يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

بعد 7 سنوات من مقتل «بن لادن».. كيف رحل «جيرونيمو» القاعدة؟

الأربعاء 02/مايو/2018 - 09:06 م
أسامة بن لادن
أسامة بن لادن
سارة رشاد
طباعة
رغم مرور 7 سنوات على مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، الذي وصفته إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، بـ«أكبر إنجازاتها»؛ فإن روايات الإدارة الأمريكية المتضاربة والمرتبكة حول هذا الشأن، تجعل من سؤال: كيف قُتِلَ بن لادن؟ مطروحًا وبقوة.

«جيرونيمو» هو الاسم الذي أطلقته الإدارة الأمريكية، على ليلة الثاني من مايو عام 2011، التي تخلَّصت فيها من الرجل الأول على قائمة المطلوبين أمنيًّا، ووثقت واشنطن لحظات مقتل أسامة بن لادن، بالعديد من الأفلام الوثائقية التي طغت عليها «الحبكة الهوليوودية»، وعبارات نُسجت خصيصًا لتبقى خالدة في الوجدان الأمريكي.

عقب ساعات من مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أوضحت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، أن «بن لادن» كان مسلحًا، وأنه استخدم زوجته درعًا بشريًّا في محاولة لإثناء القوات الأمريكية عن قتله، وبعد مرور يومين نشرت صحيفة «التليغراف» خبرًا أكدت فيه تراجع إدارة أوباما، عن تصريحها السابق، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية قالت: إن زعيم تنظيم القاعدة لم يكن مسلحًا، ولم يلجأ لاستخدام زوجته كدرع بشري.

هذا الارتباك في التصريحات، عزَّزَه عدم كشف الإدارة الأمريكية عن مصير جثة أسامة بن لادن، أو تحديد المكان الذي دفن به، واكتفت بنشر معلومة تفيد بأن زعيم تنظيم القاعدة، دُفِنَ في بحر العرب، وهو مكبل بأثقال من الأسلاك وزنها يقارب 300 رطل من الحديد، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

وكشفت مصادر مطلعة، عن عدم دقة الرواية الأمريكية حول مصير جثة «بن لادن»، مؤكدة أن زعيم تنظيم القاعدة لم يُقتل على يد القوات الأمريكية؛ لكنه فجَّر نفسه بحزام ناسف، عندما تأكد من مقتله عقب اقتحام قوات أمريكية للبناية التي كان يختبئ بها في مدينة «أبوت آباد» الباكستانية التي تبعد 120 كيلومترًا عن العاصمة إسلام أباد.

وأضافت المصادر، أن الرجل الأول بتنظيم القاعدة، لم يكن يرغب في منح أمريكا نصرًا معنويًّا عن طريق قتله؛ لذلك لجأ إلى تفجير نفسه، وهو الفعل الذي أحرج الإدارة الأمريكية التي كانت تهدف من وراء العملية إلى إلقاء القبض على «بن لادن»، وليس قتله.

وأوضحت المصادر المطلعة، أن ما يؤكد صدق روايتها وكذب الروايات الأمريكية، هو التخبط والارتباك الذي عانت منه الإدارة الأمريكية عقب الحادث؛ إذ اضطرت للإعلان عن روايات بدت متضاربة.

يشار إلى أن «جيرونيمو» عملية عسكرية نفذتها الإدارة الأمريكية، بالتعاون مع الحكومة الباكستانية، ليلة الثاني من مايو 2011، للقضاء على زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، وخلال العملية اقتحم 24 جنديًّا أمريكيًّا -من وحدة النُخبة في البحرية الأمريكية «نافي سيلز»، أقلتهم 4 مروحيات من طراز «بلاك هوك»- محيط المنزل الذي أكدت التحريات اختباء زعيم تنظيم القاعدة، وأسرته بداخله. 

وأفادت الأفلام الوثائقية الأمريكية، المصنوعة حول الحادث بأن أول من قُتِلَ في العملية كان مساعد أسامة بن لادن، وعينه على العالم الخارجي، «أبوأحمد الكويتي»، وزوجته، اللذان كانا موجودين في الطابق الأول من المنزل، أما «بن لادن» وزوجته، فكانا يقبعان في الطابق الثالث والأخير.

و«جيرونيمو»، هو الاسم الحركي الذي أطلقته أمريكا على زعيم تنظيم القاعدة؛ إذ كان أول تعليق قيل داخل الغرفة المتابعة للعملية في أمريكا بعد انتهائها: «مات جيرونيمو».

و«جيرونيمو» هو أبرز قيادات قبيلة الأباتشي، أحد أشهر قبائل الهنود الحمر، التي دخلت في حرب عصابات مع الأمريكان البيض للدفاع عن القارة الأمريكية، في القرن التاسع عشر، ونتيجة لمحاولات التتبع التي قامت بها القوات الأمريكية لجأ «جيرونيمو» إلى الاختباء في المناطق الجبلية لشنِّ هجمات متقطعة على الأمريكيين؛ فيما يشبه أسلوب الحرب الذي استخدمه تنظيم القاعدة.
"