ad a b
ad ad ad

كينيا تنسحب والإرهاب يملأ الفراغ.. مكايدة سياسية بين نيروبي ومقديشو تنتهي بضياع «فحفحدون»

الإثنين 04/مارس/2019 - 09:16 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
في منطقة يعيش أغلب سكانها تحت خط الفقر، ويعانون الظلم على المستويات كافة، سواء الأمراض والأوبئة أو المجاعات والظمأ، وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية بشكل عام، وفي ظل غياب للقادة السياسيين عن منطقة فحفحدون الحدودية الاستراتيجية، أعلنت حركة شباب المجاهدين الإرهابية، أمس الأحد 3 مارس 2019، إعادة هيمنتها على تلك المنطقة بعد مواجهة قوية مع القوات الأفريقية، بولاية جيذو جنوب غربي الصومال.

كينيا تنسحب والإرهاب


انسحاب القوات الكينية وأهمية «فحفحدون»
وجاءت السيطرة بعد إعلان انسحاب القوات الكينية المشاركة في تحالف بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم)، يوم السبت الماضي؛ حيث أخلت القوات الموجودة منذ 7 سنوات القواعد التابعة لها في إقليم جدو جنوب غرب الصومال، والتي دخلها مسلحو الحركة الإرهابية على الفور واستولوا عليها، وأعادوا نفسهم على ساحة المنطقة مرة أخرى بعد غياب دام لمدة 7 سنوات.


وتعتبر منطقة «فحفحدون» بلدة استراتيجية بالنسبة للطرفين، سواء للقوات الكينية التابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي أو من الحركة الإرهابية؛ حيث تقع تلك المنطقة على الحدود الكينية الصومالية، وتربط بين كثير من مدن إقليم جدو الواقع في جنوب غرب الصومال، كما تربط الطريق الاقتصادي بين كينيا والصومال.


تفاقم الأزمة الدبلوماسية 
ويأتي انسحاب القوات الكينية، في محاولة منها لتفاقم الأزمة بين نيروبي ومقديشو؛ حيث تتوتر العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين الجارتين كينيا والصومال، إثر الأزمة الدبلوماسية الحادة مع الجانب الكيني، والتي سرعان ما تحولت إلى قطيعة دبلوماسية بين البلدين، وجاء سبب الأزمة على خلفية طرح الحكومة الصومالية عطاءات التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة الحدودية البحرية الكينية، وهي متنازع عليها من الطرفين؛ ما أدى إلى استدعاء كينيا لسفيرها في مقديشو، وطرد السفير الصومالي من البلاد دون تحديد موعدٍ لعودته.


وخلال الـ7 سنوات الأخيرة، لم تهدأ حركة الشباب من محاولتها في سيطرتها على تلك المنطقة الاستراتيجية، وكانت دائمًا تشهد مواجهات عسكرية بين مسلحي الحركة والجيش الكيني؛ حيث تعرضت قافلة القوات الكينية الأسبوع المنصرم لهجوم إرهابيّ من قبل حركة شباب المجاهدين، في طريق يربط بين فحفحدون ومنطقة جيريلي في إقليم جدو، وفي فبراير 2018 دارت اشتباكات بين القوات الكينية التابعة للاتحاد الأفريقي، والمدعومة بقوات الحكومة الصومالية آنذاك، وعناصر تابعين لحركة الشباب، وذلك بعد انفجار لغم أرضي على سيارة كانت تنقل مواد غذائية للقوات المتحالفة، استطاعت القوات الكينية حينها إيقاف زحف مسلحي الشباب.

كينيا تنسحب والإرهاب
 تاريخ من المحاولات.. والدماء أيضًا

وفي يناير 2018 أعلنت حركة الشباب، أنها بعد مواجهات عنيفة دارت في المنطقة السابق ذكرها، دمرت آليات عسكرية تابعة للقوات الكينية، كما تسببت في مقتل أكثر من 20 جنديًّا بكينيا، وفي يوليو 2015 تدهورت الأوضاع المعيشية لسكان منطقة فحفحدون بإقليم جدو جنوب غرب الصومال؛ ما تسبب في نزوح معظم الأسر التي تعاني من الأوضاع المعيشية الصعبة بمناطق في إقليم جدو، الذي يشهد صراعات بين القوات الصومالية والأفريقية المتحالفة ومسلحي حركة الشباب، كما تسبب الصراع على تلك المنطقة تحديدًا في تفاقم أزمة المواد الغذائية، في ظل غياب المنظمات الإغاثية عن المنطقة، وعجز إدارتهم عن سد احتياجات المتضررين، ووجهت القادة الكبار في تلك المنطقة حينها نداءات عاجلة إلى المنظمات الإنسانية والحكومة الفيدرالية؛ لإيصال المساعدات إلى تلك الأسر، وفي يناير 2016 نفذت الشباب هجومًا على معسكر تابع للقوات الكينية؛ ما أدى إلى مقتل أكثر من 100 جندي.

 
كينيا تنسحب والإرهاب
باحث يتحدث
وفي تصريح للمرجع، قال محمد عزالدين، الباحث في الشأن الأفريقي: إن انسحاب القوات الكينية قرار خاطئ؛ لأنه سيفتح المجال أمام حركة الشباب الإرهابية؛ لتنفيذ مزيد من العمليات الإرهابية في الفترة المقبلة، مؤكدًا أن الحدود بين الصومال وكينيا هشة للغاية، وتحتاج إلى قوة إقليمية للتمركز في الحدود، وأن كلا البلدين يعانيان من هجمات خطيرة لحركة الشباب في الفترة الماضية.


وأوضح الباحث في الشأن الأفريقي، أن بعد انسياب الحدود لحركة الشباب، سيكون الداخل الكيني والصومالي خلال الفترة المقبلة؛ ما سيسبب تفاقم الأزمات الإنسانية والمعنوية لدى الشعبين.


وأشار عزالدين، إلى أن حركة الشباب ستسعى لتجنيد أكبر قدر من العناصر المسلحة؛ للاستفادة قدر الإمكان من عملية انسحاب القوات الكينية.
"