عن إمكانية عودة داعش من جديد بتكتيكات جديدة قد تؤدي إلى سيطرتها على «المناطق الهشة» من جديد.

 

واتهم الهاشمي قوات الأمن والاستخبارات العراقية، بالكسل والضعف في حربها مع تنظيم داعش، منتقدًا عدم سعي تلك القوات إلى تنفيذ ضربات للتنظيم في الأماكن غير المأهولة، التي يتخذها ملاذات له خلال الفترة الحالية.

 

وفي السياق ذاته، قال النائب العراقي  السابق عن تحالف القوى الوطنية محمد عبد الله: إن تأخير تعيين القيادات الأمنية العليا وعلى رأسها وزير الداخلية، أدَّى لتفاقم المشاكل الأمنية، وعدم القدرة على ضبط الأوضاع في المناطق التي استعادتها القوات العراقية من داعش.


وأضاف النائب، المحسوب على التحالف السنيِّ داخل البرلمان العراقي، في تصريحٍ سابقٍ له، أن الشعب العراقي دفع ثمنًا غاليًا لتحرير المدن العراقية من التنظيم الإرهابي، داعيًا الحكومة العراقية للإسراع في ضبط الأوضاع؛ لتفويت الفرصة على داعش وعدم السماح بسقوط المدن العراقية في مستنقع الإرهاب مرة أخرى.

 

"