ad a b
ad ad ad

«العين بالعين».. خطة غربية لاصطياد «مستر مارلبورو»

الثلاثاء 03/يوليو/2018 - 08:58 م
مستر مارلبورو
مستر مارلبورو
نورا بنداري
طباعة
في يونيو 1972، بحي الثنية المخزن بمدينة غرداية التابعة لولاية غرداية في الجنوب الجزائري، برز «مسعود عبدالقادر المختار بلمختار» المكنى بـ«خالد أبوالعباس»، والذي يعد واحدًا من أخطر الإرهابيين المطلوبين، والذي نسب إليه؛ أكثر من اسم ولقب، ففي وسائل الإعلام العالمية يعرف بـ«مستر مارلبورو»، في إشارة إلي ماركة السجائر الأمريكية الشهيرة التي كان يشتهر بتهريبها عبر الحدود، للحصول على الأموال في سبيل شراء الذخيرة والأسلحة اللازمة لارتكاب العمليات الإرهابية، أما في وسائل الإعلام الجزائرية فيشتهر بـ«الأعور»، نتيجة شظية مزقت إحدى عينيه خلال وجوده في أفغانستان، بالإضافة إلي أنه يعرف في الغرب أيضًا بـ«قرصان الصحراء» أو «المراوغ».

التأثر بفكر «بن لادن»
كانت بداية «بلمختار» مع تنظيم «القاعدة» الارهابي، إذ انضم للتنظيم أثناء مشاركته في القتال في أفغانستان، في عام 1989، وكان عمره حينها لا يتجاوز 19 عامًا، وانضمامه للقاعدة جعله يتأثر بدرجة كبيرة بفكر أسامة بن لادن مؤسس التنظيم، لدرجة أنه سمى نجله «أسامة» تيمنًا بـ«بن لادن». 

وفي 1993 عاد «بلمختار» للجزائر بعد عام على اندلاع موجات العنف إثر إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية التي فازت بها جبهة الإنقاذ الإسلامية، ما أدي إلي حالة تطرف دموي من قبل الإسلاميين تجاه الجيش الجزائري، الذي رفض قادته الاعتراف بنتائج هذه الانتخابات، وفي ذروة العنف، أصبح «بلمختار» من أكبر مزودي السلاح والمال للجماعات المتشددة.

وفي 1998، التحق بالجماعة السلفية للدعوة والقتال التي انشقت عن الجماعة الإسلامية، وبعد تسع سنوات تبنت «السلفية» الأيديولوجية الجهادية لتنظيم «القاعدة»، وأطلقت على نفسها اسم «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، وأسهم «بلمختار» في دعم وتمويل الجماعات المتشددة، ليصبح في 2002، أميرًا لفرع تنظيم القاعدة في الصحراء بعد مقتل سلفه «أبو عبدالرحمن أمين».

«الموقعون بالدم» 
لاحقًا تم إخراج «بلمختار» من دائرة القيادة في تنظيم «القاعدة»، في بلاد المغرب في شمال مالي، نتيجة نشاطاته المتواصلة المسببة للخلاف، وبعد إخراجه من التنظيم، أنشأ نهاية 2012 جماعة تحت اسم «الموقعون بالدم»، أما جماعة «المرابطون» بزعامته فقد تأسست 2013 عبر اندماج تنظيم «الموقعون بالدم» وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، وهى إحدى المجموعات التي سيطرت على شمال مالي بين خريف 2012 ومطلع 2013. 

وبعدها تبنت جماعة «الموقعون بالدم» في يناير 2013 عملية «أميناس» التي تعد واحدة من كبرى العمليات التي استهدفت منشأة عين أميناس للغاز بولاية إليزي في الصحراء الجزائرية، وأسفرت عن مقتل 38 شخصًا، واحتجاز عددٍ من الرهائن الأجانب، وفي مايو 2015، ظهرت بعض الأقاويل عن مبايعة جماعة «المرابطون» لتنظيم «داعش» الإرهابي إلا أن «بلمختار» نفى المبايعة، مؤكدًا التزامه ووفاءه لبيعة زعيم القاعدة الحالى «أيمن الظواهري».

ونفذت التنظيمات التي يقودها «بلمختار» في أفريقيا، عمليات إرهابية أسفرت عن مقتل عشرات الرعايا الغربيين، بينهم أمريكيون وفرنسيون، بالإضافة إلي عمليات اختطاف رهائن أجانب، إلى جانب العمليات الانتحارية ضد منشآت ومؤسسات حكومية ودولية امتدت من الجزائر إلى العديد من دول الجوار، مستغلًا تمركز جماعته المسلحة في صحراء الجزائر، الأمر الذي ساعده لتمتد عملياته إلى موريتانيا ومالي وصولًا إلى النيجر.

تعاون مرتقب مع «داعش» 
في يونيو الماضي، كشفت تقارير إخبارية عن تحقيقات أُجريت مع عدد من المتطرفين الموقوفين في ليبيا، أن «بلمختار» يقود تكتيكًا خطيرًا من شأنه أن يخلق كتلة كبيرة ومترابطة تجمع بين موالين لتنظيمي «القاعدة»، و«داعش»، وذلك يعد تطورًا جديدًا لـ«بلمختار» الذي كان يرفض رفضًا تامًا لأي تعامل أو تعاون مع «داعش».

كما تم الإعلان عن أن «بلمختار» عين عددًا من مساعديه في أفريقيا للعمل والتنسيق مع قيادات «داعش»، من بينهم ذراعه اليمنى «أبو يحيى أبو همام»، المسؤول عن تنظيم القاعدة في شمال مالي، والذي يعتقد أنه زار جماعات متطرفة في ليبيا خلال الشهور الماضية، وسبب ذلك يرجع إلي أن «بلمختار» يحاول تجنب تكرار المواجهات التي وقعت سابقًا بين تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، في سوريا، وبدأ «بلمختار»، لأول مرة، الاكتفاء بوضع الخطوط العريضة لنوابه، فيما يتعلق بالعمل، وترك لهم حرية التصرف وعقد الصفقات وتنفيذ العمليات والتعاون مع المجاميع الأخرى، دون العودة إليه في مراجعة التفاصيل، حتى لو كانت تخص الاشتراك في القيام بتنفيذ عمليات مع تنظيم داعش.

نظرية «العين بالعين» 
يعد «مسعود بلمختار» من الشخصيات التي لديها القدرة علي التخفي والمراوغة، حيث أعلن عن موته أكثر مرة، إلا أنه في كل مرة كانت تظهر فيها بيانات الجيش الجزائري وقوات الأمن التي تؤكد مصرعه، يقوم ببث فيديو عبر «اليوتيوب» يؤكد فيه أنه حي يرزق، بل ويتوعد بشن عمليات جديدة، ولأنه الشخص المطلوب العثور عليه بشدة من قبل السلطات الجزائرية والأمريكية وأيضًا الفرنسية، عرضت المخابرات الأمريكية منذ خمس سنوات مضت، مكافأة تصل إلي خمسة ملايين دولار للقبض عليه.

وفي الوقت الراهن، ظهرت أنباء عن أنه موجود في مكان ما جنوب الصحراء الليبية، ويتنقل في بعض الأحيان، في قافلة من سيارات الدفع الرباعي، عبر الحدود الصحراوية للجزائر والنيجر وتشاد ومالي، ونتيجة لذلك؛ أشارت صحيفة «تليجراف» البريطانية في وقت سابق، إلي أن الدول الغربية، ستطبق نظرية «العين بالعين» لاصطياد «بلمختار، معلنة عن مطاردة دولية ضخمة تجري حاليًا للعثور عليه، إضافة إلي قيام قوات خاصة فرنسية بالبحث عنه تزامنًا مع استعدادات لإرسال قوات أمريكية خاصة إلى الدول الصديقة بشمال أفريقيا للغرض نفسه.
"