ad a b
ad ad ad

درءًا للشبهات.. الأزهر يوضح تصريحات «الطيب» بشأن «تعدد الزوجات»

الأحد 03/مارس/2019 - 11:07 م
المرجع
محمود محمدي
طباعة

بين اعتبارها إنصافًا للمرأة وإصلاحًا للفهم الخاطيء، وبين اعتبارها تمثل إنكارًا لنص في القرآن يبيح للرجل الزواج بأربع نساء، جاءت ردود الأفعال متباينة على تصريحات فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، بشأن قضية «تعدد الزوجات»، حينما قال: «مسألة تعدد الزوجات في الدين الإسلامي تحمل ظلمًا للمرأة وللأبناء في كثير من الأحيان، وتعدّ من الأمور التي شهدت تشويهًا للفهم الصحيح للقرآن الكريم والسنة النبوية».


من جانبه، حرص المركز الإعلامي للأزهر الشريف، على إصدار بيان يرد على تلك الحالة الجدلية التي أثارتها بعض وسائل الإعلام؛ حيث قال المركز عبر موقعه الرسمي: إنه تابع ما أثارته بعض المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الإعلامي حول حلقة برنامج «حديث شيخ الأزهر» المذاع على الفضائية المصرية، وما تضمنته الحلقة من حديث حول مسألة «تعدد الزوجات».



درءًا للشبهات.. الأزهر

درءُ الشبهات


وشدد الأزهر في بيانه، على أن فضيلة الإمام لم يتطرق مطلقًا إلى تحريم أو حظر تعدد الزوجات، بل سبق له أن قال خلال كلمة له أمام مؤتمر الإفتاء العالمي في 17 من شهر أكتوبر عام 2016: «وأبادِرُ بالقولِ بأنَّني لا أدعو إلى تشريعاتٍ تُلغي حقَّ التعدُّدِ، بل أرفُضُ أيَّ تشريعٍ يَصدِمُ أو يَهدِمُ تشريعاتِ القرآنِ الكريمِ أو السُّنَّةِ المُطهَّرةِ، أو يَمسُّهمَا من قريبٍ أو بعيدٍ؛ وذلك كي أقطعَ الطريقَ على المُزايِدِينَ والمُتصيِّدين كلمةً هنا أو هناك، يَقطَعونها عن سِياقِها؛ ليتربَّحوا بها ويتكسَّبوا من ورائها».


وأضاف: أن «حديث شيخ الأزهر، خلال الحلقة المتلفزة قبل يومين، انصب على فوضى التعدد وتفسير الآية الكريمة المتعلقة بالموضوع، وكيف أنها تقيد هذا التعدد بالعدل بين الزوجات، كما رد فضيلته على الذين يعتبرون أن تعدد الزوجات هو الأصل».


ونشر المركز الإعلامي مقطعًا مصورًا لكلمة شيخ الأزهر خلال «مؤتمر الإفتاء العالمي»؛ تأكيدًا لرؤية فضيلة الإمام لتلك القضية.


درءًا للشبهات.. الأزهر

التراث الديني


وقال شيخ الأزهر، في برنامجه الأسبوعي على الفضائية المصرية: «إن القرآن الكريم يقول «فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً»، مضيفًا أن مسألة تعدد الزوجات تشهد ظلمًا للمرأة وللأولاد في كثير من الأحيان؛ لذا علينا أن نقرأ الآية التي وردت فيها مسألة تعدد الزوجات بشكل كامل، فالبعض يقرأ «مثنى وثلاث ورباع»، وهذا جزء من الآية، وليس الآية كاملة، فهناك ما قبلها وما بعدها».


وتساءل «الطيب»: «هل المسلم حر في أن يتزوج على زوجته؟ أم أن هذه الحرية مقيدة بقيود واشتراطات؟ فالتعدد حق مقيد، ويمكن أن نقول إنه رخصة، والرخصة لا بد لها من سبب»، مشيرًا إلى أن التعدد مشروط بالعدل، وإذا لم يوجد العدل فالتعدد محرم، بل إن الظلم أو الضرر يحرم التعدد.


وأوضح الإمام الأكبر، أن تراثنا الديني يتضمن وجهات نظر مختلفة في فهم اشتراط الكفاءة في الزواج، فالبعض يرى أنه لا بد أن يكون الشاب في نفس المستوى الاجتماعي للفتاة، لكن الفهم الأقرب للنصوص الصحيحة هو أن الكفاءة تكون في الدين، فلا يمكن أن يوصف شخص بأنه متدين، وهو راسب في ميزان الأخلاق.


وأشار إلى أن ما يؤسس الحياة الزوجية الصالحة ليس المال أو الجاه، وإنما الدين الذي يشكل البوصلة الوحيدة التي تصحح مسار الأسرة باستمرار، مطالبًا بفهم الدين بمعناه الصحيح وليس بالمعنى المبتذل والشكلي.

للمزيد.. من أرض التسامح.. الأزهر والفاتيكان يوقعان وثيقة «الأخوة الإنسانية» لمحاربة التطرف

"