ad a b
ad ad ad

الذئب القطري يقدم 20 مليون دولار للصومال.. محاولة لفرض النفوذ والهيمنة

السبت 02/مارس/2019 - 12:13 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
قدمت الحكومة القطرية برئاسة «تميم بن حمد آل ثاني» (الراعي للإرهاب في البلاد)، أمس الخميس 28 فبراير 2019م، مساعدات بقيمة 20 مليون دولار، لدعم موازنة الحكومة الفيدرالية الصومالية، وإنقاذها بعد عمليات الفساد والرشاوى التي طالت الحكومة الصومالية، حتى يستطيع السيطرة والهيمنة على الممارسات السياسية هناك.

ويأتي هذا الدعم المالي، خلال زيارة الرئيس الصومالي «محمد عبدالله فرماجو»، يوم الأربعاء الماضي، في العاصمة القطرية الدوحة، بعد مباحثات ومشاورات لتقديم المساعدات اللازمة في الصومال، وتطورات الأوضاع على الساحة الأفريقية.

خلفية الدعم 
قبل زيارة «فرماجو» للدوحة، ذهب «فهد ياسين»، نائب رئيس جهاز الأمن والاستخبارات؛ حيث زار العاصمة القطرية قبل وصول الرئيس الصومالي لتنسيق برنامج الزيارة مع الحكومة، ويعد هذا البروتوكول غير معمول به في دول العالم، ويشير إلى تجاوز واضح وصريح للمؤسسات الرئاسية في الصومال، كما يظهر تخلي «فرماجو» عن التعهد الذي قال عن نفسه بالتزام الحيادية نحو الأزمة الخليجية، ولكن دخل في تحالفات سرية، ومشاورات أكثر مع الجانبين التركي والقطري.

بحسب موقع العين الإخباري؛ حيث أشارت مصادر له، إلى أن المباحثات شملت مناقشة دعم قطر للحزب التابع له «فرماجو»، والذي ينوي الترشح عبره للانتخابات المقبلة، كما طلب الجانب الصومالي التوسط من قبل الحكومة القطرية في الأزمة الدبلوماسية المشاعة حاليًّا مع الجانب الكيني، وطالبتها بالتداخل في محاولات قوات الأمن الكيني للتصدي للتهم الموجهة لـ«فهد ياسين» (بسبب اتهامه بدعم حركة الشباب المجاهدين وتقديم مساعدات مالية ومعدات عسكرية، وتزوير جوازات سفر كينية حتى تنفذ عمليات إرهابية داخل العاصمة نيروبي).

الدعم العسكري 
ويذكر أنه في يناير 2019، حصلت الحكومة الصومالية على منحة عسكرية إلى الصومال، وكانت عبارة عن 68 عربة مدرعة؛ بهدف تقديم الدعم اللازم للأمن والاستقرار في البلاد، وهو ما قوبل بالرفض من قبل «ياسين حاج محمود» وزير الخارجية والتعاون الدولي في حكومة أرض الصومال (صومالي لاند) الواقعة في شمال البلاد، والذي قدم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد الدعم العسكري القطري الذي حصلت عليه الحكومة الفيدرالية الصومالية، مؤكدًا ضرورة فرض رقابة صارمة على المساعدات التي تقدم من المعدات العسكرية القطرية إلى الحكومة الصومالية؛ ومن ثم وجه اتهامات لفهد ياسين نائب رئيس جهاز المخابرات الصومالية، وهو عميل قطر الأول في البلاد وحامل حقائب أموال نظام الدوحة إلى الجماعات الإرهابية وتعاونه مع حركة شباب المجاهدين.

قلق من النشاط القطري 
يأتي القلق الذي زاع الأوساط الصومالية؛ نتيجة للتدخلات القطرية في الشأن الداخلي للبلاد، وسعيها لشراء قادة الجيش تحت ستار المساعدات والمساهمات في حربها ضد حركة شباب المجاهدين، وفي نوفمبر 2018 كان قد فرض المجتمع الدولي حظر توريد الأسلحة للصومال، ولكن الدوحة اعتدت على انتهاك القانون الدولي وسط دلائل لتأثيرها في السيطرة على القادة البارزين في الأجهزة الأمنية والعسكرية بالصومال، وذلك عن طريق فهد ياسين نائب رئيس جهاز الاستخبارات الصومالي، كما يأتي تعالي الأصوات داخل الصومال من الانتهاك الصريح الذي تقوم به الحكومة القطرية بعد الهجوم الإرهابي الذي نفذته حركة شباب المجاهدين الإرهابية على مجمع فندق دوسيت 2 بالعاصمة نيروبي (الذي راح ضحيته ما يقرب من 21 شخصًا)؛ حيث كانت الأسلحة المستخدمة عبارة عن 3 من البنادق الخمس التي اشترتها الحكومة الفيدرالية في الصومال من دولة قطر.

آثار الوجود القطري
من جانبها، قالت الدكتورة «أميرة عبدالحليم»، الباحثة في الشأن الأفريقي: إن زيادة الوجود القطري يأتي بعد زيادة الأزمة اليمنية، وتحلقها في الآفاق؛ حيث تسعى قطر لحماية وجودها في المنطقة عن طريق تقديم مساعدات للصومال.

مؤكدة، في تصريح خاص لـ«المرجع» أن قطر تقوم بعملية ردة فعل على الوجود الإماراتي والسعودي في منطقة الشرق الأفريقي، كما تقوم الدوحة بتحويل الصراع من الخليج إلى القارة السمراء، وذلك للحفاظ على مصالحها العسكرية والمادية.

وأشارت الباحثة في الشأن الأفريقي، إلى أن الصومال تحاول إظهار قوتها أمام شعبها، وذلك بعد تباين فشلها في التصدي لهجمات حركة شباب المجاهدين (والتي تمول أيضًا من قطر)، لذلك لجأ فرماجو إلى الدوحة.
"